صنعاء – وكالات أنباء :
انطلقت في اليمن أمس أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بداية النزاع المدمر قبل نحو ست سنوات، في بارقة أمل لانهاء نزاع تسبّب بمقتل آلاف المدنيين وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وتشمل عملية التبادل التي تجري برعاية الامم المتحدة وبتنظيم لوجستي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 1081 أسيرا من بينهم سعوديون وسودانيون كانوا محتجزين لدى مليشيا الحوثي.
وقال مسؤول حكومي «العملية بدأت» فيما أقلعت طائرتان من مطار صنعاء نحو مطار سيئون في وسط اليمن ومطار أبها السعودي.
وحملت الطائرتان عشرات الأسرى اليمنيين و15 أسيرا سعوديا و4 سودانيين.
كذلك، أقلعت طائرة من مطار سيئون مع مئات السجناء من المتمردين باتجاه صنعاء، قبل أن تحط طائرة في مطار العاصمة حاملة عشرات السجناء الحوثيين.
ووافق الجانبان في محادثات في السويد في ديسمبر العام 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق.
لكن عملية التبادل التي انطلقت أمس واتفق عليها في محادثات في سويسرا الشهر الماضي، هي الأكبر منذ بداية النزاع الدامي على السلطة، على أن تتواصل اليوم مع احتمال تمديدها لأيام إضافية.
وكتبت اللجنة الدولية للصيب الأحمر على تويتر «بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني والهلال الأحمر السعودي، وبدورنا كوسيط محايد، سنساعد مئات المحتجزين السابقين على العودة إلى ديارهم».
وأضافت«تحركت 5 من طائراتنا من مطارات أبها وصنعاء وسيئون ضمن عملية نقل وإطلاق سراح المحتجزين السابقين التي اتفقت عليها أطراف النزاع في اليمن».
وأوضحت متحدثة باسم اللجنة أن أول طائرة حطت في صنعاء انطلقت من السعودية حاملة 102 شخص، أما الطائرتان اللتان انطلقتا من سيئون وصنعاء فكان على كل منهما 108 أشخاص.
وقال مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن جريفيث في تغريدة إنّ عملية اطلاق السراح اليوم هي علامة جديدة بأن الحوار السلمي يمكن أن يؤدي إلى نتائج حميدة.
وأضاف آمل أن يلتقي الطرفان قريبا برعاية الامم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح كل السجناء والمعتقلين على خلفية النزاع .
وكان عضو في الوفد الحكومي في محادثات سويسرا قال لوكالة فرانس برس إنه سيتم تبادل «681 أسيرا من الحوثيين و400 من الحكومة» والقوات التي تقاتل معها.
وانطلقت عملية التبادل غداة إعلان الولايات المتحدة الأربعاء الإفراج عن أمريكيين كانا محتجزين في اليمن لدى المتمردين الذين استعادوا في المقابل، في ما بدا أنّه صفقة تبادل، نحو 240 من أنصارهم كانوا عالقين في سلطنة عمان.
ويأتي هذا الحدث الذي يصب في خانة حصيلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعادة «رهائن» أمريكيين، قبل 20 يومًا من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يتنافس فيها الملياردير الجمهوري سعيًا للفوز بولاية ثانية.
ولم يسبق لواشنطن أن تطرقت رسميًا إلى عملية الاحتجاز.
وستستعيد واشنطن جثمان بلال فطين، وهو محتجز ثالث لدى الحوثيين ولكن لم تتضح ظروف وفاته.