كتبت: إيمان عوني مقلد
اكتشف باحثون في شمال السعودية مؤخرا آثار أقدام بشرية وحيوانية عاشت في المنطقة قبل حوالى 120 ألف سنة، ما يوفر معلومات جديدة عن الطرق التي سلكها الأسلاف مع تمدد الإنسان إلى خارج القارة الإفريقية، ويشكّل، بحسب مسؤول حكومي سعودي، «الدليل الأول على أقدم وجود للإنسان» في شبه الجزيرة العربية. وعرض الباحثون في دراسة نشرت نتائجها مجلة «ساينس أدفانسز» امس، تفاصيل المشهد المكتشف في الموقع، حيث يبدو أن مجموعة من الأسلاف من جنس الإنسان العاقل توقفوا لشرب الماء والبحث عن العلف عند بحيرة ضحلة كانت ترتادها أيضا الجمال والجواميس والفيلة بحجم أكبر من أي جنس موجود في العالم حاليا.
وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة التراث السعودية جاسر بن سليمان الحربش خلال مؤتمر صحفي عقده في الرياض امس أن «فريقاً سعودياً دولياً مشتركاً» وراء الاكتشاف. وأوضح في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس) الرسمية أن آثار الحوافر الحيوانية تعود إلى «جمال وفيلة وحيوانات مفترسة» وحيوانات من فصيلتي الوعول والبقريات، مشيراً إلى أن «البحيرة القديمة الجافة» تقع «على أطراف منطقة تبوك».
وبحسب الدراسة، قد يكون البشر هؤلاء اصطادوا الحيوانات الضخمة لكنهم لم يبقوا طويلا في الموقع الذي استخدموه نقطة للتزود بالمياه للصمود في رحلة أطول. وتضم منطقة شبه الجزيرة العربية حاليا صحاري شاسعة وجافة ما كانت لتشكل موقعا ملائما للعيش لأسلاف البشر والحيوانات التي كانوا يصطادونها. غير أن البحث الذي أجري على مدى العقد الماضي أظهر أن الوضع لم يكن كذلك على الدوام، إذ كانت المنطقة تضم مساحات خضراء مع رطوبة أكبر خلال آخر حقبة تعرف بفترة ما بين الجليدين.
وشدد الحربش على أن الاكتشاف الذي وصفه بأنه «جديد ومهم»، «يقدم لمحة نادرة عن بيئة الأحياء أثناء انتقال الإنسان الى هذه البقعة من العالم».
وأوضح الباحث في جامعة رويال هولواي الإنجليزية ريتشارد كلارك ويلسون وهو أحد معدي الدراسة «خلال فترات معينة في الماضي، كانت الصحاري التي تهيمن على المشهد الداخلي في شبه الجزيرة (العربية) تتحول إلى مراع خضراء شاسعة فيها تزود دائم بمياه البحيرات والأنهر».