كتب- أحمد نورالدين:
نوقشت في جامعة الأزهر الشريف بقسم التفسير وعلوم القرآن كلية أصول الدين بطنطا رسالة العالمية الدكتوراة للباحث عبدالله رجب موسى المدرس المساعد بالكلية، أشرف على الرسالة الرسالة الأستاذ الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد رئيس جامعة الأزهر سابقا، عضو مجمع البحوث، وناقشها الأستاذ الدكتور حسن وتد أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالقاهرة.
وقد جاءت الرسالة جامعة بين تخصصي البلاغة والتفسير وعنوانها: (أسلوب التنكيت في معاني آيات القرآن الكريم.. دراسة تفسيرية)، وأسلوب التنكيت يعد أسلوبا بلاغيا وبابا ضمن أبواب علم البديع، وهو من المحسنات البديعية المعنوية، والمحسنات المعنوية ليس لها ألفاظ تعبر عنها أو صيغ تدل عليها، والمعيار في استخراجها: أنه إذا وافقت شواهدها مناطاتها الاصطلاحية، كان الشاهد موطنا للأسلوب، وقد عمل الباحث على تطبيق مصطلح التنكيت من خلال الآيات القرآنية تطبيقا يعتمد على التوجيه والكشف عن الفروق المعنوية الدقيقة بين خصوصيات التراكيب وربط هذه الخصوصيات بالسياق والغرض العام في إطار المصطلح موضوع الدراسة، وقد اتبع الباحث المنهج الاستقرائي وتتبع آيات القرآن كاملا.د. عبدالله موسى
استعرض الباحث تأصيلا لمصطلح التنكيت اشتمل على تعريفه عند اللغويين والبلاغيين، وتاريخه عند علماء البلاغة والتفسير والمصادر التي ذكرت الأسلوب واستشهدت له، وكذلك علاقة التنكيت بالإعجاز البياني في القرآن وأثره فيه، وأن هذا الأسلوب له إطلاق ومفهوم اصطلاحي خاص عند أهل البلاغة يختلف تماما عن إطلاقات اللفظ عند غيرهم من العلماء.
كان من أهم نتائج هذه الدراسة: التأكيد على أن البلاغة التطبيقية ليست كالبلاغة النظرية، في كون الأخيرة تعتمد على التقعيد والتأصيل، وكون الأولى تعتمد على الذوق والملكة والتدبر في الإعمال السليم لهذه القواعد والأصول، وأن إجراء الأسلوب البلاغي إجراء تطبيقيا على آيات القرآن لا يعني أبدا أنه ميزان يمكن أن نتحاكم إليه إن ظهر ما يخالفها عند التطبيق، بل هي مجرد وسائل منهجية وأدوات آمنة لفهم الكتاب العزيز، لا يُحكَم القرآن بقواعدها، إنما القرآن حاكم عليها جميعا، وأن كتب التفسير تُعنَى بالتفسير فأصحابها ليست غايتهم تحديد المصطلح العلمي وتحريره، وهذا لون من الصعوبة يواجه الباحث في تحديد المفاهيم، ولكن الاستقصاء الكامل والمتابعة الدقيقة تعين بحول الله وقوته على اجتياز هذه الصعوبة.