كتب: أحمد السيد
تتواصل في سلطنة عُمان تحقيق المنجزات الجديدة، فوفقاً لمؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي لعام 2020م، والذي أصدرته مؤسسة الاستشارات “أوكسفورد انسايتس” ومقرها لندن، تقدمت سلطنة عُمان 11 مركزاً وجاءت في المرتبة الـ 48 عالمياً في مؤشر هذا العام، بمتوسط 52.099 نقطة مقارنة بالمركز 59 في العام الماضي.
ويقيس المؤشر مدى استعداد الحكومات لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات العامة لمواطنيها. ويستند المؤشر على 3 محاور رئيسية و33 مؤشراً فرعياً، أبرزها وجود استراتيجية قومية للذكاء الاصطناعي والخدمات عبر الإنترنت والقدرة على الابتكار وقوانين حماية البيانات والخصوصية.
وكانت سلطنة عُمان قد حققت مؤخراً، تقدماً دولياً ملحوظاً في مجال الحكومة الإلكترونية، حيث أكد تقرير مسح الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية 2020 الصادر عن إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة (UNDESA)، تقدم عُمان عدة مراكز في التصنيف العام الذي يصدر كل عامين، لتتبوأ السلطنة المرتبة الـ 5 عربياً والـ 50 دولياً في مجال الحكومة الإلكترونية من بين 193 دولة شملها التقرير.
وتأتي هذه الإنجازات العُمانية المتتالية، في ظل استعدادات سلطنة عُمان للاحتفال بالعيد الوطني الـ 50 للنهضة الذي يوافق 18 نوفمبر من كل عام، حيث تحتفل عُمان بمرور 50 عاماً على النهضة والتنمية وبناء الدولة الحديثة، ويكتسب احتفال هذا العام رونقاً خاصاً، حيث إنه العيد الوطني الأول تحت القيادة السياسية الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.
ولأنّ زمن عُمان لا يتوقف، فإن نهضتها لا تتوقف، بل تستمر وفق خط حضاري ممتد في التاريخ يعرف مساره جميع العمانيين، ويؤكد عليه دوما قادة عُمان العظام وهم يبنون فوق مجده أمجادًا.
زمن الإرادة العمانية الضارب في عمق التاريخ والمنطلق، رؤيةً وبناءً، إلى أبد المستقبل أكد عليه خطاب قائد نهضة عمان المتجددة، السلطان هيثم بن طارق، في فبراير الماضي في إشارته إلى «الأمانة التاريخية»، وإلى المكانة الحضارية لعُمان وديمومة تلك المكانة حين قال: «لقد عرف العالم عمان عبر تاريخها العريق والمشرّف كيانا حضاريا فاعلا ومؤثرا في نماء المنطقة وازدهارها واستتباب الأمن والسلام فيها، تتناوب الأجيال على إعلاء رايتها، وتحرص على أن تظل رسالة عمان للسلام تجوب العالم حاملة إرثًا عظيما وغايات سامية، تبني ولا تهدم، تقرّب ولا تبعد، وهذا ما سنحرص على استمراره معكم وبكم لنؤدي جميعًا بكل عزم وإصرار دورنا الحضاري وأمانتنا التاريخية».
وإذا كانت للأمم والشعوب أوقاتٌ تقف فيها مستذكرة مسيرتها وناظرة إلى المكانة التي وصلت إليها فإن الزمن يشير اليوم إلى مطلع نوفمبر، الشهر الذي يحتفل فيه العمانيون بعيدهم الوطني، ويستذكرون فيه مسيرة نهضتهم الحديثة ويستحضرون اللحظات والمشاهد التي مرت بهم وهم يديرون عجلة البناء نحو المستقبل.
وفي هذا التاريخ بالذات يتذكر العمانيون السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور، طيب الله ثراه، وما أنجزه في عمان خلال مسيرة العقود الماضية، برؤية ثاقبة وعزيمة ماضية، وما أرساه من نهضة جبارة شهد لها العالم، ويتذكرون ما أسسه مِن قبله كلُّ قادة عمان الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية «الأمانة التاريخية» من خلال التمسك بالقيم الحضارية والسياسية الراسخة في تاريخها العظيم.
ورغم التحديات التي يمر بها العالم أجمع خلال هذا العام إلا أن السلطان هيثم بن طارق، استطاع أن يؤسس لأرضية قوية تعبر منها عمان مرحلة التحديات وتواكب المتغيرات الإقليمية والعالمية وهي تستعد لتطبيق «رؤية عمان 2040» في ترسيخٍ وتأكيدٍ على مسيرة الحضارة والتنمية في عمان.
ولا شك أن ترسيخ قيم عمان الحضارية يتطلب تضافر جهود جميع أفراد الشعب العماني الأصيل، وبشكل خاص شبابه الذين خاطبهم السلطان في خطابه فبراير الماضي بالقول: «إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحق».
كل هذا يعطي الزمن العُماني ديمومته واستمراره عبر الأجيال وعبر الحقب، جيلا بعد جيل وسلطانًا يحمل «الأمانة التاريخية» بعد سلطان، في مسيرة عظيمة تمضي بعمان دومًا نحو مستقبل أكثر ازدهارًا ونماءً، وأمنًا واستقرارًا.