كتبت – إيمان عوني مقلد
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الإساءة إلى الأنبياء والرسل استهانة بقيم دينية رفيعة، وجرح لمشاعر الملايين.
وقال في كلمة له في احتفالية وزارة الأوقاف في مصر بذكرى المولد النبوي الشريف إن الإساءة للأنبياء تؤذي مشاعر الملايين من المسلمين حتى لو كانت الصورة المقدمة هي صورة التطرف، فلا يمكن تحميل المسلمين مفاسد وشرور فئة انحرفت، مضيفا: «إن لنا حقوقا في عدم التعرض لما يجرح مشاعرنا ويؤذي قيمنا».
وأكد السيسي في كلمته أن كل الحريات لم تأتِ مطلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية إلى الفوضى والتخريب والتدمير، كما أن تلك الحريات ينبغي أن تقف عند حدود الآخرين وتحترم الجميع، موضحا أن مقاصد الأديان قائمة على تحقيق مصالح البلاد ومنفعة العباد من خلال السماحة واليسر وليس التطرف والتشدد والعسر.
وتأتي هذه التصريحات بعد تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ بلاده لن تتخلّى عن مبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، وهو وعد قطعه أثناء مراسم تكريم المدرس صمويل باتي الذي قتل في 16 أكتوبر بيد روسي شيشاني إسلامي متشدّد ذبح أستاذ التاريخ لأنه عرض هذه الرسوم على تلامذته في المدرسة.
وأثارت تصريحات ماكرون موجة انتقادات في عدد من الدول الإسلامية حيث خرجت تظاهرات مندّدة بها، كما أُطلقت حملة لمقاطعة السلع الفرنسية.
من جانبه طالب شيخ الأزهر فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب المجتمع الدولي أمس بإقرار تشريع يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات.
وقال شيخ الازهر في كلمة خلال الاحتفالية ذاتها: «من المؤسف وغاية الألم أن نرى الإساءة للإسلام والمسلمين فى عالمنا اليوم وأصبحت أداة لحشد الأصوات في أسواق الانتخابات»، موضحا أن «هذه الرسوم المسيئة التي تتبناها بعض الصحف وبعض السياسات تمثل خرقا لكل الأعراف الدولية والقانونية وعداء صريحا للدين الإسلامي».
وأضاف أن «الأزهر الشريف يرفض بقوة مع كل دول العالم الإسلامي هذه السياسات المسيئة التي تسيء في الحقيقة للمسلمين وكل المسلمين»، مؤكدا أن «هؤلاء يجهلون عظمة النبي محمد».
وأشار الطيب إلى أن الأزهر سيطلق منصة عالمية للتعريف بالنبي محمد بـ7 لغات عالمية، لافتا إلى أن مرصد الأزهر الشريف سيعمل على تشغيل المنصة الإلكترونية، مع التصدي لمواجهة الفكر والتطرف.
ويوم الاثنين الماضي أعلن مجلس حكماء المسلمين خلال اجتماع برئاسة شيخ الأزهر عزمه على رفع دعوى قضائية ضدّ صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة التي نشرت رسوما كاريكاتورية تمثل النبي محمد وكذلك أيضا ضدّ «كل من يسيء للإسلام ورموزه المقدّسة».
وقال المجلس في بيان صدر في أعقاب اجتماع عقده عبر الفيديو إنّه «قرّر تشكيل لجنة من الخبراء القانونيين الدوليين لرفع دعوى قضائية على صحيفة شارلي إيبدو التي قامت بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة لنبيّ الرحمة، وكذلك كلّ من يسيء للإسلام ورموزه المقدّسة».
وفي طهران حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس من أن الإساءة إلى النبي محمد قد تشجع على «العنف وإراقة الدماء»، وقال روحاني في خطاب متلفز خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة: «إهانة النبي ليست عملا بطوليا، هي عمل غير أخلاقي، هي تشجيع على العنف. إثارة مشاعر الملايين والمليارات حول العالم، من المسلمين وغير المسلمين، هذا ليس عملا بطوليا».
في الوقت ذاته أعلنت تركيا أمس أنها ستتخذ اجراءات «قضائية ودبلوماسية» بعد نشر مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة رسما كاريكاتوريا للرئيس التركي رجب طيب إردوجان. وقالت مديرية الاتصال في الرئاسة التركية في بيان باللغة الفرنسية: «سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية والدبلوماسية اللازمة ضد الرسم الكاريكاتوري المذكور»، وذلك في سياق توتر متزايد بين أنقرة وباريس.