نعى الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والمدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية، إلى الأمة العربية والإسلامية، فضيلة الأستاذ الإمام/ محمد عبد السلام بنيعيش، المفكر الإسلامي المغربي البلجيكي أحد المؤسسين الأولين للعمل الإسلامي في أوروبا، ومدير ومؤسس بيت القرآن ببلجيكا، ورئيس المجلس الأعلى للصوفية في أوروبا، ورئيس المجلس الأعلى للإقتصاد الإسلامي في أوروبا، وصاحب مشروع القناة الفضائية “حوار الحضارات”، وصاحب مشروع الجامعة الأوروبية الإسلامية.
كان يتحدث 6 لغات عالمية بطلاقة، وكان من كبار المثقفين المسلمين في الغرب. وأسس بيت القرآن في بلجيكا منذ عدة عقود، وكان صديقا لفضيلة الإمام الأكبر الراحل الشيخ/ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق، والأستاذ الدكتور/ جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية (رحمهم الله). والأستاذ الدكتور/ أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والأستاذ الدكتور/ نبيل السمالوطي العميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور/ محمد مهنا المستشار السابق لفضيلة الإمام الأكبر.
وعمل معه في مؤسسة بيت القرآن ثلاثة من علماء الأزهر، وهم:
أ.د/ علي جمعة مفتي مصر السابق وعضو هيئة كبار العلماء
وأ.د/ علوي أمين الأستاذ بجامعة الأزهر
والدكتور أحمد علي سليمان المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية (وقتذاك)
إضافة إلى عدد من القراء..
كان (رحمه الله ورضي الله عنه وأرضاه) يعشق الأزهر الشريف ورجاله، ويعشق تراب مصر ..
أسسنا سويا أول إذاعة للقرآن الكريم في بيت القرآن بمدينة أنتويبرن البلجيكية على الإنترنت سنة 2009م، وخططنا لإنشاء الجامعة الأوروبية الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية بأوروبا.. ولكن لم يسعفه القدر..
ومن كريم أخلاقه -رحمه الله- أنه كان يحرص على أن يترجم لي بنفسه محاضراتي في بلجيكا وهولندا واللوكسمبروج إلى اللغات الفرنسية والفلمنكية والبلجيكية..
رحل إلى ربه راضيا مرضيًّا.. كان صاحب مبادئ ويحافظ عليها، وذا عزة وكرامة لا مثيل لها.. كان يمتلك قلبا رحيما بكل الناس والمخلوقات.. وكان ذا فهم عميق بطبيعة العلاقات الإسلامية الغربية، وأفهمنا كثيرا مما فهمه الله تعالى..
كان على الرغم من مكانته السامقة في المجتمع الغربي والإسلامي، يتباري في خدمة العلماء والمشايخ..
ومن أدبه الجم أنه كان يجلس بجوارنا في السيارة وعندما تصل إلى مبتغانا، ينزل بسرعة ليفتح لنا الباب أمام الناس، وكأنه يُعلِّم الناسَ، ويقول لهم بلسان حاله: (احترموا العلماء وارفعوا حملة كتاب الله فوق رؤسكم..).
كان يذهب ونحن معه إلى محلات الفاكهة ليشتري لنا أفضلها، ويُصِّر على حمل كارتونة المشتروات على كتفه، على الرغم من مرضة وضعف صحته، وهو مَن هو.. كان ملء السمع والبصر..
رحماك ربي بعبدك محمد بنعيش، الذي لما علم بمرضي استضافني وعرضني على أكبر أطباء بلجيكا؛ حتى مَن الله تعالى عليَّ بالشفاء من مرض كبير.
وبفقده نكون قد فقدنا جسرًا كبيرًا، ومَعبرا مهمًّا لحضارة الإسلام في الغرب، وإنسانًا بلغ قمة الإنسانية والرحمة والعطاء، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
و (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)