كهف أمن الطلاب سيدي أبي الحسن الشاذُلي وتلميذه أبي العباس المرسي
بقلم/ د. شعبان عطية أستاذ التفسير بجامعة الأزهر
قال سيدي أبو العباس المرسى رضي الله عنه وأرضاه:
صليت خلف سيدي أبي الحسن الشاذُلي صلاة العشاء فـقرأ سورة الشورى فـلما بلغ إلى قوله تعالى (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيما)، وقع فى نفسى شئٌ من طريق المعنى فـلما سلم الشيخ من الصلاة قال لى يا أبا العباس:
• يهب لمن يشاء إناثا: أي العبادات والمعاملات..
• يهب لمن يشاء الذكور: أي الأحوال والعلوم والمقامات..
• أو يزوجهم ذكرانا وإناثاً: أي يجمع ذلك في من يشاء من عباده يعني تبقي روحه جامعه للخيرات ..
فقد تتعدد أنواع الأرواح فى قربها من حضرة الله، فهناك:
١- روح ( قرآنية ) وهى التى تتقرب إلى الله بالقرآن الكريم ، إمّا فهماً وتدبرا أو قراءةً وحفظا أو تدريسياً وتعليما.
٢- روح( مُتصدقة ) وهى التى تُكثر من الصدقات للفقراء والمساكين والأرامل والمحتاجين.
٣ – روح ( مُتأملة ) وهى التى تكون دائماً فى مقام التأمل والتفكر في ملكوت الله ومشاهدة بديع صُنعه عز وجل (ويتفكرون في خلق السموات والارض ).
٤- روح ( خادمة ) وهى التى تقوم بخدمة الناس فى كل نواحى الحياة ابتغاء مرضاة الله.
٥- روح ( علمية ) وهى التى تهتم بمجالس العلم ومتابعة الشيوخ والتدوين في الكتب.
٦- روح( مادِحة ) وهى التى تعشق الإنشاد والمديح للحضرتين الإلهية والمحمدية.
٧ – روح( مُعالِجة ) وهى التى تعالج الناس جسديا وروحيا قربةً إلى الله.
٨ – روح ( ليلية ) وهى التى تقوم الليل من قيام وتهجد وذكر ومناجاة وابتهال وتضرع إلى الله.
٩ – روح( مُعمرة ) وهى التى تقوم بعمارة المساجد بدوام الصلاة فيها واعمارها بالخير دائما.
١٠ – روح( مُصلِحة ) وهى التى تقوم بالصلح بين الناس وفض المنازعات والخصومات والعمل على حلها.
١١ – روح ( صَوّامَة ) وهى التى تجتهد في الصيام فريضة وسنن قُربةً إلى الواحد الديان.
١٢ – روح( ذاكرة ) وهى التى تتعبد بالأسماء الحسنى والأذكار العامة كالتسبيح والتحميد والتهليل وغيرها.
١٣ – روح( مُصلية على خير البرية) شغلها الشاغل هو الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقوم بنشر الصلاة على النبي.
١٤ – روح( مُحِبّة ) وهى التى تتنفس بالمحبة لله رب العالمين وتذوب غراماً وعشقاً وهياماً في كل اللحظات وغير ذلك أنواع كثيرة من الأرواح .
ففى الملكوت الأعلى يُقال لكل واحد منا بلقب من هذه الألقاب ( روح محبة أو صوامة أو مُعمرة أو ذاكرة) وفيه الروح الجامعه لكل هذه الخيرات (أو يزوجهم ذكرانا واناثا )التي فسرها سيدي أبي الحسن الشاذلي بالجامعة. فواظب على الباب الذى أنت فيه لترى أنوار تَجَلِّيه عز وجل.
• ويجعل من يشاء عقيما: أي بلا علم ولا عمل..
فـتعجب سيدي المرسي أبي العباس من ذلك..
• فـقال سيدي أبي الحسن الشاذلي والله ما هجس في خاطر أحدٍ شئ فـي تلك الصلاة إلا وقد أطلعنى الله عليه يا أبي العباس ..
فالسلام علي إمام أهل الحقائق وقطب الأقطاب وكهف أمن الطلاب سيدي أبي الحسن الشاذُلي وتلميذه أبي العباس المرسي.