كتب: عبد الرحمن هاشم
سأل سائل يقول: ما حكم الجهر بالبسملة عند قراءة الفاتحة في الصلاة؟
وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى قائلا:
أولًا : عمومًا الجَهْرُ في الصلاة في الصلوات الجهرية والإسرار فيها في الصلوات السرية من هَيْئَاتِ الصلاة التي ينبغي للمُسْلِم أَنْ يعرفها ولكن لا ينشغل بها عن مقصود الصلاة الأسمى ، وهو الخشوع والإخلاص لله تعالى.
ثانيًا : حُكْمُ الجهرِ بالبسملة مترتِّبٌ على حكم قراءة البسملة في الصلاة ، وحُكْمُ قراءتها مترتِّبٌ على كون البسملة آيةً من الفاتحة أوْ لا ، وقد اختلف العلماء في ذلك اختلافًا كبيرًا سواء بالنسبة للإمام أوالمأموم أوالمنفرد في قراءة أول الفاتحة من كل ركعة.
فذهب الحنفيَّة والحنابلة على الأصح إلى سنية قراءة البسملة سرًّا للإمام والمنفرد ، والمشهور عند المالكيَّة عدم قراءتها في المكتوبة سرًّا أو جهرًا ، سواء من المنفرد أو الإمام أو المأموم ، والأظهر عند الشافعيَّة ورواية عند الإمام أحمد وجوب قراءتها على المنفرد والإمام والمأموم قبل قراءة الفاتحة في قيام كل ركعة من ركعات الصلاة ، سواء كانت فرضًا أو نفلًا، جهرية أو سرية ، وبالتالي يجهر بها في الجهرية في الفاتحة ويُسِرُّ بها في السرية .
والخلاصة : أن الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية معدود من هيئات الصلاة التي لا ترقى إلى درجة السنن المؤكدة ، والأمر فيها واسع ، ولا يجوز الإنكار فيها ، ويراعى في ذلك عُرْفَ المساجد ومذاهب البلاد المستقرة .
والله أعلم