كتبت: إيناس مقلد
سأل سائل يقول: ما حكم رفع اليدين للدعاء في خطبة الجمعة؟ وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى قائلا:
أولًا : تواترت نصوص السنة النبوية الشريفة على استحباب رفع اليدين أثناء الدعاء مطلقًا ، وهو من آداب الدعاء المتفق عليها .
ثانيًا : بالنسبة لرفع اليدين في الدعاء أثناء الخطبة فله حالتان :
الأولى : عند دعاء الاستسقاء وما يدخل في معناه من الأمور المهمة كاشتداد الريح أو الزلازل مثلًا ، فالرفع في هذه الحالات مستحب اتفاقًا ؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ رجلًا دخل المسجد يوم جمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ، فاستقبل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قائمًا، ثم قال : يا رسول الله هلكت الأموال ، وانقطعت السبل ، فادع الله يُغِثْنَا ، قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ، ثم قال : ” اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ” .
والثانية : رفعهما في الحالة العادية، يعني في غير ما سبق ذكره ، ومنه في دعاء خطبة الجمعة ، فهو سُنَّة عند الجمهور في حق المأموم دون الإمام، وهو ظاهر تبويب الإمام البخاري حيث قال: « باب رفع اليدين في الخطبة » .
والخلاصة: أن الأمر في ذلك واسع ، وإن كان الراجح هو استحباب رفعهما في أي دعاء مطلقًا ، وما ورد من عدم رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه الشريفتين على المنبر إلا في الاستسقاء ، فقد وردت أدلة كثيرة تعارضه ، فضلًا عن كونه محمولًا على هيئة ورفع خاص ، يعني يجوز الرفع العادي المتعارف عليه عند الناس ، وهو ما كانت اليدان فيه أمام الوجه أو أسفل منه ، أمَّا في الاستسقاء فالوارد فيه أن الرفع يكون لأعلى بحيث تتجاوز أي تعلو اليدين الرأس .
والله أعلم
جميع الحقوق محفوظة | جريدة صوت الشعب الإلكترونية 2020