إيمان عوني مقلد
– (أ ف ب): أعلنت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء أن «أزمة إنسانية واسعة النطاق» ترتسم عند الحدود بين إثيوبيا والسودان بعد فرار آلاف الأشخاص يوميا بسبب العملية العسكرية الجارية في إقليم تيغراي. وفيما يتصاعد الضغط الدولي في ظل العملية العسكرية التي يشنها رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في المنطقة المنشقة (شمال)، أعلن أحمد أن العملية الجارية تدخل مرحلتها «النهائية» فيما أكدت حكومته شن ضربات جوية جديدة قرب عاصمة الإقليم ميكيلي.
وكان أبيي أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام العام 2019 قد أعلن عن عمليات عسكرية في 4 نوفمبر قائلا إنها رد على هجمات شنها الحزب المحلي الحاكم في الإقليم «جبهة تحرير شعب تيغراي» على قواعد عسكرية للقوات الفدرالية. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن قرابة 27 ألف إثيوبي فروا عبر الحدود إلى السودان، وأن العدد يزداد بواقع أربعة آلاف يوميا.
وقال ناطق باسم المفوضية بابار بالوش في مؤتمر صحفي عبر الانترنت من جنيف إن «أزمة إنسانية واسعة النطاق ترتسم». وأضاف أن «اللاجئين الفارين يستمرون في الوصول منهكين من جراء المسافة الطويلة التي يقطعونها للوصول إلى الأمان، مع القليل من المقتنيات». ومن يصلون إلى السودان يدلون بروايات مروعة عن قصف صاروخي وعمليات قتل.
وقالت جانيت غازردير (75 عاما) التي دمر منزلها في بلدة هومرا وباتت في مخيم للاجئين في شرق السودان «رأيت أشلاء جثث مقطعة من جراء الانفجارات». وأضافت «كانت هناك جثث أخرى متعفنة على الطريق، قتل أصحابها طعنا».
أكد أبيي الجمعة أن قوات جبهة تحرير شعب تيغراي «تحتضر» وأمهل جنودها ثلاثة أيام «للانتفاضة» والانضمام للجيش الفدرالي. وكتب أبيي على موقع فيسبوك أمس الثلاثاء أن المهلة انقضت. وقال «مهلة الثلاثة أيام (المعطاة) للقوات الإقليمية ومليشيات تيغراي للانضمام إلى الجيش الفدرالي، بدلاً من البقاء ألعوبة بأيدي المجلس العسكري الجشع (جبهة تحرير شعب تيغراي)، انتهت».
وقال «بما أن المهلة انتهت، العمليات النهائية لحفظ النظام ستُجرى في الأيام المقبلة». ويجعل التعتيم المفروض على المنطقة وتقييد تحرّكات الصحافيين، تقييم الوضع على الأرض صعباً وكذلك التحقق من أعداد القتلى التي قد تكون بالمئات. ويؤكد الجيش الفدرالي أنه يسيطر على غرب منطقة تيغراي حيث تركزت المعارك، وكذلك على بلدة ألاماتا على بعد 180 كلم جنوب ميكيلي.
لكن زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي دبرصيون جبراميكائيل صرّح الثلاثاء لوكالة فرانس برس أن «حكومة وشعب تيغراي» سيصمدان، في إشارة إلى أن المعارك ستستمرّ. وقال «هذه الحملة (العسكرية) لا يمكن أن تنتهي. طالما جيش الغزاة موجود على أرضنا، المعركة ستستمرّ. لا يمكنهم إسكاتنا بالقوة».
ويقاوم أبيي أحمد دعوات المجتمع الدولي لإنهاء المعارك والقبول بوساطات. الإثنين توجه نائبه ديميكي ميكونين جوا إلى أوغندا ومن ثم إلى كينيا للقاء رئيسي القوتين الإقليميتين. وكتب رئيس أوغندا يويري موسيفيني على تويتر بعد لقائه ديميكي إن «حربا في إثيوبيا ستعطي صورة سيئة للقارة بأسرها». أضاف «يتعين إجراء مفاوضات ووقف النزاع، كي لا يؤدي إلى خسائر غير ضرورية في الأرواح، ويشل الاقتصاد».
لكن موسيفيني حذف التغريدة فيما بعد، وقال مسؤول إثيوبي إن ديميكي قال بوضوح إن المفاوضات ليست احتمالا فوريا. ودعا رئيس كينيا أوهورو كينياتا في وقت لاحق إلى حل «سلمي» للأزمة. وترفض حكومة أبيي أي وساطة قبل نزع سلاح قادة إقليم تيغراي وتقديمهم إلى العدالة.