كتب – عبد الرحمن هاشم:
سأل سائل يقول: أريد أن أطبع مصاحفَ على روح والدي، وأكتب عليها اسمه وطلب الدعاء له. فما حكم ذلك؟
وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى قائلا:
أولًا : طباعة المصحف الشريف لوقفه من الأعمال التي لها أجور كبيرة وممتدة إلى أوقات طويلة ، وهذه الأجور تجري على صاحبها سواء كان حيًّا أو ميتًا ، كما ورد في حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : ” سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ، وهُو فِي قَبْرِهِ… ” وذكر مَنها : ” أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا ” .
ثانيًا : قرَّر الفقهاء أنَّ الميت ينتفعُ بأعمال الخير والبر الصادرة عن غيره إذا وهب فاعلُها الثوابَ له ، والتي منها : قراءة القرآن ، والدعاء والاستغفار ، والصدقة ، والصدقة الجارية ، والوقف ، والحج والعمرة ، والأصل في ذلك قوله تعالى : {وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]، وما رواه سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّه ، إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ” الْمَاءُ ” ، قَالَ : فَحَفَرَ بِئْرًا ، وَقَالَ : هَذِهِ لِأُمِّ سَعْدٍ .
والخلاصة : أنَّه يجوز طباعة المصحف الشريف كصدقة جارية على روح والدك ، ولا مانعَ شرعًا من كتابة اسمه عليه وطلب الدعاء له ، وإنْ كان الأَوْلَى الاكتفاء بطلب الدعاء دون كتابة الاسم بُعدًا عن السمعة والرياء ، فإن كُتِبً الاسم تكون تلك الكتابة بعيدةً عن الصفحات التي بها آيات الله تعالى ؛ لئلا يختلط كلام المخلوق بكلام الخالق سبحانه .
والله أعلم