إيناس مقلد تايبيه-(أ ف ب):
وصل دبلوماسي أمريكي رفيع إلى تايوان أمس الخميس، ليكون أكبر مسؤول في وزارة الخارجية يزورها منذ 40 عاما، في مؤشر جديد على استعداد واشنطن لتحدي الصين وحملتها الرامية لعزل الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي. ويزور كيث كراش، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للتنمية الاقتصادية والطاقة والبيئة، تايبيه لحضور مراسم تأبين الرئيس الأسبق لي تينغ هوي يوم السبت، وفق ما أفادت وزارة الخارجية.
وأثارت الزيارة الثانية لمسؤول أمريكي كبير لتايوان في غضون شهرين، تنديدا فوريا من الصين التي ترفض أي اعتراف بتايبيه وانتهجت على مدى عقود سياسة ترمي إلى تهميش الجزيرة التي تتمتع بالديمقراطية. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين للصحافيين إن «الصين تعارض بشدة» الزيارة إذ أنها «ستشجّع سلوك قوى استقلال تايوان الانفصالية المتغطرس».
وتراجعت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، إذ انخرط الطرفان في سجال بشأن عدد من المسائل التجارية والعسكرية والأمنية، إضافة إلى وباء كوفيد-19. وتحوّلت مساعي واشنطن المتزايدة للتقارب مع تايوان في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى نقطة خلافية أخرى بين القوتين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أوتاغوس في بيان أعلنت فيه عن رحلة كراش إن «الولايات المتحدة تكرّم إرث الرئيس لي عبر مواصلة علاقاتنا القوية بتايوان وديمقراطيتها الحيوية من خلال القيم السياسية والاقتصادية المشتركة». وأفادت وزارة الخارجية التايوانية أن كراش، الذي يرافقه مساعد مدير مكتب الديمقراطية وحقوق الانسان والعمل روبرت دسترو، سيناقش كذلك «سبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي الثنائية» خلال الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام.
ووصفته بأنه أرفع مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية يزور تايوان منذ العام 1979, عندما حوّلت الولايات المتحدة اعترافها الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين. وستقيم رئيسة تايوان تساي إنغ-وين مأدبة عشاء للوفد الأمريكي اليوم الجمعة. وقال مكتبها في بيان «نتطلع لمزيد من تبادل وجهات النظر والمحادثات بين تايوان والولايات المتحدة لترسيخ الأسس من أجل المزيد من التعاون بما في ذلك الاقتصادي، عبر زيارة مساعد وزير الخارجية كراش».
وبينما تحذّر بكين من أي اتصال رسمي مع تايوان، عززت واشنطن تقاربها معها بشكل كبير في الشهور الأخيرة. والشهر الماضي، زار وزير الصحة الأمريكي أليكس عازار الجزيرة في مسعى لتسليط الضوء على جهود تايوان التي لاقت إرشادات واسعة لاحتواء كوفيد-19. وأمس الخميس، أكدت وزارة الخارجية التايوانية أن لقاء نادرا من نوعه جرى قبل يوم بين جيمس لي، أرفع مسؤوليها في نيويورك، ومندوبة واشنطن في الأمم المتحدة كيلي كرافت.
وكثّفت بكين ضغوطها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية على تايوان منذ انتخاب تساي عام 2016, التي ترفض فكرة أن تكون الجزيرة جزءا من «الصين الواحدة». وأعلنت تايوان في الأسابيع الأخيرة عن ازدياد كبير في عمليات اختراق الأجواء التي تقوم بها الطائرات الصينية في منطقة الدفاع الجوي التابعة لها. وأمس الخميس، أفادت وزارة الدفاع التايوانية أن طائرتين صينيتين مضادتين للغواصات عبرتا الحدود قبل يوم وصدر تحذير لهما بالمغادرة.