الانحراف الإعلامي
بقلم/ د. نجلاء الورداني
تسببت الوسائل الإعلامية وانحرافها عن أهدافها الإصلاحية المنوطة بها خاصة هذه الأيام في إشاعة أنماط ومستويات من الحياة لم تكن موجودة من قبل، بالإضافة إلى جعلها ضرورة من ضرورات الحياة، وبالتالي سعى الأفراد للوصول إليها بأية طريقة ما.
وبالمثل إيجاد أنماط جديدة من القيم مثل المادية المفرطة والانتهازية، والوصول إلى المكانة المرتفعة بأساليب غير مشروعة كالتيك توك وفيديوهات اليوتيوب “اليوتيوبر” ، مما أدى إلى إهدار قيمة الكفاح والعمل الجاد.
أيضًا دورها الفعال في انتشار الجرائم وبخاصة جرائم العنف ، وهذا من خلال ما تقدمه من مواد فنية داعية للعنف بكل صوره اللفظية والبدنية، والدينية، والتسلطية إلى غير ذلك.
ومن ثم؛ تبني عدد كبير من الشباب داخل المجتمع والأطفال لمثل هذه السلوكيات والمشاهد.
إضافة إلى مساهمتها في شعور الأفراد بعدم الانتماء والاغتراب عن المجتمع وتكفيره نتيجة إهداره لطاقات أبنائه وعدم تحقيق طموحاتهم بواسطة قنواته المشروعة.
ينطبق هذا مع إحدى التحليلات التي أشارت إلى أن لظاهرة الانفتاح الإعلامي باعتبارها رافدًا من روافد الانفتاح الاقتصادي تأثيرها الخطير، موضحة أن المشكلة ليست في الانفتاح وحده وإنما تكمن في أن معظم المجتمعات لم تتهيأ بعد لمثل هذه التغيرات السريعة والمتلاحقة التي وجدت نفسها فجأة في خضمها بغير إعداد نفسي ومجتمعي مسبق، مما أفقدها توازنها ونتج عنه اختلال في كل شيء داخل تلك المجتمعات،
والأمثلة كثيرة، ومن ذلك: سوء العلاقات العائلية والزوجية، وجود مختلف أشكال السلوكيات المنحرفة والجرائم، ظهور أنماط وسلوكيات استهلاكية لم تكن موجودة من قبل.