إيناس مقلد
بيروت – الوكالات:
قتل 28 مسلحا سورياً موالين لأنقرة على الأقل، يقاتلون مع القوات الأذربيجانية في ناجورني قره باغ، منذ بدء المواجهات مع الانفصاليين الأرمن، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وينتمي القتلى، وفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إلى فصائل سورية موالية لأنقرة، وهم من بين أكثر من 850 مقاتلا سوريا نقلتهم تركيا إلى المنطقة المتنازع عليها منذ الأسبوع الماضي.
وتمكّنت وكالة فرانس برس من التحقق من أنه تم إبلاغ عائلات ثلاثة منهم على الأقل بمقتلهم، بينهم قائد مجموعة غادرت بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي الشهر الماضي.
وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في شمال سوريا يوم الجمعة صور أربعة مقاتلين قالوا إنهم قضوا في المعارك.
وينتمي المقاتلون، وفق المرصد، إلى فصائل سورية موالية لأنقرة، تنتشر في مناطق نفوذها، وخصوصاً في شمال محافظة حلب. ويتحدر غالبيتهم من المكون التركماني. واتهمت يريفان التي تنضوي في تحالف عسكري لجمهوريات سوفيتية سابقة بقيادة موسكو تركيا بإرسال مرتزقة من شمال سوريا دعماً للقوات الأذربيجانية.
وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس «قلقه» حيال التقارير عن وجود مقاتلين أجانب في قره باغ. إلا أنّ وزارة الدفاع الأذربيجانية نفت وجود مقاتلين سوريين على أراضيها. وقال مساعد الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف في مؤتمر صحفي أمس: «نحن نرفض ذلك تماماً وأذربيجان ليست بحاجة إلى أي مقاتلين أجانب، لأنه لدينا قوات مسلحة محترفة ولدينا أيضاً قوات احتياط كافية». ولم يصدر أي تعليق رسمي من تركيا حتى الآن إزاء هذه الاتهامات. وتتكثف الدعوات الدولية للبلدين الجارين لوقف اطلاق النار والبدء في محادثات، في وقت تتصاعد المخاوف من احتمال تحول المواجهات إلى حرب متعددة الجبهات تستدرج إليها القوتان الإقليميتان تركيا وروسيا.
والمواجهات الجديدة التي اشتعلت يوم الأحد الماضي هي الأكثر عنفا منذ عقود وأودت بقرابة 200 شخص، بينهم أكثر من 30 مدنياً.
وترددت أنباء بشأن وقوع مزيد من القتال خلال الليل. وقالت وزارة الدفاع في ناجورن قرة باغ ان 54 جنديا قتلوا أمس الجمعة لتصل حصيلة القتلى بين صفوف قواتها الى 158. كما ورد أيضا أن 11 مدنيا قتلوا وأصيب ما يربو على 60 في الجيب الجبلي الواقع داخل أراضي أذربيجان لكن يحكمه سكانه وأغلبيتهم من أصل أرميني.
إلى جانب ذلك قالت أرمينيا أمس انها ستتعاون مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا بشأن تجديد وقف إطلاق النار في ناجورني قرة باغ .
ولم ترد أذربيجان على دعوة الخميس لوقف اطلاق النار وجهتها الدول الثلاث التي تشارك في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا والتي تلعب دور الوساطة في الازمة.
لكن رئيس أذربيجان الهام علييف استبعد يوم الثلاثاء اجراء محادثات مع أرمينيا بشأن ناجورني قرة باغ فيما قالت تركيا حليفة أذربيجان يوم الخميس إن القوى الثلاث ينبغي ألا يكون لها دور في تحقيق السلام.