كتبت: إيمان عوني مقلد
جددت مملكة البحرين تأكيدها على أهمية تكثيف الجهود بالتعاون مع المجتمع الدولي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
جاء ذلك في كلمة المملكة في الاجتماع الافتراضي للدورة العادية (154) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الذي عقد أمس عبر الاتصال الإلكتروني المرئي برئاسة رياض المالكي وزير خارجية دولة فلسطين الشقيقة رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية، وبحضور أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وأوضح عبدالله بن فيصل بن جبر الدوسري، مساعد وزير الخارجية، أن الوطن العربي يواجه أخطارًا عدة تفرض على الدول العربية ضرورة التضامن والتكاتف لمواجهة تلك الأخطار من أجل حماية دولنا ومقدراتنا ومصالحنا القومية.
واستنكر الدوسري تهديدات إيران لاستقرار وأمن المنطقة، مشيرًا إلى أن التدخل الإيراني يجري بشكل سافر وخطير في عدد من الدول العربية عبر دعمها المتواصل للتنظيمات الإرهابية وتمويلها وتدريب عناصرها وتسليحها بأشد أنواع الأسلحة فتكًا وقتلاً ودمارًا، ومن بينها حزب الله وجماعة الحوثي الإرهابيتين، مشيرًا في هذا الصدد إلى الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة التي دأبت مليشيات الحوثي الإرهابية على إطلاقها لاستهداف المناطق المدنية الآهلة بالسكان في السعودية، داعيًا إلى ضرورة اتخاذ موقف عربي حازم تجاه هذه التهديدات الإيرانية المستهجنة.
كما أوضح أن التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية قد توسعت وتكشفت مقاصدها، فتركيا تعتدي وتحتل أجزاء واسعة من الأراضي العربية السورية، داعمة الفصائل الإرهابية المتطرفة بالعتاد والسلاح، وتواصل بشكل مستفز الاعتداء عسكريًا على أراضي العراق، وتستمر في نقل عناصر المليشيات الإرهابية إلى ليبيا وتمدها بالسلاح مما يشكل اعتداء على السيادة الليبية وتهديدًا خطيرًا للأمن القومي العربي والأمن والسلم الإقليمي، موضحًا أن ما يجري في ليبيا ليس تهديدًا لسيادة واستقرار ليبيا فحسب، بل هو تهديد خطير للأمن القومي لمصر، التي لا تزال تبذل جهودًا مخلصة لحقن دماء الليبيين، والتوصل إلى حل سياسي بين الأطراف المتصارعة.
وقد صدر عن مجلس جامعة الدول العربية قرارات أكدت على دعم العمل العربي المشترك من بينها الاستفادة من إمكانية مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، والمراكز المشابهة في الدول العربية الخاصة بمراكز مكافحة الإرهاب وحوار الأديان.
وأعرب المجلس عن استنكاره وإدانته للتدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، ومساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة النعرات الطائفية ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار، وتأسيسها جماعات إرهابية بالمملكة ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وذراعيه كتائب عصائب أهل الحق الإرهابية وحزب الله الإرهابي، الذي يتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وفقًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأكد المجلس دعم مملكة البحرين في جميع ما تتخذه من إجراءات وخطوات لمكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية للحفاظ على امنها واستقرارها، مشيدًا بجهود الأجهزة الأمنية بمملكة البحرين والمملكة العربية السعودية التي تمكنت من إحباط العديد من المخططات الإرهابية وإلقاء القبض على أعضاء المنظمات الإرهابية الموكل إليها تنفيذ تلك المخططات والمدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي، مرحبًا بوضع اسماء بعض الأشخاص الذين ينتمون لما يسمى بسرايا الأشتر الإرهابية في مملكة البحرين على قائمة الإرهابيين، معتبرين أن هذا الموقف يعكس إصرار دول العالم على التصدي لكل أشكال الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكل من يقوم بدعمه أو التحريض عليه أو التعاطف معه، ويمثل دعمًا لجهود مملكة البحرين والإجراءات التي تقوم بها في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم فيها.
كما دعم مجلس الجامعة إعادة ترشيح مملكة البحرين لعدد من المناصب الدولية.
وأكد المجلس مجددا على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وعلى حق دولة فلسطين بالسيادة على كافة أراضيها المحتلة بما فيها القدس الشرقية، كما أكد المجلس على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي، وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وناقش المجلس العديد من القضايا ومن بينها الوضع في دولة ليبيا وسوريا واليمن.
كما صدر عن المجلس الوزاري بيان تضامن مع السودان بهدف مواجهة تداعيات كارثة الفيضانات وتوفير الإغاثات العاجلة بالتنسيق مع حكومة السودان، وبيان بشأن التضامن مع لبنان في مواجهة كارثة تفجير مرفأ بيروت.