حوار في الظلام
بقلم/ د. نادية النشار
عاش معي مستمعو الراديو تجربة مشروطة، و الشرط اغمض عينيك أثناء البرنامج وتجول معنا لنرى الأماكن كما لم نرها من قبل، اصطحبنا في الرحلة عباس الشواف أحد الشباب النشطين من ذوي البصائر الذي شارك في تقديم عدد من التجارب لدعم قضايا ذوي الإعاقة.
تجربة حوار في الظلام ينشط الحديث عنها في إطار الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء الذي يوافق يوم 15 أكتوبر من كل عام ، ويهدف إلى تشجيع المكفوفين على استخدام العصا البيضاء كوسيلة للتحرك.
تهدف الاحتفالية إلى نشر الوعي بحقوق المكفوفين، وتناقش العزل الاجتماعي الذي يتعرضون إليه،
“حوار في الظلام” تجربة إنسانية مثيرة بدأتها جمعية “النور والأمل” لرعاية المكفوفين ، بمدينة نصر ، بالشراكة مع مؤسسة دروسوس السويسرية، وDialogue Social Enterprise
تعتمد التجربة على فكرة اصطحاب أحد المكفوفين لواحد من المبصرين في جولة داخل قاعات مظلمة، كل قاعة تحاكي الأماكن الواقعية، مع الاستعانة بالمؤثرات الصوتية والنماذج المجسمة التي تشير لمعالم الأماكن،
يتلمس الزائر خطاه في دخول تدريجي للمكان حتى يصل إلى مرحلة الظلام الدامس باستخدام العصا البيضاء، مستندًا على الجدار، بصحبة مرشد مكَفوف، ينشط الزائر حاسة السمع والشم واللمس والتذوق، كما ينشط نور البصيرة والقلب ليضع نفسه مكان الآخر ويرى ما لم يكن يرى،
بدأت الفكرة عام 1989 في مدينة هامبورج بألمانيا وانتشرت تدريجياً وصولاً إلى إطلاقها في أكثر من 39 دولة وتم إطلاقها لأول مرة في أفريقيا والعالم العربي من مصر.
التجربة تهدف إلى رفع الوعي بأهمية المساواة والدمج المجتمعي لفاقدي أو ضعاف البصر، بالإضافة إلى تغيير النظرة النمطية للمكفوف والتعايش الواقعي مع احساس المكفوفين واستكشاف قدراتهم واستلهام مناطق جديدة في الحياة.