كابول – وكالات أنباء :
قال مسؤولون أمس إن الرئيس الأفغاني أشرف غني وصل إلى قطر للاجتماع مع كبار قادتها لكنه لن يعقد اجتماعا مع مسؤولي حركة طالبان حتى في ظل استمرار محادثات السلام في العاصمة الدوحة.
وتهدف المفاوضات التي بدأت الشهر الماضي بين الحكومة الأفغانية وطالبان إلى موافقة الطرفين المتحاربين على الحد من العنف وبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد لتقاسم السلطة في البلاد.
ومع ذلك لم يهدأ العنف حتى مع انخراط المفاوضين الأفغان في محادثات مباشرة لأول مرة على الإطلاق. وقتل ثمانية أشخاص على الأقل أمس الاثنين في هجوم انتحاري استهدف حاكم ولاية أفغانية، بحسب ما أفاد مسؤولون، وأصيب 28 شخصا حين اقتحم المهاجم موكب رحمة الله يارمال حاكم ولاية لغمان في شرق البلاد. وقال المتحدث باسم الحاكم أسدالله دوتلزاي لوكالة فرانس برس إنّ الحاكم كان في طريقه إلى مكتبه حين تم ضرب سيارته. أربعة من حراسه الشخصيين وأربعة مدنيين قتلوا .
وأكّد المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان الهجوم، وأوضح أنّ غالبية الجرحى مدنيون. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم بعد، لكنّ حركة طالبان تنشط في المنطقة. وكثّفت طالبان من هجماتها في أرجاء البلاد رغم انخراط الحركة الإسلامية في مفاوضات مع مفاوضي الحكومة الأفغانية للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب المستمرة من 19 عاما.
وتعثرت المفاوضات غير المسبوقة إثر خلاف حول أي تفسير للإسلام يجب أن يستخدم كإطار للقوانين في أفغانستان ما بعد النزاع. ويصر قادة طالبان، وهم متشددون سنّة، على اتباع المذهب الحنفي للفقه الإسلامي السني، لكن المفاوضين الحكوميين قلقون من أن يستخدم الأمر للتمييز ضد أقلية الهزارة الشيعية والأقليات الأخرى.
كما يختلف الطرفان حول أثر اتفاق طالبان والولايات المتحدة على اتفاق السلام الجاري التفاوض عليه الآن. ويوم السبت، قتل 15 شخصا على الأقل، معظمهم مدنيون، وأصيب أكثر من 40 آخرين في هجوم بسيارة مفخخة استهدف مقرا حكوميا في شرق أفغانستان، بحسب ما أفاد مسؤولون.
وقال محللون سياسيون ودبلوماسيون في كابول إن زيارة غني تهدف إلى الحصول على دعم قطر في إقناع طالبان بالموافقة على وقف إطلاق النار. وقال مساعد مقرب من غني: «من المقرر عقد عدة اجتماعات لمناقشة جهود توطيد العلاقات الأفغانية القطرية والتعاون المتبادل في مختلف المجالات», مشيرا إلى أن غني سيلتقي أيضا الممثلين الأفغان الذين يجرون محادثات مع طالبان.
وقال دبلوماسي غربي كبير يتابع عملية السلام الجارية: «لكن من الواضح أن غني لن يلتقي مسؤولي طالبان لأن وتيرة العنف لم تهدأ، وتواصل الحركة قتل المدنيين الأبرياء».