لفظ الناشر رياض نجيب الريس أنفاسه الأخيرة في بيروت بعد أن نفحها أنفاسًا من الحريات الأدبية والصحفية والثقافية التي تختزن مكتباتها منذ عقود، ليرحل من كان يُعرف باسم “شيخ الكار”. وكان الريس “ريسًّا” على كل معرض كتاب يقام سنويًا في بيروت، حيث تتصدر أعماله ودار كتبه الواجهات الأولى قبل أن تفوز بالمراتب الأولى في المبيعات. وعن 38 عامًا ومئات المؤلفات توفي الناشر السوري اللبناني يوم السبت الماضي بعدما تلقى العلاج في أحد مستشفيات العاصمة اللبنانية. واختتم الريس مسيرة أدبية صحفية توزعت بين المدن، وكان قد بدأها مع كامل مروة؛ مؤسس جريدة الحياة الذي أوفده مراسلا صحفيًا إلى فيتنام عام 1966م قبل أن يستكمل تجربة الميدان مع الصحفي غسان تويني فيما بعد.
وانتمى الريس خلال مسيرته إلى عاصمتين، فهو وُلِد وعاش طفولته في دمشق، ونشأ وتعلم وعمل في بيروت، وخلال الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990م غادر إلى لندن وأصدر فيها جريدة “المنار”، وكانت أول جريدة عربية تصدر في أوروبا آنذاك، ثم أسس شركة “رياض الريس للكتب والنشر” عام 1986م التي نقلها إلى بيروت. روى الريس مذكراته وخلاصة تجربته في كتاب “صحفي المسافات الطويلة”، وجاء هذا الكتاب على شكل حوار بين رياض الريس والكاتبة السورية سعاد جروس كحديث مكاشفة بين جيلين صحفيين، وقد ورث هذا الإرث الأدبي عن والده الراحل نجيب الريس الذي كان صحفيًا وأديبًا لامعًا.