كتب: عبد الرحمن هاشم
شهد حفل تأبين محمد أشرف الجمل طالب الفرقة النهائية بكلية الطب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الذي عقد صباح اليوم بمقر الجامعة ثناءً على أخلاق الطالب الراحل وشهادة بحبه لوطنه وحرصه على نفع الآخرين والتضحية من أجلهم.
هذه التضحية وهذا الجهاد الذي جعله يستنكف عن الجلوس في بيته ويأبى إلا النزول لدور العزل يداوي المرضي ويسهر على راحتهم وكأن القدر يدخر له الموت وهو على الجبهة فينال الشهادة متأثرا بإصابته بكورونا.
عبَّر عن ذلك أحد المتحدثين وهو الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي عميد المتطلبات الجامعية، ومدير مركز تحقيق التراث العربي، فألقى قصيدة بعنوان: “إلى الطبيب الشهيد”، وفيها قال:
أبشرْ محمدُ فالمقامُ عظيمُيكفيك أنك في النعيمِ مخلدٌأصبحتَ رمزًا للعطاءِ وللوفاالجامعاتُ تُعَزُّ من أبنائِهاواليومَ جامعةُ الشهيدِ ورمزُهاطَوَّقتَ أهلَكَ بالفَخارِ لأنهمْلِتَعُمَّهُمْ منك الشفاعةُ في غدٍشُكرًا محمدُ قد رفعتَ رءوسَناقدَّمْتَ للطبِّ الشريفِ نُموذجًاتأسو الجراحَ مُرابطًا في هِمَّةٍسَيظلُّ هذا الاسمُ مكتوبًا علىلِيكونَ نِبْراسًا لِجيلٍ قادمٍ |
فلأنتَ حيٌّ في القلوبِ مقيمُوالناسُ في دارِ الفناءِ تهيمُوالباقياتُ الصالحاتُ تدومُوفلاحُهمْ لمقامِها تكريمُمصرٌ بفضلِك في السماءِ تحومُربَّوا كريمًا فاصطفاهُ كريمُوبذاك قال المصطفى المعصومفلأنتَ نَجمٌ والهُداةُ نجومُعند الشدائدِ والوباءُ عظيمُبين المخاطرِ والطبيبُ رحيمُقاعاتِ علْمٍ بالعطاءِ تقومُمِنْ بعدِ جيلٍ والوفاء يدومُ |
وهكذا تجسد الوفاء من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ورئيس مجلس أمنائها خالد الطوخي الذي أصدر توجيهاته بإطلاق اسم الطالب الشهيد محمد أشرف الجمل على مدرج 7 بالدور الرابع بمستشفى سعاد كفافي الجامعي وهو آخر مدرج درس فيه الطالب الراحل.
حضر الحفل أسرة الطالب والدكتور محمد العزازي، رئيس الجامعة، والدكتور عمرو الليثي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور مختار الظواهري نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة فوزية أبو الفتوح عميدة كلية الطب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور محمد صفوت مدير عام مستشفى سعاد كفافي الجامعي وعمداء ووكلاء الكليات.
وتضمن عرض فيديو عن الشهيد الطالب، وبه أشهر صوره وذكرياته خلال فترة دراسته وتدريبه بمستشفى سعاد كفافي.
يذكر أن الشهيد طالب فى السنة الأخيرة بكلية الطب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ولم ينتظر إنهاء دراسته وتطوع للعمل بأحد مستشفيات العزل من أجل الانضمام لأبطال مصر فى حربهم ضد فيروس كورونا.
وآخر ما كتبه الشهيد على صفحته بفيس بوك، “لو اتكتبلنا النجاة وعدينا 2020، هنحكى عليها كتير، جميعهم ماتوا فى ريعان شبابهم من أجل أن نعيش نحن”، ناعيا أصدقائه الشهداء من الأطقم الطبية.
ونعته النقابة العامة للأطباء، ومما جاء في نعيها: “بمزيد من الحزن والأسى ننعي الشهيد طالب الطب محمد أشرف الجمل، الطالب بالسنة السادسة بطب مصر للعلوم والتكنولوجيا، الذى كان يعمل متطوعا فى أحد مستشفيات الخانكة بالقليوبية، وأصيب بالعدوى بفيروس كورونا المستجد، وبدأ علاجا منزليا وعندما تدهورت حالته نقل إلى مستشفى العزل بالخانكة وتوفى شهيدا، ونقابة الأطباء تسأل الله سبحانه أن يتقبله في الشهداء ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الصبر والسلوان”.