إيناس مقلد – الوكالات:
بعد مرور يومين على الاقتراع الرئاسي الأمريكي، يسود التوتر في الولايات الرئيسية التي قد تحسم في الساعات القادمة مصير الانتخابات لصالح جو بايدن، فيما أطلق معسكر دونالد ترامب دعاوى قضائية مدعومة في بعض الحالات بتظاهر مناصرين.
وكتب ترامب في تغريدة على موقع «تويتر»، «أوقفوا تعداد الأصوات!»، في إشارة واضحة إلى أنه يرى فرصه في الفوز بولاية ثانية، مع تواصل فرز الأصوات التي أرسلت عبر البريد والتي تصب معظمها في صالح بايدن.
وكتب في تغريدة أخرى من دون أن يذكر ولايات محددة أو أمثلة على عمليات تزوير مزعومة «سنطعن على (نتائج) جميع الولايات التي فاز بها بايدن مؤخرا بسبب التلاعب بأصوات الناخبين والتلاعب بالانتخابات في الولايات».
ورفضت قاضية أمريكية دعوى رفعتها حملة ترامب لوقف احصاء الاصوات بولاية ميشيجان. وأصدرت القاضية سينثيا ستيفنز بمحكمة الدعاوى في ميشيجان الحكم شفهيا خلال جلسة أمس. وقالت انها تعتزم إصدار حكم مكتوب اليوم الجمعة.
ولم يعد أمام المرشح الديمقراطي سوى الفوز في واحدة أو اثنتين من الولايات الرئيسية الباقية ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.
وبات بايدن يحظى صباح أمس بدعم 253 أو 264 من كبار الناخبين إذا تمّ احتساب أريزونا (11 من كبار الناخبين). واعتبرت وكالة «أسوشييتد برس» وشبكة «فوكس نيوز» أنه فاز بها. لكن وسائل إعلام أخرى لا تزال تشكّك في النتيجة النهائية لهذه الولاية بسبب عدد الأصوات التي يجب تعدادها واشتداد المنافسة.
وبعد تحقيقه الأربعاء فوزين مؤكدين في ميشيجن وويسكونسن، لم يعد بايدن يحتاج إلا إلى أصوات ستة أو سبعة من الناخبين الكبار لتسجيل الأصوات الـ270 اللازمة والتي قد ينالها في نيفادا (6) وجورجيا (16) أو بنسلفانيا (20).
أظهرت عمليات رصد النتائج الأولية تمكن بايدن من تقليص الفارق بشدة مع ترامب في ولاية جورجيا الحاسمة، حيث يتقدم ترامب بأقل من 0.03 في المائة من إجمالي الأصوات.
وحصل ترامب حتى الآن على 49.5% أي 2.436.420 صوتا من إجمالي أصوات جورجيا، بعد فرز 99 في المائة، بينما حصل بايدن على 49.3 في المائة أي 2.423.595 صوتا.
ويعني ذلك أن الفارق أصبح أقل من 13 ألف صوت في الولاية التي إذا تمكن بايدن من قلب نتائجها لصالحه يفوز فعليا بالانتخابات، حيث تحوز على 16 صوتا بالمجمع الانتخابي، بينما يحتاج المرشح الديمقراطي 6 أصوات فقط لإكمال 270 صوتا اللازمة للفوز بالبيت الأبيض.
في المقابل، يستفيد ترامب في أريزونا من الأصوات التي يتم فرزها تباعا. إذ إن الفارق يتقلص بينه وبين منافسه، وقد يخسر المرشح الديمقراطي كبار الناخبين الـ11 الذين احتسبتهم «فوكس نيوز» و«إيه بي» لصالحه على أساس نتائج جزئية ونماذج إحصائية، وهو اسلوب مضمون النتائج عادة. وأعلنت الوزيرة في ولاية أريزونا كاتي هوبز أمس لقناة «إيه بي سي» أن عملية فرز الأصوات قد تستمر حتى اليوم الجمعة «على الأرجح».
ومع استمرار عمليات إحصاء الأصوات خرجت مظاهرات متنافسة في مدن أمريكية.
واحتشد مؤيدو جو بايدن حول شعار «احصوا كل صوت» اعتقادا منهم أن حساب جميع الاصوات سيظهر فوز بايدن على ترامب.
ورد أنصار ترامب المتحمسون بالمطالبة بـ«حماية الأصوات» دعما لجهود حملته لالغاء بعض فئات بطاقات الاقتراع ومنها التي سلمت عن طريق البريد.
وظهر أنصار المعسكرين أمام مركز لاحصاء الاصوات في فيلادلفيا صباح أمس حيث يعمل موظفو الانتخابات وسط عدد ضخم من بطاقات الاقتراع التي وردت بالبريد ولم تحص بعد وستحدد ما إذا كان بايدن أم ترامب سيحصل على 20 صوتا حاسما في السباق من ولاية بنسلفانيا.
واحتشدت مجموعة من مؤيدي ترامب وهم يحملون رايات عليها صور الرئيس الجمهوري ونائبه مايك بنس ولافتات مكتوبا عليها «التصويت يتوقف يوم الانتخابات». وفي الجهة المقابلة من الشارع وقف أنصار بايدن يرقصون على أنغام الموسيقى خلف حاجز.
وفي واشنطن سار موكب من السيارات والدراجات ببطء في شوارع العاصمة للاحتجاج على «هجوم على العملية الديمقراطية» من جانب ترامب و«داعميه» بحسب الموقع الإلكتروني للمجموعة.
وكانت معظم المظاهرات في مدن بأنحاء البلاد سلمية وصغيرة وفي بعض الاحيان لم يشارك فيها سوى بضع عشرات الاشخاص الذين يرفعون لافتات في وسط المدينة.
وأدت مظاهرات قليلة الاربعاء إلى اندلاع اشتباكات مع الشرطة. وخرجت المظاهرات لاسباب منها تصريحات ترامب عقب الانتخابات يوم الثلاثاء التي طالب خلالها بوقف احصاء الاصوات وقدم مزاعم لا أساس لها عن حدوث تزوير.
وأفادت الشرطة في مدن نيويورك ودنفر ومينيابوليس وبورتلاند بولاية أوريجون أنها ألقت القبض على بعض المتظاهرين بتهمة عرقلة حركة المرور في الغالب أو جنح مماثلة.
وأعلن الرئيس الجمهوري الليلة التي تلت الانتخابات أنه سيلجأ إلى المحكمة العليا من دون أن يحدد الأسباب. وفي الواقع، لجأ محاموه في هذه المرحلة إلى المحاكم المحلية، ملوحين بإمكان طلب إعادة تعداد الأصوات في ويسكونسن حيث إن الفارق صغير بين المرشحين.
ويعتبر الديمقراطيون أن الشكاوى لا تستند إلى أساس قانوني، ولكن الأمر يتوقف على قرارات القضاة الذين إذا وافقوا على إعادة التعداد قد يتأجل الإعلان الرسمي عن النتائج بضعة أسابيع.