أقصى البرلمان الأوروبي الخميس الماضي الزعيمة البورمية “أونج سان سو تشي” من مجموعة حائزي جائزة “ساخاروف” الحقوقية المرموقة بسبب موافقتها على جرائم بلادها ضد أقلية الروهينجا المسلمة. ومنح البرلمان الأوروبي الناشطة الديمقراطية السابقة أعلى جائزة أوروبية لحقوق الإنسان في عام 1990م قبل عام من حصولها على جائزة نوبل للسلام، لكنّه قرر الآن عدم إشراكها في الأحداث الخاصة بالفائزين.
وأوضح مصدر مقرب من البرلمان أن الجائزة مُنحت لأعمال “سو تشي” قبل عام 1990م، وبالتالي لا يمكن سحبها، مشيرًا إلى أنّ الاستبعاد هو أقوى عقوبة متاحة لأعضاء البرلمان الأوروبي. وقال رئيس البرلمان وزعماء الكتل البرلمانية في بيان أن القرار اتُخذ “ردًا على فشلها في التصرف، وموافقتها على الجرائم المستمرة ضد مجتمع الروهينجا في بورما”، وقال البرلمان الأوروبي أن “مجتمع جائزة “ساخاروف” يربط بين أعضاء البرلمان الأوروبي والحائزين على الجائزة والمجتمع المدني لزيادة التعاون في مجال حقوق الإنسان في كل من بروكسل وعلى الصعيد الدولي”، وأكد على أن المسؤولة البالغة من العمر 75 عامًا “تم إقصاؤها رسميًا” من جميع أنشطة الفائزين بالجائزة، وتابع البرلمان ببيان أن هذه النشاطات تشكل “قناة اتصال تمكن الفائزين والبرلمان من معالجة انتهاكات حقوق الإنسان وقضاياها بشكل مشترك”.
وكان أن قامت حملة قمع واسعة شنّها الجيش في بورما عام 2017م بإجبار حوالي 750 ألفًا من المسلمين الروهينجا على الفرار من ولاية راخين إلى بنجلاديش المجاورة، وتواجه بورما الآن اتهامات بارتكاب إبادة بحق هؤلاء أمام المحكمة الجنائية الدولية. “سو تشي” التي هي سجينة سياسية سابقة ناضلت لإنهاء الحكم العسكري، وهي الآن أقوى مسؤول مدني في البلاد بصفتها “مستشارة دولة”، كانت قد نالت تكريمًا في جميع أنحاء العالم باعتبارها بطلة الحرية، لكنها تواجه اتهامات بغضها للنظر عن الانتهاكات ضد الروهينجا؛ إن لم يكن تجاهلها من الأساس لهذه الانتهاكات.
وفي هذه الأثناء أقرّ عسكريان سابقان في بورما بارتكاب انتهاكات طالت الروهينجا، وقد يمثلان كشاهدين أمام العدالة الدولية في سابقة منذ ارتكاب فظاعات عام 2017م بحق هذه الأقلية المسلمة، وقد كشفت منظمة “فورتيفاي رايتس” وصحيفة نيويورك تايمز عن شهادات مصوّرة الثلاثاء الماضي، اطلعت عليها “فرانس برس” لعسكريين سابقين اعترفا بأعمال قتل واغتصاب وغيرها من الجرائم المرتكبة بحق الروهينجا قبل ثلاث سنوات. الرجلان اللذان أقرّا بأنهما قتلا ما يقرب من 180 شخصًا بينهم نساء وأطفال، أعطيا أيضًا تفاصيل حول أسماء ورتب ستة قادة عسكريين، وقالا إنّ عددًا من هؤلاء أمروا “بإطلاق النار باتجاه أي شيء يرونه أو أي مصدر صوت”، ولم تستطع “فرانس برس” التحقق من الظروف التي جرى خلالها تسجيل الاعترافات على يد مليشيا متمردة معروفة بجيش إنقاذ روهينجا أراكان، وتقاتل هذه المنظمة التي تعدّها الحكومة البورمية إرهابية، الجيش في شمال غرب البلاد.
وقد تبيّن أنّ “ميو وين تون” البالغ من العمر 33 عامًا، و”زاو ناينغ تون” الذي يبلغ من العمر 30 عامًا هما عسكريان سابقان، بيد أنّهما اعتقِلا على يد مليشيا جيش الإنقاذ وفق ما قاله المتحدث باسم الجيش الجنرال “زاو مين تون” لهيئة الإذاعة البريطانية، وأضاف “لقد جرى تهديدهما وأُجبِرا على تقديم اعترافات” عند توجيه “فرانس برس” سؤالا إليه، وأكد المتحدث باسم جيش الإنقاذ أنّ العسكريين “انشقا” و”اعترفا طواعية بجرائم الحرب” بحق الروهينجا.