كتب: سمير عبد الشكور
تولي سلطنة عُمان قضية الأمن السيبراني والدفاع الإلكتروني جل اهتمامها، فسعت منذ تأسيس المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات إلى تطوير الكوادر الوطنية العاملة بالمركز بشكل خاص وتطوير الكوادر الوطنية بالسلطنة بشكل عام في مجالات الأمن السيبراني بما في ذلك العاملون بالمؤسسات الحكومية ومؤسسات البنى الأساسية الحيوية إضافة الى الطلبة و الدارسين بالمؤسسات الأكاديمية.
وحرصت السلطنة على تفعيل التعاون الإقليمي والدولي من خلال الانضمام إلى المنظمات والمؤسسات الإقليمية و العالمية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، وفي إطار هذا التعاون وتحت شعار “التحكم في مخاطر الأمن الإلكتروني المصاحبة للعمل عن بعد”؛ نظمت سلطنة عُمان ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية التمرين الافتراضي للأمن السيبراني الثامن للدول العربية وللدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي وذلك في مقر المركز بواحة المعرفة- مسقط بمشاركة 25 دولة عربية وإقليمية.
وتم تنفيذ التمرين بالشراكة مع منظمة التعاون الإسلامي بهدف تعزيز الجهود بين المراكز الوطنية للأمن السيبراني؛ من خلال تأهيل الكوادر البشرية في مجال إدارة الحالات الطارئة، بالإضافة إلى تعزيز الجاهزية والاستعداد للتعامل مع المخاطر والتهديدات الالكترونية المختلفة والتعرف على الطرق الأمثل لمعالجتها.
ففي كل عام يواكب التمرين آخر المستجدات والتطورات في مجال الأمن السيبراني والاختراقات الإلكترونية والبرمجيات الخبيثة؛ وفي هذه النسخة تم التركيز على محاكاة التعاون الدولي عبر الحدود للتعامل مع حوادث الأمن السيبراني في ظل جائحة كوفيد 19، وطرق التصدي للمخاطر السيبرانية التي افرزها توجه المؤسسات والحكومات للعمل عن بعد.
جدير بالذكر أن منظمة التعاون الإسلامي اختارت سلطنة عُمان ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية للمرة الثالثة على التوالي لاستضافة هذا التمرين وذلك نظرا لكون المركز الوطني للسلامة المعلوماتية رئيسا لمجلس إدارة المراكز الوطنية للأمن السيبراني والسلامة المعلوماتية لمنظمة التعاون الإسلامي.
وتعد منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر تجمع عالمي بعد الأمم المتحدة وتضم في عضويتها 57 دولة، وقد تم انتخاب السلطنة ممثلة بالمركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات رئيسا لمجلس إدارة مراكز الأمن السيبراني بالمنظمة في عام 2013 وتم إعادة انتخابها في عام 2015.