كلما تسير في طريقك تجد من يتعسر ويقع أمامك فتجده يسرع لينهض باستعانته بالله ثم بالعزيمة
وشخص أخر يقع فتجده مستسلما في مكانه كما هو لا يريد أن يحاول النهوض ولو لمجرد التجربة فقد تعود على أن يساعده الناس دون أن يحاول بنفسه ولو محاولة فاشلة وأن يعطي المبررات لنفسه وللناس بأنه فاشل ولا يستطيع فعل شيء
وعندما يتعامل معه بعض الناس على هذا الاساس دون توجيه فيه حكمة وخبرة يتمادي في الفشل الحقيقي (فشل الإستلام)
وشخص أخر يقع وينهض ثم يقع وينهض مرة أخرى ولكنه يكرر التجربة مرارا وتكرارا وربما يستعين بغيره وهذا ليس عيبا أبدا، المهم إلا يكون شخص متواكلا مستسلما وأن يتعلم الإنسان من تجارب غيره التي يشاهدها أمامه يوميا فلا يجب أن يجرب الإنسان بنفسه أخطاء الغير ولكن عليه أن يبتكر أساليب جديدة غير التي وقع فيها من سبقوه فيأخذ خلاصة تجارب الآخرين ويسعي أن يقدم أفكارا جديدة حتي لو فشل فلا عيب، المهم الا يستسلم للفشل والا يكون الفشل حائلا عن تكرار التجربة أو تطويرها.
وعلي الإنسان الا يستسلم بأحباط من لديهم فيروس الإحباط ووباء الطاقة السلبية وأن يستمع في نفس الوقت لمن ينصحوه من أصحاب الخبرة والأ يتكبر عن الإستماع إليهم ويسجل تلك كل ملحوظة يتعملها،
وإذا نجح الإنسان في الأمر الذي يسعي إليه فعليه الا يعتبر ذلك هو قمة النجاح فيتكاسل أو يغتر أو يظن أنه ليس في حاجة لسماع نصائح أحد فهذا طريق الفشل بعد النجاح.
فلقد أرسل الله لقابيل غراب ليعلمه كيف يواري سوءة أخيه بعدما قتله.
وجعل الله الهدهد يرشد نبي الله سليمان عن مملكة سبأ
وتعلم نبي الله مؤسي من رحلته مع الخضر رضي الله عنه.
وأشار سلمان الفارسي علي النبي محمد صلى الله عليه وسلم حفر الخندق مثلا بخبرته في ذلك المجال والأمثلة في هذا الشأن لا تعد ولا تحصى.
أما من ينتقدك دون علم ولا خبرة في الشي الذي تسعي له فليكن من طموحك أن تثبت له ثقتك في نفسك دون كبر أو تعالي وتشرح له وجهة نظرك فإن لم يقتنع فليكن من ضمن بعض أهدافك أن تجتهد أكثر وأكثر فيما تسعي له حتي تصل إلى ما تريد تحقيقه وحتي إذا لم تحققه فيكفي أنك قد عملت الأسباب، فالفشل هو بداية النجاح وكثيرا من الناس فشلوا في نظريات وأفكار معينة جعلت من جاءوا بعدهم ياخذوا بها ويطورها بأسلوب معين، فالفشل هنا كان مفتاح إلى الطريق السليم.
وما أجمل أن تكون تجاربك وأهدافك بروح العمل الجماعي وصحبة طيبة تنتقيها بعناية فائقة فالانسان يكمل أخوه الإنسان أما في الخير أو الشر فأنظر من تصاحب ومن تستشير.
وإذا أحبننا أن نأخذ أمثلة سريعة عملية توضح لنا أكثر أهمية مواجهة الفشل وتكرار التجارب الفاشلة لنتعلم منها ونتعلم من أخطاء من حولنا ومن سبقونا
هنجد أن القرآن حكي كثيراً عن من سبقونا من الأمم ليبشرنا ويحذرنا ويعلمنا
فقد حاول مثلا أول الأنبياء نوح عليه السلام أن يرشد قومه إلي عبادة الله الواحد فدعاهم سرا وعلانية، فرادا وجماعات ألف سنة إلا خمسون عاماً وبائت أغلب تلك المحاولات بالفشل حتي مع أبنه وظلت دعوته ألف سنة إلا خمسين عاماً ومع ذلك نجح فقد أمن معه القليل ومن آمنوا هم الآن في أمان وسعادة ورضوان من الله منعمين في جنته وقد فاز نبي الله نوح في جنات النعيم جزاءا له علي صبره.
وعلى الوجه الآخر هنجد أمرأة العزيز وهي تراود يوسف عليه السلام مرارا وتكرارا بكل السبل ولكن محاولاتها كلها تفشل ودخل السجن ولكن في نهاية تلك القصة الإيجابية أعترفت زوجة العزيز بالحقيقة وندمت و أصبح يوسف أمين علي خزائن مصر وبذلك فشل الحرام ونجح الحلال.
فربما ما فشلت فيه خيرا لك و منعا عن شرا كان سيلاحقك.
إذن تحملك الفشل وصبرك عليه وتعلمك من القرآن ومن قصص الأنبياء والمرسلين والصالحين والحكماء والمكافحين عبر التاريخ هو دافع لك للاستمرار والتحدي وعدم الإستلام والنهوض كلما تعسرت.