سورة يوسف والعدد 12
بقلم الدكتور/ محمد العربي
تحكى سورة يوسف قصته وما كان من أمره مع أبيه ومع إخوته ، ثم ما كان من خبره مع العزيز ومع امرأته ، وشأنه مع صاحبه في السجن ، ثم ما كان من أمر توليه خزائن مصر ، وهذه القصة من قصص الأنبياء مما لم يرد ذكره في غيرها من السور ، وقد بدأها الحق جل وعلا بالتنبيه على أنها من قصص القرآن الذي هو أحسن القصص قال تعالى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ [يوسف : 3] .
وتتجلى في سورة يوسف عدة مواضيع نفسية هامة ، تشكل دروساً وعبراً لمن أراد التعلم والاعتبار ، فالسورة حافلة بمشاهد تتجلى فيها انفعالات الغيرة والحزن والغضب ، والخوف ، والسرور ، وبمشاهد الابتلاء للنبي يوسف – عليه السلام – (ابتلاء لغيرة الأخوة ، ابتلاء بالفتنة ، ابتلاء بالسجن ، ابتلاء بالملك والقوة) .
وفي السورة أيضاً مشهد لابتلاء النبي يعقوب – عليه السلام – (بفقدان ابنه ، وفقدان بصره) ، ومشهد لصبره الطويل ، وعدم تسرب اليأس إلى قلبه ، رغم معاناته الشديدة ، والسورة حافلة أيضاً بمشاهد تحقق فيها الرؤى (رؤيا صاحبا يوسف في السجن – ورؤيا الملك ، ورؤيا يوسف عليه السلام) .
وتوضح السورة انطباق سنن الطبيعة البشرية وقوانين تدافع قوى الشر والخير على الأنبياء والرسل ، وإن كان الوحى يوجههم ويعصمهم من الزلل ، كما توضح السورة مدى تحمل الأنبياء للأحزان والابتلاء والفتن ، وتقدم السورة أيضاً نموذجاً للسمو الأخلاقي ، والعفو عند المقدرة من طرق قائد تولى أمانة الحكم في سنوات الرخاء وسنوات الشدة ، وساس البلاد والعباد بالعدل والإحسان . فأخرج البلاد من الأزمة ، وأغاث الناس الذين مسهم الضر في مختلف المناطق .
الإعجاز العددي للعدد (12) في القرآن الكريم :
يعتبر العدد (12) من الأعداد المذكورة صراحة في القرآن الكريم ، وله خصوصية في سورة يوسف وكذا مع أبناء نبي الله يعقوب عليه السلام ، وأول ما يوقفنا في سورة يوسف أن ترتيبها بين سور القرآن الكريم رقم (12) وهي كالتالي: (الفاتحة – البقرة – آل عمران – النساء – المائدة – الأنعام – الأعراف – الأنفال – التوبة – يونس – هود – (يوسف) .
– في بداية السورة ذكر ضمني للعدد 12 وتحديداً في قول الله سبحانه على لسان يوسف عليه السلام إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ [يوسف : 4] .
– السورة أيضاً نجدها في الجزء الثاني عشر من القرآن .
– أبناء يعقوب عليه السلام هم : الأسباط وعددهم أثنا عشر ابناً ، وهم كالتالي : (يوسف – بنيامين – يهودا – لاوى – شمعون – زبولون – ياساكر – دان – نفتالى – جاد – عشير – افراييم) .
– العيون التي فجرها موسى بعصاه اثنتا عشرة عينا وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ [الآية 60 سورة البقرة] .
– الشهور المذكورة في القرآن اثنا عشر شهرا : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [الآية 36 سورة التوبة] .
– القضاء الذين اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية اثنا عشر نقيباً .
من الأوس :
1 – أسيد بن حضير .
2 – أبو الهيثم مالك بن التيهان .
3 – سعد بن خثيمة .
من الخزرج :
1 – أبو إمامة أسعد بن زرارة .
2 – رافع بن مالك الزرقى .
3 – سعد بن عبادة .
4 – المنذر بن عمرو .
5 – البراء بن معرور .
6 – عبد الله بن رواحه .
7 – سعد بن الربيع .
8 – عبادة بن الصامت .
9 – عبد الله بن عمرو .
– أعمام النبي صلى الله عليه وسلم والعدد (12) .
بلغ عدد أعمام المصطفي الكريم † اثنا عشر ولم يُسلم منهم إلا اثنان فقط : حمزة بن عبد المطلب ، والعباس بن عبد المطلب ، وأعمامه هم :
1 – الحارث بن عبد المطلب ، وكان مع ابنه في حفر زمزم واسلم ابنه أبو عبيدة مع السابقين ، وكان من الشهداء الأوائل في غزو بدر العظمى .
2 – حمزة بن عبد المطلب يقال له (أسد الله) ، وأسد رسوله يكنى أبا عمارة وكان أسن من رسول الله † بسنتين .
3 – العباس بن عبد المطلب ، يكنى أبا الفضل ، وهو أصغر أعمام النبي سناً ـ أمه نتيلة بنت جناب بن كليب أول امرأة تكسو الكعبة بالحرير والديباج .
4 – أبو طالب بن عبد المطلب ، واسمه عبد مناف ، وكان قائماً على تربية النبي بعد وفاة جده عبد المطلب ، ومعيناً له في دعوته ، وأمه فاطمة بنت عمرو ابن عائذ بن عمران بن مخزوم .
5 – أبو لهب ، واسمه عبد العزى ، واشتهر بكنيته .
6 – الزبير ، وكان شقيقاً لعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه وأمه .
7 – عبد الكعبة ، لم يدرك الإسلام ، ولم يكن له أولاد .
8 – المقوم ، كان شقيقاً لحمزة – رضى الله عنه – أمهما هالة بنت وهب بن عبد مناف .
9 – ضرار ، وكان شقيقاً للعباس رضى الله عنه وأمهما نتيلة بنت خباب .
10 – قثم ، وكان شقيقاً للعباس وأمه صفية بنت جندب .
11 – المغيرة ، وهو شقيق حمزة بن عبد المطلب .
12 – الفيداق ، واسمه مصعب ، وكان أكثر قريش مالاً ، وكان جواداً كريماً .
أمهات المؤمنين والعدد (12) .
رفع الله من ذكر أمهات المؤمنين وأعلى من قدرهن على بقية نساء الأمة لما قال سبحانه : النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا [الآية 6 سورة الأحزاب] .
وبلغت زوجاته : اثنتا عشرة ، توفيت اثنتان حال حياته ، وهما (خديجة بنت خويلد ، وزينب بنت خزيمة) . وتوفى هو عن عشر نسوة ومعلوم أن زوجاته من قريش ستة :
1 – خديجة بنت خويلد .
2 – سودة بنت زمعة .
3 – عائشة بنت أبى بكر .
4 – حفصة بنت عمر بن الخطاب .
5 – أم سلمة .
6 – أم حبيبة بنت أبي سفيان .
والعربيات من غير قريش أربعة :
1 – زينب بنت جحش .
2 – جويرية بنت الحارث .
3 – زينب بنت خزيمة .
4 – ميمونة بنت الحارث .
وواحدة من غير العرب من بنات بني إسرائيل وهي : السيدة صفية بنت حي ابن أخطب .
وواحدة من مصر : وهي السيدة مارية القبطية أهداها إياه المقوقس حاكم مصر من قبل الدولة البيزنطية .
– الحواريين المذكوريين في الأناجيل القانونية الأربعة اثنا عشر رسولاً :
1 – اندراوس من بيت حيدا في الجليل .
2 – سمعان بطرس من بيت حيدا في الجليل .
3 – فيلبس من بيت حيدا في الجليل .
4 – يعقوب بن زبرى من بيت حيدا في الجليل .
5 – يوحنا بن زبدى من بيت حيدا في الجليل .
6 – برثولماوس ، وهو الملقب بإبن الرعد .
7 – يعقوب بن حلغي .
8 – يهوذا لباوس .
9 – متى القسار ، من كفر ناحدم في الجليل .
10 – توما ، ويقال له التوأم .
11 – سمعان القانوي .
12 – يهوذا الإسخريوطي .
– الأئمة المعتبرين في عقيدة الشيعة عددهم اثنا عشر ، وهم كالتالي :
1 – أمير المؤمنين عليّ ابن أبى طالب .
2 – الحسن بن عليّ .
3 – الحسين بن عليّ .
4 – علي بن الحسين بن زين العابدين .
5 – محمد بن علي الباقر .
6 – جعفر بن محمد الصادق .
7 – موسى بن جعفر الكاظم .
8 – علي بن موسى الرضا .
9 – محمد بن على الجواد .
10 – علي بن محمد الهادى .
11 – الحسن بن علي العسكري .
12 – محمد بن الحسن المهدى المنتظر .