الإمام علي بن أبي طالب
رجل الحرب والمحراب والمنبر
بقلم/ د. محمود عابدين
في عالم شديد العتمة العقائدية حيث السجود للحجارة ودفن البنات أحياء والتعامل بالربا، شريعة الغاب هي السائده
عالم من الظلم والبغي, عالم فقد الإنسان فيه انسانيته وتخلف عن دوره الحضاري الذي خلقه الله تعالي له من إعمار الأرض وبناء القيم التي تليق بكونه الذي جعله الله في الأرض خليفه.
في هذه العتمه الانسانية أشرقت أنوار النبوة، فبعث الله تعالي خاتم النبيين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين
فأشرقت شمس النبوة لتبدد ظلام الجهل والظلم والبغي، وتابعت شمس النبوة نجوم سبحت في سماء الهداية فعرفهم الناس بعد ذلك بالصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم
وتميز من بين هؤلاء النجوم من كانوا من قرابته صلي الله عليه. سلم فهم النجوم الحقيقيون الذين بهم اهتدي جيوش البشر
وواحد من نجوم أل البيت النبوي، بل هو النجم الأكبر في هذا البيت النبوي منه كانت ذرية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه (الإمام علي) كرم الله وجهه والد الحسنين وزوج الزهراء ابن عم نبينا صلي الله عليه وسلم
جمع الله تعالي لهذا النجم المنير والإمام الجليل من الفضائل ما لم يجمعها لغيره، تميز بها وتفرد عليه رضوان الله
فكان أول من أسلم من الصبيان
فقد عرف الدين طريقه الي القلب الغض فلم يعرف عقيدة غير عقيدة الإسلام فقد صادف قلبا خاليا فتمكن
ففطرته عليه رضوان الله علي نقائها الأول وصفائها الرباني الكامل من أجل هذا كرم الله وجهه فلم يسجد في حياته لصنم أبدا
كبر علي عيني النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي رباه كرد لجميل أبي طالب الذي حماه وسانده في مطلع الرسالة، فشارك الأمام علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواقف العظام والخطوب الجسام، فجمع الله تعالي له شرف النسب وشرف الجهاد وشرف الصحبة، وشرف الأخوة.
قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما ترض ان تكون مني بمنزلة هارون من موسي غير أن لا نبي بعدي)
وتضلع رضي الله عنه من أنوار العلم المحمدي فنطق بالحكمة وتكلم بكلام الأنبياء فكان أعلم أمة المسلمين بالقضاء حتي قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم (أقضاكم علي)
وعن جهاده في سبيل الله فحدث عن الأسد الهصور الذي كان في الحرب يجول ويجول فجاهد بعد الهجرة مع المسلمين في بدر ثم في أحد ثم جاءت غزوة الاحزاب فلم يغمد له سيف ولم يغمض له جفن، وكان له في غزوة الأحزاب موقف يرويه التاريخ ويقف عنده كتاب السير وقفة طويلة.
حين دعا فارس العرب الذي يعد فيها بألف فارس (عمرو بن عبد ود) جند المسلمين هل من مبارز والكل يعرف شجاعته وبأسه واقدامه في الحرب، فلم يخرج له إلا الأسد الهمام ابن عم النبي المختار صل الله عليه وسلم فرد كيده في نحره وأوقفه عند حده
فمن مثلك يدعي للحرب، وقد كنت تقول أنا الذي سمتني أمي حيضرا عليك من الله الرضوان
ثم عاش مع الصديق ناصحا ومؤازرا ووزير صدق يقضي ويعلم ويرشد، فهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا مدينة العلم وعلي بابها).
فمن مثلك يدعي للمبر ولتعليم المسلمين يا باب مدينة علم النبوة
ثم أراد الله بعد ذلك أن يبايعه المسلمون خليف. بعد ذي النورين رضي الله عنه فكان إمام صدق وسلطان عدل وثبت في الفتنة وأعلي الله تعالي به الكلمه.
ثم اغتالته أيدي الظلم والبغي وهو في المحراب يصلي بالمسلمين صلاة الفجر، فمن مثل أبي الحسن يدعي للمحراب عليه رضوان الله وسلامه
وتعجز الكلمات أن تعبر عن صفات البطل الحبر الإمام فهو
. ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم وربيبه وأخوه.
. زوج فاطمة الزهراء ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
. والد الحسنين النيرين الجليلين سيدا شباب أهل الجنة
.أعلم الأمة بالقضاء.
. رابع الخلفاء الراشدين.
. من صلبه ذرية سيد المرسلين.
. أحبه قوم فبالغوا في حبه وقدموه علي الإمامين أبو بكر وعمر فهلكوا بتشيعهم.
. أبغضه قوم فخرجوا عليه فكانوا الخوارج فهلكوا.
. وهو رضي الله عنه يقول(إنما أنا واحد من المسلمين)
. في أخلاقه من شجاعة وتقوي وتواضع. إقدام وصدق ما يملأ المجلدات
فمن مثل أبي الحسن يدعي للحرب وللمحراب وللمنبر.
عليك رضوان الله وسلامه يا سيدنا علي.