من مناقب الشيخ جمال توفيق الجندي (رحمه الله وأكرم مثواه) بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان
بعد وفاة والدي في عز شبابه (رحمه الله وأكرم مثواه) وذلك يوم ٧ يناير ١٩٨٢م وكنا قد انتقلنا إلى بيتنا الجديد في أول قريتنا وكان واجهته الأمامية تطل على الطريق الرئيسي، في حين تطل واجهته الخلفية على نهر بحر شبين (هكذا اسمه على الخريطة)..
وكان بيتنا الجديد الذي بناه الوالد قبيل وفاته منذ أكثر من أربعين عاما، يكاد يكون في الخلاء..
وكانت الهواجس كثيرة جدا وقتذاك (لصوص المواشي الذين ينشطون لاسيما في الظلام الدامس الرهيب، ناهيك عما كان يقال عن الجِنِّية التي كانت ترقد في قاع النهر، وتركض على مائه بسرعة كبيرة جدا في الظلام… وغيرها كثير)… كن عمرنا صغيرا جدا وقتذاك، وكان الخوف بل الرعب هو من يسيطر علينا في الليل، حيث الخوف من سرقة مواشينا “البهائم والأنعام”، والهلع من الجِنِّية..
وفي هذا الوقت الرهيب سخَّر اللهُ تعالى لنا الخال الغالي الشاب القوي (وقتذاك) جمال توفيق الجندي؛ ليدور حول بيتنا عدة مرات في ظلمات الليل البهيم كل ليلة، خصوصا في الفترة الواقعة بين منتصف الليل والفجر..
كان يُصدر أصوات عالية ليبث الطمانينة في قلوبنا ونفوسنا، ويرعب من يتربص بسرقة أموالنا.. فاللهم كما أمنتنا يا شيخ جمال الجندي ونحن صغار، فأمّنه من عذابك يوم تبعث عبادك.. اللهم أمن له مقاما عاليا في جنتك بجوار المصطفى الأمين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم ارحمه واغفر له واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وافرش عليه نورا من نوره وبركات من بركاتك.. يارب