إيناس مقلد – الوكالات:
توفي وزير الخارجية والمغتربين ونائب رئيس مجلس الوزراء وليد المعلم، أحد أبرز وجوه السلطة في سوريا، فجر أمس عن عمر ناهز 79 عاماً من دون أن تكشف دمشق عن سبب الوفاة.
وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية في بيان مشترك نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، «ببالغ الحزن والأسى»، وفاة المعلم الذي «عرف بمواقفه الوطنية المشرفة في مختلف ساحات العمل السياسي والدبلوماسي».
والمعلم دبلوماسي مخضرم، عُين وزيراً للخارجية في 2006 خلفاً لفاروق الشرع، ويشغل منذ عام 2012 منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وشكّل خلال سنوات النزاع واجهة للنظام، ولطالما اعتبر خلال مؤتمراته الصحفية الطويلة الحرب التي تشهدها بلاده «مؤامرة» خارجية. وعُرف بمواقفه الساخرة من الغرب الذي فرض عقوبات على سوريا والمسؤولين فيها.
وشيّع المعلم عصر أمس في دمشق، التي يتحدر منها، بحضور وزراء ومسؤولين من بينهم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وكان آخر ظهور علني له يوم الأربعاء الماضي خلال افتتاح مؤتمر عودة اللاجئين الذي نظمته دمشق بدعم روسي. وبدا متعباً وفي حالة صحية سيئة استدعت مساعدته من شخصين على دخول قاعة الاجتماعات. وكان المعلم يعاني من مشاكل صحية، وأجرى في عام 2014 عملية تغيير شرايين في القلب في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت.
وقال رئيس الحكومة السوري حسين عرنوس إن بلاده فقدت «دبلوماسياً مخضرماً دافع باقتدار عن وطنه سوريا في المحافل الدولية والإقليمية ومختلف ساحات العمل السياسي».
ونعى نائب وزير الخارجية الروسية ميخايل بوغدانوف «دبلوماسياً محنكاً» يعرفه منذ 35 عاماً. وقال إن المعلم «كان يعلم مدى أهمية العلاقات الروسية السورية». وأضاف: «فقدنا شريكاً موثوقاً وصديقاً مخلصاً»، مضيفاً: «كان شديد الذكاء ويتسم بحس الفكاهة، ولديه معرفة عميقة بالسياسة الدولية والوقائع في الشرق الأوسط».
وقدم وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف تعازيه في وفاة المعلم، الذي «لعب دوراً مهماً في خدمة والدفاع عن مصالح بلاده الوطنية وأمنها». وأعربت وزارة الخارجية في سلطنة عمان عن «تعازيها ومواساتها» في وفاته. كما قدم الرئيس اللبناني ميشال عون تعازيه في برقية إلى نظيره السوري بشار الأسد.
وللمعلم أربعة مؤلفات هي «فلسطين والسلام المسلح 1970» و«سوريا في مرحلة الانتداب من عام 1917 وحتى عام 1948»، بالإضافة إلى «سوريا من الاستقلال إلى الوحدة من عام 1948 وحتى عام 1958» و«العالم والشرق الأوسط في المنظور الأمريكي».