تسربت معلومات شبه مؤكدة عن أهداف الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي الأسبق “نوري المالكي لإيران”، فبحسب مصادر الائتلاف في دولة القانون الذي يتزعمه “المالكي” تنطوي الزيارة على أهداف كثيرة، من بينها إجراء مشاورات سياسية مع مسؤولين إيرانيين كبار، لكن مصدرًا في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي أكد أن “المالكي” بات يشعر بالضيق من إجراءات رئيس الوزراء “مصطفى الكاظمي” التي باتت تقترب من حاشيته ومن المقربين منه، وأنه بصدد تحشيد القوى السياسية الموالية لإيران لسحب الثقة من “الكاظمي”.
ويتخوف وكلاء إيران من انتخابات تجري على أساس الدوائر المتعددة، مما يفقدها دورها في القرار التشريعي؛ وخاصة إذا لم تحصد أصواتًا تمكنها من شغل مقاعد كافِية في البرلمان. من جهته عبّر صهر “المالكي” عن حقيقة توجهات وأهداف ائتلاف دولة القانون والقوى المدعومة من إيران، وقال “حسين المالكي” أن المرجعية لا تريد اعتماد نظام الدوائر المتعددة، مبينًا أن مكتب “السيستاني” ليس مع تقسيم العراق إلى 329 دائرة انتخابية، وإنما مع تقسيم المحافظة إلى دائرة واحدة أو دائرتين.
وقارن مراقبون بين توجيهات “السيستاني” التي أصدرها مكتبه خلال استقباله لممثلة الأمم المتحدة في بغداد، وما رَوّج له صهر “المالكي”، فاتضح أن هناك محاولة واضحة لتزوير توجيهات المرجع بما ينسجم مع توجهات وكلاء إيران الذين يصرون على إبقاء قانون الانتخابات السابق وعدم الانصياع لمطالب المتظاهرين بتشريع قانون عادل ومنصف، كما وصفته وألحت عليه مرجعية “النجف”. وبحسب المصادر أيضا فإن “المالكي” سيطرح على القيادة الإيرانية مشروعًا يتضمن تشكيلَ محورٍ يضم إيران والعراق وسوريا وروسيا ليكون مضادًا للمشروع الأمريكي الفرنسي، وأنه سيُجري اتصالات مع الرئيس الروسي “بوتين” لإنضاج فكرة المحور المزعوم. ويتطلع “المالكي” إلى الحصول على دعم إيراني لإعادة تنصيبه رئيسًا للوزراء، وذلك ليتبنى فكرة إبعاد العراق عن الفلك الأمريكي من خلال إسقاط “الكاظمي”، ومن ثم إخماد التظاهرات وتشريع القوانين التي تخدم المشروع الإيراني بالاعتماد على الفصائل المسلحة الموالية لطهران.