إيناس مقلد – (أ ف ب):
أدلى الناخبون الأردنيون أمس الثلاثاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية التي تقام في ظل ظروف اقتصادية صعبة وصحية استثنائية فرضتها جائحة كوفيد-19. واستمر التصويت حتى الساعة السابعة مساء (17:00 بتوقيت جرينتش). ودعي أربعة ملايين و640 ألف ناخب، من أصل عشرة ملايين عدد سكان البلاد، إلى التصويت.
ويتنافس 1674 مرشحا بينهم 360 سيدة على مقاعد مجلس النواب الـ130 التي خصص 15 مقعدا منها للنساء. وقبل ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع أدلى مليون و216 الفا و337 ناخبا بأصواتهم، يمثلون قرابة 26 في المائة من عدد من يحق لهم التصويت.
وقررت السلطات فرض حظر تجول شاملا في عموم محافظات المملكة اعتبارا من الساعة العاشرة من مساء أمس الثلاثاء (20:00 بتوقيت جرينتش) حتى الساعة السادسة (04:00 بتوقيت جرينتش) من صباح الأحد المقبل بهدف منع التجمعات والاحتفالات التي يقيمها المرشحون الفائزون من أجل احتواء تفشي فيروس كورونا.
وأعرب رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة في تصريحات للصحفيين بعد الإدلاء بصوته في بلدة ايدون في محافظة اربد (نحو 89 كلم شمال عمان) عن أمله أن «يمارس كل مواطن هذا الحق ويحافظ على اجراءات السلامة العامة»، معربا عن أمله أن «تنتج هذه التجربة مجلسا نيابيا يلبي تطلعات مواطنينا».
ويشارك في الانتخابات حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في البلاد، ومرشحون يمثلون عشائر أردنية كبرى، ومستقلون، وعدد من اليساريين، بالإضافة الى عدد كبير من رجال الأعمال الأغنياء. وبحسب الخبراء، سيكون سنة 2021 صعبة على الأردنيين.
وتأثر اقتصاد الأردن بشدة جراء النزاعات في العراق وسوريا، واستضافته مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يشكلون عبئا على كاهل المملكة المحدودة الموارد. وفاقمت جائحة كوفيد-19 الأوضاع الاقتصادية؛ ففي القطاع السياحي وحده خسر الأردن نحو ثلاثة مليارات دولار من العائدات خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بسبب الإغلاقات وباتت آلاف الوظائف مهددة.
وكان السلطات قد أغلقت المدارس والجامعات لتصبح الدراسة فيها عن بعد، كما أغلقت دور السينما ومراكز الترفيه والتدريب والمراكز الثقافية والمسابح. كذلك فرضت السلطات حظرا ليليا يوميا شاملا يبدأ من الساعة العاشرة مساء حتى السادسة صباحا بسبب تفشي فيروس كورونا.
ويناهز دين الأردن العام الـ45 مليار دولار بما يتجاوز 107% من إجمالي الناتج المحلي. ووصلت نسبة البطالة الى 23 بالمائة منتصف العام الحالي. ويعتمد الأردن بشكل كبير على المساعدات الخارجية، ولا سيما صندوق النقد الدولي.
وتجرى الانتخابات على أساس التمثيل النسبي في قائمة مفتوحة لـ23 دائرة انتخابية تتراوح بين ثلاثة وتسعة مقاعد. وانتشر 53 ألف عنصر أمني في عموم محافظات المملكة لضمان أمن العملية الانتخابية في 1880 مركز اقتراع، وفق ضوابط صحية موضوعة لمواجهة فيروس كورونا.
وتجرى الانتخابات النيابية هذه المرة وسط ظروف استثنائية فرضتها جائحة كوفيد-19 فيما صدرت دعوات عديدة تدعو إلى تأجيلها. وحددت السلطات آلية معينة لإدلاء الناخب بصوته لتفادي نقل العدوى أو الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بحيث يدخل إلى مركز الاقتراع ويغادر من دون لمس أي شخص أو اداة.