كتبت: إيناس مقلد
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن جماعة يمينية متطرف يجب أن “تتنحى” وتترك أجهزة إنفاذ القانون تقوم بعملها، بعدما أثارت عدم إدانته المجموعة في مناظرة تلفزيونية رد فعل قويا.
وقال ترامب “لا أعرف من هم براود بويز”، على الرغم من حثهم في المناظرة الانتخابية مع منافسة الديمقراطي جو بايدن على “التراجع والتأهب”.
وقال أعضاء من “براود بويز” على مواقع التواصل الاجتماعي إن تعليقات ترامب “تاريخية” ومثلت تأييدا.
وقال بايدن إن ترامب “رفض التنصل من العنصريين البيض”. وجرى هذا النقاش ضمن المناظرة الأولى، من أصل ثلاث مناظرات متلفزة بين الرجلين قبل انتخابات الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، التي اتسمت بشجار ومشاحنات وإهانات، حيث وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بأنها فوضوية وقبيحة ومروعة. وقالت اللجنة التي تنظم المناظرات إنها ستدخل إجراءات جديدة على المناظرتين التاليتين “للحفاظ على النظام”.
وقال ترامب إن عليهم الحصول على مذيع جديد ومرشح ديمقراطي أكثر ذكاءً.
ولم يتم استخلاص الكثير حول السياسة. وعلى الرغم من أن أحد الاستطلاعات المفاجئة حول المناظرة أعطت بايدن ميزة طفيفة، فإن استطلاعات الرأي الأخرى تشير إلى أن 90٪ من الأمريكيين قد اتخذوا قراراتهم بالفعل بشأن من يصوتون له، وربما أحدثت المناظرة فارقاً قليلا.
وتفوق بايدن باستمرار على ترامب في استطلاعات الرأي الوطنية، لكن الاستطلاعات في ما يسمى بالولايات الحاسمة تشير إلى أن هذه قد تكون منافسة حادة. ماذا قال ترامب عن “براود بويز” في المناظرة؟
وسأل مدير المناظرة كريس والاس عما إذا كان الرئيس سيدين العنصريين أنصار تفوق الجنس الأبيض ويطلب منهم التنحي جانباً أثناء التظاهرات. وقد اندلعت هذه السنة بسبب قضايا القتل والعنصرية على أيدي الشرطة.
وقال ترامب “بالتأكيد، أنا على استعداد لذلك … لكنني أقول إن كل ما أراه تقريباً يحدث من اليسار وليس من اليمين. أنا على استعداد لفعل أي شيء. أريد أن أرى السلام”.
وكرر بايدن مرتين اسم “براود بويز” عندما سأل الرئيس عمن يُطلب منه إدانته.
وقال الرئيس: “براود بويز – تراجعوا وتأهبوا. لكني سأخبركم شيئاً… يجب على شخص ما أن يفعل شيئاً حيال أنتيفا واليسار لأن هذه ليست مشكلة يمينية”.
تأسست “براود بويز” في عام 2016، وهي مجموعة يمينية متطرفة مناهضة للمهاجرين، وجميعها مؤلفة من الرجال ولها تاريخ من العنف في الشوارع ضد المعارضين اليساريين. ونشر حساب على وسائل التواصل الاجتماعي لـ”براود بويز” شعار “تراجع، تأهب”.
” أنتيفا” وهي اختصار لكلمة “مناهض للفاشية”، هي كيان فضفاض لناشطي اليسار المتطرف الذين يصطدمون غالباً مع اليمين المتطرف في الاحتجاجات.
كيف أوضح ترامب تعليقاته خلال المناظرة؟
كان يتحدث في حديقة البيت الأبيض يوم الأربعاء قبل رحلة إلى مينيسوتا. وسأله أحد المراسلين عن “براود بويز” فقال: “لا أعرف من هم. لا يسعني إلا أن أقول إن عليهم التنحي وترك سلطات تطبيق القانون تقوم بعملها”.
وكرر مطالبته بأن يدين بايدن أنشطة “أنتيفا”.
ولم يوضح استخدام كلمة “التأهب” في المناقشة، واكتفى بالقول إنه يريد أن يكون “القانون والنظام جزءاً مهماً جداً من حملتنا” عندما سئل عما إذا كان يرحب بدعم العنصريين البيض له.
وبعد الضغط عليه مرة أخرى بشأن هذه القضية ، قال: “لطالما استنكرت أي شكل، أي شكل من أشكال ذلك”.
وقد صدر بيان للبيت الأبيض بعدما قتل أحد “النازيين الجدد” أحد المتظاهرين المناهضين لتفوق البيض بسيارته في شارلوتسفيل في عام 2017 . وأدان “كلو كلوكس كلان، والنازيين الجدد، والعنصريين البيض، وجماعات الكراهية الأخرى”. كما قال ترامب إن هناك “أشخاصا طيبون للغاية من كلا الجانبين” خلال تلك الاحتجاجات.
كان ترامب يميل إلى التقليل من خطر جماعات التفوق الأبيض، على الرغم من أن وزارة الأمن الداخلي تقول إنها ستظل “التهديد الأكثر استمراراً وفتكاً” في الولايات المتحدة في العام المقبل.
بماذا اتُهم الرئيس؟
عاد جو بايدن إلى القضية في تغريدة يوم الأربعاء، قائلاً: “لا توجد طريقة أخرى لقولها: رفض رئيس الولايات المتحدة التنصل من العنصريين البيض على منصة المناظرة الليلة الماضية”.
في تغريدته، نقل تعليقاً موجهاً إلى الرئيس من منتدى “براود بويز” على الإنترنت نصّه: “هذا يجعلني سعيداَ للغاية. نحن متأهبون! ونقف في الخلف سيدي”.
وقالت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية كنائبة لبايدن ، لشبكة “سي إن إن”: “لقد سمعت ما سمعناه جميعا. رئيس الولايات المتحدة، في عام 2020 ، يرفض إدانة العنصريين البيض”.
وقال جوناثان غرينبلات، الرئيس التنفيذي لـ”رابطة مكافحة التشهير”، إن كلمات ترامب كانت “مدهشة”. وقالت ريتا كاتز، من منظمة “سايت” لمراقبة المتطرفين، إن ترامب أعطى “إيماءة أخرى للعنصريين البيض”.
وحاول الرئيس ترامب عرض موقفه بأنه رئيس القانون والنظام. وفي رده في تغريدة يوم الأربعاء قال: “بايدن رفض استخدام مصطلح القانون والنظام. وداعاً للضواحي”.
وقال المتحدث باسم حملة ترامب هوغن غيدلي لشبكة “سي إن إن” إن الرئيس قال “بالتأكيد” عندما سئل عما إذا كان سيدين الجماعات المتطرفة، مضيفاً أن ترامب فعل ذلك “مرات عديدة ليس الليلة الماضية، ولكن في الماضي أيضاً”.
كما قال نجل ترامب، دونالد جونيور، إن والده كان “سعيداً” بإدانة مثل هذه الجماعات. وقال لشبكة “سي بي أس”: “لا أعرف ما إذا كان هذا زلة لسان، لكنه كان يتحدث عن جعلهم يتنحون”.
وكان رد فعل السياسيين الجمهوريين صامتاً إلى حد ما، حيث جادل البعض بأن ترامب قد أدان جميع أعمال العنف في الشوارع بينما قال آخرون إن الرئيس ربما أخطأ في الكلام أو كان ينبغي أن يعطي المزيد من الوضوح.
كان ترامب قد قلل من أهمية تهديد جماعات التفوق الأبيض في الماضي، على الرغم من أن وزارة الأمن الداخلي تقول إنها ستظل “التهديد الأكثر استمراراً وفتكاً” في الولايات المتحدة حتى العام المقبل.
ويعتقد أعضاء “براود بويز” بالتأكيد أنهم تلقوا الدعم من ترامب.
وكتب أحدهم وهو جو بيغز: “طلب الرئيس ترامب من براود بويز بالتأهب لأنه يجب أن يكون هناك من يتعامل مع أنتيفا … حسنًا يا سيدي! نحن جاهزون !!”.
وقال أحد الأعضاء إن المجموعة شهدت بالفعل ارتفاعاً في عدد المنضمين الجدد.
ما هي لحظات المناظرة الرئيسية الأخرى؟
في المناظرة التي استمرت 90 دقيقة في كليفلاند في ولاية أوهايو، قاطع كلا المرشحين الآخر كثيراً. قام ترامب نحو 73 مرة بالمقاطعة.
ومن أهم ما حدث بها:
كثرة الإهانات. تنمر من ترامب، وبايدن يصف الرئيس بـ”المهرج”. قال للرئيس: هل تغلق فمك يا رجل؟ ثم لاحقاً قال عبارة “استمر في النباح يا رجل”.
قال ترامب إن بايدن “تخرج إما بأدنى مرتبة أو قريب من أدنى مرتبة في صفه ” وإنه لم يفعل شيئاً خلال 47 عاماً من السياسة.
قال بايدن إن ترامب “أصيب بالذعر” من وباء فيروس كورونا و”مات الكثير من الناس”. وغرد ترامب في وقت لاحق قائلاً إن عددًا أكبر كان سيموت لو كان بايدن رئيسا.
دافع ترامب عن جهوده لملء مقعد المحكمة العليا الأمريكية بسرعة، بينما رفض جو بايدن الإجابة عندما سئل عما إذا كان سيحاول زيادة عدد القضاة.
عندما سئل عما إذا كان سيشجع أنصاره على التحلي بالسلام إذا كانت نتائج الانتخابات غير واضحة، قال ترامب: “أنا أشجع مؤيديي على الذهاب إلى صناديق الاقتراع والمراقبة بعناية شديدة”.
عندما قال ترامب إن بايدن سيكون بأمر يسار الحزب الديمقراطي في ما يتعلق بالسياسة الصحية والبيئية، أجاب بايدن: “أنا الحزب الديمقراطي الآن”.
ماذا سيحدث الان؟
واستمرت الحرب الكلامية التي أعقبت المناظرة يوم الأربعاء.
على “تويتر”، قال ترامب إن بايدن سيدمر البلاد، مدعياً أن منافسه يرغب في تعبئة المحكمة العليا بالقضاة، وإنهاء اعمال الحفر للتقنيب عن النفظ والغاز وقتل التعديل الثاني للدستور، الذي يتضمن الحق في حمل السلاح.
قال إنه ذاهب إلى مينيسوتا يوم الأربعاء.
ويقوم بايدن بجولة بالقطار طوال اليوم نفسه عبر شرق أوهايو وغرب بنسلفانيا، بينما أطلقت حملته أيضاً حملة إعلانية رقمية ضد الرئيس.
وقال في محطته الأولى في جولته إن ترامب “نسي الأمريكيين المنسيين الذين قال إنه سيقاتل من أجلهم. أنا لن أنسى أبدا”.
وأضاف بايدن: “لن أصبح رئيساً ديمقراطيا. سأكون رئيسا أمريكيا”.
وستجري المناظرتان التلفزيونيتان الأخريان بين المرشحين في 15 أكتوبر/ تشرين الأول في فلوريدا وفي 22 أكتوبر/ تشرين الأول في تينيسي.