كتبت: إيمان عوني مقلد
شهدت الدول الأوروبية ارتفاعا مخيفا في انتشار فيروس كورونا وتسابق الدول الأوروبية مع الزمن لمواجهة موجة ثانية من الجائحة، إذ سارعت دول أوروبية عدة إلى تشديد الإجراءات وفرض حظر التجول وغيرها من القيود.
وقالت كبيرة الخبراء التقنيين في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف إنه في «اليوم الجديد» أمس الخميس: «تشهد حوالي 80% من البلدان في جميع أنحاء المناطق الأوروبية نموا» في حالات فيروس كورونا. وقالت: إننا نشهد بالتأكيد حالة مقلقة للغاية في جميع أنحاء أوروبا، إذ نشهد عودة الظهور. نشهد زيادة في انتقال العدوى في عدد كبير من البلدان في جميع أنحاء المنطقة.
وحذر الاتحاد الأوروبي من أن حكومات الدول الأعضاء فيه غير مستعدة لمواجهة موجة ثانية من جائحة فيروس كورونا. وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارجاريتيس سكيناس في تصريحات نقلتها صحيفة الجارديان البريطانية أمس: «بينما يعود تطور جائحة كورونا إلى مستويات آذار الماضي فإن حالة استعدادنا الآن ليست كذلك». ودعا سكيناس دول الاتحاد الأوروبي إلى تبني استراتيجية مشتركة تجاه المرحلة الجديدة من الجائحة، موصيا باتخاذ إجراءات مشتركة لطرح لقاح فيروس كورونا في حال توافره.
وبعد فرنسا أعلنت البرتغال حالة الطوارئ بسبب ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في البلاد، تستمر مدة 15 يوما، ويسمح أمر الطوارئ للحكومة بوضع حدود على الحركة والحياة العامة بشكل عام.
وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون حظر التجول ليلا مدة أربعة أسابيع اعتبارا من غد السبت في باريس ومدن رئيسية أخرى، ما يؤثر على ما يقرب من ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 67 مليون نسمة.
وفي ألمانيا، التي سجلت أعلى حصيلة يومية للإصابات بفيروس كورونا منذ ظهور الفيروس في البلاد، تم اتخاذ إجراءات أكثر شدة أعلنتها المستشارة أنغيلا ميركل مساء أمس الأول الأربعاء، وقالت: «نحن بالفعل في مرحلة النمو المتسارع، فالأرقام اليومية تظهر ذلك».
أما في إسبانيا فستغلق الحانات والمطاعم في منطقة كاتالونيا في شمال شرق البلاد مدة 15 يوما، فيما تواجه البلاد واحدا من أعلى مستويات الإصابة في الاتحاد الأوروبي مع حوالي 900 ألف حالة وأكثر من 33 ألف وفاة. وفي هولندا، حيث اعتمدت إجراءات جديدة مع قيود على بيع الكحول ووضع الكمامة، رقص مواطنون وشربوا على وقع موسيقى التكنو حتى الدقائق الأخيرة قبل إقفال الحانات والمطاعم و«المقاهي» التي تبيع نبتة الكيف.
ويجد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نفسه تحت ضغوط متزايدة لفرض إجراءات أكثر صرامة من أجل لجم مستويات الإصابة المرتفعة جدا في إنكلترا، بما في ذلك إغلاق مدة أسبوعين. وقال جونسون إن إغلاقا يشمل البلاد برمتها سيشكل «كارثة»، لكنه رفض استبعاد هذه الفرضية تماما فيما أيدت لجنة علمية استشارية.