بقلم: أحمد نور الدين
مدير تحرير بالأهرام
كنت قد نشرت بالزميلة “صدى البلد” مقالا فى الثالث والعشرين من أغسطس الماضى أستغيث فيه بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى.. عارضا مأساتى مع سنترال 15 مايو والشركة المصرية للاتصالات.. وبمجرد نشره تواصل معى موظف من الشركة واعدا وجازما بحل المشكلة من جذرها خلال 48 ساعة والى الآن لم تحل مأساتى ومشكلتى.. وها أنا ذا أستغيث بسيدى الرئيس عبدالفتاح السيسى لحل مشكلتى.
بادئ ذى بدء.. لا ينكر أحد الطفرات التى تمت وتتم فى قطاعات ومحاور دولتنا المباركة على جميع الأصعدة الآن.. وأن آلية العمل الجاد المثمر لا تتوقف بفضل الله، ثم بمتابعة حثيثة دؤوبة من القيادة السياسية التى لا تفتر، ولا تمل من الوقوف على رأس كل عمل وطنى وكل مسئول لإخراج هذا العمل على أكمل ما يكون، وضعا جديدا لمشروعاتنا القومية العملاقة على خريطة الابداع الجاد الدولى قبل المحلى، وقبل هذا الاختيار الصائب من قيادتنا السياسية لمسؤولى تطوير هذه المشروعات، وتصحيح مسارها، ولا أدل على حديثى من تكليف الفريق كامل الوزير وزيرا للنقل، ليحدث نقلة ممتازة فى هذا القطاع ويصحح مساره ويصلح عطوبا كثيرة فيه أصابته عبر سنين عدة فى فترة وجيزة، لنرى انجازات ملموسة على أرض الواقع رأى العين ويراها معنا العالم أجمع.
وقطاع الاتصالات واحد من أهم القطاعات الرئيسة فى بلادنا التى تحتل أهمية قصوى، ويدعمها الرئيس السيسى بنفسه، ايمانا بأنها العمود الفقرى لنهضة بلادنا ومشاريعنا القومية العملاقة فى شتى المجالات، وليست التكنولوجية فحسب، يصدق حديثى تصريح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر قد خطت خطوات كبيرة فى تنفيذ استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعى والتى تهدف إلى استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فى بناء مصر الرقمية، وتأكيده سعي الدولة لرقمنة التعليم بالجامعات التى تبدأ أول مرحلة فيها أبريل المقبل، مما سيساعد الطلاب في التواصل مع الأساتذة والتواصل مع خلال منصات رقمية، كما أن تحول الجامعات المصرية للرقمية سيساعد في تبادل المواد العلمية والأكاديمية، وإدارة المحتوي الأكاديمي من خلال منصات التواصل، مما يسهم كثيراً في توفير الوقت والجهد.
ثم تصريحه المهم أن مصر تقدمت 11 مركزا بآخر تقرير أصدرته Ookla العالمية بشان سرعات الإنترنت، حيث وصل متوسط السرعات إلى نحو 28.28 ميجابت/ث، وأن مصر تحتل المركز الرابع فى أفريقيا بشأن متوسط عدد السرعات، وأن الحكومة ممثلة بالشركة المصرية للاتصالات المملوكة لها بنسبة 80% نفذت مشروع لتطوير الإنترنت عام 2019 باستثمارات تصل لما يقرب من 30 مليار جنيه، ورفع سرعات الانترنت بنحو 6 اضعاف للمستخدمين مع تخفيض سعر الجيجابت، ما كان له اثر السحر خلال جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وسط استهلاك عالى للإنترنت المنزلى وصل إلى 99% وفقا لأحدث تقرير لجهاز تنظيم الاتصالات.
ومع تقديرى لهذه التصريحات السابقة، إلا أن الواقع الفعلى المعاش الذى يحياه الكثير من المواطنين -وأنا واحد منهم- يجعلنا نراها تصريحات وردية لا تمت للواقع بصلة، بسبب ما يحياه الكثيرون فى ظل خدمات سيئة، ومعاملة ممقوتة من بعض شركات الاتصالات والسنترالات، مفادها المهدئات والمسكنات الناعمة، والمشكلة لاتزال قائمة، وحرق الدم والأعصاب ملازم لهذا وذاك.
من هنا أتقدم ببلاغى للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، للتدخل بنفسه -بعد أن ضاقت بى السبل، -ليس بصفتى إعلامى وكاتب صحفى بل بصفتى مواطن مصرى بسيط- والذى أعلم يقينا أنه لن يخذلنى، كعهدنا به، من متابعته كل صغيرة وكبيرة فى الدولة، والوقوف بنفسه على حلها-، وبلاغى مفاده أن خدمة الانترنت المنزلية التابعة لشركة “وى”، وسنترال 15 مايو مقطوعة عنى منذ منتصف مارس 2020، علما بأننى من أكثر العملاء التزاما فى أداء حقوق الشركة علىّ، وقمت بإبلاغ كل المسؤولين المنوطين بحل المشكلة فى الشركة، بداية من موظفى الدعم الفنى ومديريه، الذي تحدثت معهم آلاف المرات -دون مبالغة- كما قدمت عدة شكاوى فى مرفق الاتصالات، وأخرى عديدة فى شكاوى مجلس الوزراء، وأحمل الكثير من أرقام الشكاوى، وكان الرد علىّ أن المشكلة فى سنترال 15 مايو، والتى تتمثل فى وجوب إحلال الكبينة الموجودة حاليا فى المجاورة السادسة بامتداد مايو بكابينة اخرى حديثة، كما تم احلال وتجديد جميع الكبائن بجميع مجاورات امتداد 15 مايو.
فهل يرضيكم سيادة الرئيس أن يذاكر أولادى دروسهم ويقوموا بعمل أبحاثهم الدراسية عند زملائهم، متنقلين بين بيت كل زميل وآخر، فى ظل سعي الدولة المنشود لرقمنة التعليم بالجامعات؟ وهل يرضيكم هذه اللامبالاة من رئيس سنترال 15مايو الذى لم يتخذ حلا جذريا فى مشكلتنا بالمجاورة السادسة بامتداد مايو، أسوة بباقى مجاورات امتداد 15 مايو التى تم تركيب الكبائن الحديثة بها؟، وهل يرضيكم سوء خدمة شركة الاتصالات رغم التزامى بحقوقها المادية شهريا، دون رد تعويضات لى عن انقطاع الخدمة؟ وهل يرضيكم أن ما تقومون به من دعوة للتحديث والتطوير لبلادنا فى المجالات الشتى، يقوم بنسفها وهدمها موظفون لا يتحملون قدرا من المسؤولية؟
وها أنا ذا أضع شكواى وبلاغى بين يديكم سيدى الرئيس، موقنا تدخلكم الكريم، وعدالتكم المشهودة، حلا لمشكلتى والكثير معى، ووضعا لمسؤولين جادين فى مواقع عملهم يتحملون المسؤولية بقدرها، دون تمييز منطقة عن أخرى، إذ لم تعد خدمة الانترنت ترفيهية، بل أضحى واقعا رئيسا كالماء والكهرباء فى كل بيت، ومنظمة، ومؤسسة، ودولة، تسعى لتبوؤ مكانتها المتقدمة اللائقة بين الدول، ونحن منهم بعون الله.. وإنا لمنتظرون.