بقلم: عبدالرحمن مؤمن
مؤسس فريق طموح للكنوز البشرية
تربية الأبناء هي مسؤولية مشتركة واجبة علي الأم والأب دون تكاسل أو تواكل شخص علي الأخر ولأن الواقع في كثير من البيوت يصور لنا أنشغال الوالدين في وظائفهم وحتي بعد عودتهم يلتزم كل شخص في الأسرة بالعالم الأفتراضي وما يجري فيه أو يظل أسيرا للألعاب الإلكترونية التي تحمل كثيرا من العنف وتعليم السلوكيات الخاطئة وتربي في الأطفال والشباب إدمان تلك الألعاب والسيطرة علي عقولهم بها .
ومن المخاطر التي تؤثر على سلوك الأبناء بالسلب المعاملة السيئة والتشاحن بين الأب والام وتلفظ أحداهما أو كليهما بألفاظ خارجة ممن يجعل الأبناء يفتقدون إلي القدوة الحسنة بل ويقلدون ما يرونه من سلوكيات خاطئة وكثيرا من الآباء والأمهات لا يلتفوا لخطورة الكثير من المسلسلات والافلام والبرامج التي تساعد بشكل خطير في جعل شخصية الأبناء شخصية عدوانية ، ويؤثر أيضا اللعب في الشارع في إكتساب الأبناء سلوكيات خاطئة وخطيرة، وكل ما سبق ذكره هو مجرد جزء من التصرفات السلبية التي تساعد في إفساد عقول الأبناء وجعل شخصيتهم غير سوية نفسية .
وعلاج ذلك لا يأتي بكثرة الضرب والنقد والأحباط أو الاستسلام للأوضاع الخاطئة ولكن علي الوالدين أتباع بعض النقاط الهامة لتعديل سلوك أبنائهم إلي الأفضل ومن هذه النقاط :
تربية الأبناء علي الواعظ الديني : فتأثير الصلاة وذكر الله وفعل الخيرات كبر الوالدين وصلة الرحم والتصدق والانضمام في أنشطة تطوعية كالصدقة بالوقت والخبرة والمال لتعليم الآخرين وتشجيع الأبناء للمشاركة في ذلك الأمور قدر الإمكان وتحفيزهم .
عندما تعترض أو تمنع أبنائك عن أشياء تراها خاطئة لابد أن تقدم البديل وتشوقهم بأسلوب مميز علي قبول البديل بحب دون إجبار منك فمثلا أجعله يشاركك في سماع أناشيد دينية واجتماعية هادفة وجذابة وأحرص علي تشجيعه علي ممارسة الرياضة في مراكز الشباب مثلا حتي يخرج طاقته في أشياء مفيدة بدلا من اللعب في الشارع وشجعه علي ممارسة الكاراتيه علي سبيل المثال ليستطيع الدفاع عن نفسه خاصة مع إنتشار حالات الخطف والسرقة والاغتصاب .
“أطب مطمعك تكن مستجاب الدعوة”، فهناك البعض من الآباء والأمهات تنفق علي أولادها من مال حرام كقبول الرشاوي وأستغلال الناس في عملهم أو التقصير العمد في وظائفهم وكل ذلك بالطبع يؤثر بالسلب علي سلوك الكثير من الأبناء، لذلك يجب أن تحرص علي جعل مالك حلال وتعليم أبنائك عمليا ذلك ليقتدوا بك .
إجعل أبنائك يرون بأنفسهم أشخاص كافحت وحققت إنجازات رائعة وعملت بالحلال رغم ظروفهم الصعبة مثل متحدي الإعاقة والأشخاص البسيطة العفيفة التي لا تتسول وتتقي الله في عملها ليتعلم الأبناء نعمة الرضا بطريقة عملية .
وما ذكرناه الآن ليس من واقع الخيال أو يستحيل فعله فهناك الكثير من الآباء والأمهات أهتموا بتربية أولادهم وأكتشاف وتنمية مهاراتهم وطاقتهم الإيجابية فتفوق الأبناء دراسيا ورياضيا وأخلاقيا .
وأخيرا عليك أن تحكي لأبنائك عن بعض النماذج الإيجابية الشهيرة التي أثرت في المجتمع بعدما تأثروا بأفعال ووصايا أبائهم وأمهاتهم أو أحدهما وعلي سبيل المثال لا الحصر طبعا : نجد اللاعب محمد صلاح محبا لفعل الأعمال الخيرية كعلاج المرضي والمساعدة في زواج اليتيمات في قريته والكثير من أعمال الخير تأثرا بما هو معروف عن أسرته أبا عن جد كما يقولون.
وأيضا عندما نعلم أبنائنا قصة الدكتور محمد مشالي الذي كان يعمل من التاسعة صباحاً حتي الثانية عشر مساء يومياً لمدة خمسين عاماً ولا يأخذ مليما من الفقراء ولا يأخذ أجازات حتي في العطلات الرسمية تنفيذا لوصية والده الذي أوصاه خيرا بالفقراء، ونشوقهم بالاقتداء أيضا بطبيب نشيط رحيم مثل الدكتور مجاهد مصطفي الذي عالج ٢ مليون فقير ببني سويف وقال أنه دخل كلية الطب وأهتم بالفقراء تأثرا بوالده أيضا .
ومن العلماء عندما نري الدكتور مصطفي محمود وهو يقول في برنامج شهير(أزاي هقابل ربنا بشوية كلام) فأهتم بعمل مشروعات خيرية كمسجد وجمعية مصطفى محمود يشرف عليها أبنائه وتلاميذه .. فهذه هي الصدقة الجارية الهامة للإنسان في الدنيا والآخرة التي يجب زرعها في نفوس الأبناء باستمرار بحكمة وصبر حتي يقتدي بها الأبناء ويسير عليها أبناؤهم ومن حولهم بعد ذلك، فازرع خيرا لتجني ثمار ذلك.