كتبت – إيناس مقلد:
ما حكم الصلاة في القطار المتحرك ، مع العلم أنه أحيانًا كثيرةً تستغرق الرحلة مدة 24 ساعة متواصلة ؟. وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى قائلا:
أولًا : اتفق الفقهاء على أن استقبال القبلة واستمرار ذلك أثناء الصلاة من التكبير حتى التسليم شرط من شروط صحَّتها خاصة إذا كانت فرضًا .
ثانيًا : يمكن قياس مشروعية الصلاة في القطار على مشروعيتها في السفينة ؛ لأن النزول منهما في أوقات الصلاة متعذر ، وقد وردت الأدلة الشرعيَّة بجواز الصلاة على متن السفينة ، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : كَيْفَ أُصَلِّي فِي السَّفِينَةِ ؟ قَالَ : ” صَلِّ فِيهَا قَائِمًا ، إِلا أَنْ تَخَافَ الْغَرَقَ “، وسئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصلاة في السفينة ، فقال عبد الله بن أبي عتبة مولى أنس وهو معنا جالس : ” سافرت مع أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم جميعًا ، فَكَانَ إِمَامُنَا يُصَلِّي بِنَا فِي السَّفِينَةِ قَائِمًا ، وَنَحْنُ نُصَلِّي خَلْفَهُ قِيَامًا ، وَلَوْ شِئْنَا لَأَرْفَأنَا – أي : اقتربنا من المَرْسَى أو الميناء – وَخَرَجْنَا ” .
ثالثًا : اشترط جمهور الفقهاء القيامَ في صلاة الفريضة إلا إذا كان عذر كالخوف من الوقوع أو دوران الرأس مثلًا فيجوز صلاة الفرض حينئذ من قعود ، لكن أجاز الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه صلاة الفرض في حالة السَّيْرِ على صفة القعود ولو بلا عذر .
والخلاصة : أن أداء الصلاة في القطار المتحرك جائز ، وتقع صحيحةً ولا إعادة فيها إذا ما روعيت فيها أركانها وشروطها ، ويمكن للمصلِّي أن يختار مِن بين الأقوال الفقهية في ذلك ما يناسب حاله وقدرته ؛ خاصة عند عدم القدرة على استقبال القبلة ، فإنه يتحراها ويدور معها ما أمكن ، وكذلك بالنسبة للأركان كالوقوف والركوع من قيام والسجود ، فعليه بفعل هذه الأركان ، فإن لم يستطع فلا حرج عليه ويصلي كيف يستطيع . والقاعدة في مثل ذلك قوله تعالى : (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) .
والله أعلم
جميع الحقوق محفوظة | جريدة صوت الشعب الإلكترونية 2020