تحليل يكتبه/ أ.د. محمد السعيد عبدالمؤمن
أستاذ الدراسات الإيرانية
أطلق جيش حراس الثورة الإيراني فجر الأربعاء (٢٢/٤/٢٠٢٠م) القمر الصناعي العسكري “نور”، من قاعدة شاهرود بصحراء كوير المركزية بالقرب من بحر عمان، وهو أول قمر عسكري تطلقه إيران على مرحلتين من خلال صاروخ “قاصد” بنجاح شهدت له الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى مدى ٤٢٥ كيلومترا من الأرض، ويأتي هذا الأمر في مناسبة ذكرى تأسيس جيش حراس الثورة الإسلامية.
وقد أرسل العقيد بسيج محمد شيرازي مدير المكتب العسكري للقائد العام لكل القوى آية الله سيد علي خامنئي إلى القائد العام لجيش الحراس يهنئه على إطلاق القمر العسكري “نور”، باعتباره إنجازا جديدا لجيش الحراس، وتحولا خطيرا في التوجه العسكري الإيراني. يقول اللواء حسين سلامي القائد العام لجيش حراس الثورة الإسلامية: إننا نستطيع الآن أن نرى العالم من الفضاء، وهو ما يعني زيادة المعلومات الاستراتيجية للقوة الدفاعية لجيش الحراس، إن إطلاق هذا القمر بنجاح له أبعاد جديدة في ارتقاء القدرة الدفاعية للجمهورية الإسلامية، حيث كان من الضروري رفع القدرة الدفاعية، فليس لجيوش العالم القوية اليوم قدرة بدون استقرار في الفضاء من خلال دور دفاعي شامل، ومن ثم فإن دعم قدرتنا في الفضاء إنجاز استراتيجي، يمثل قدرة على زيادة مطردة في المعلومات الاستراتيجية من أجل مواجهة الحرب الاستخباراتية. إن هذا الإنجاز العسكري إنتاج وطني في جميع أجزائه وإطلاقه، يقوم على العلم والتقنية المحلية.(وكالة أنباء فارس في ٢٢/٤/٢٠٢٠م).
ويقول اللواء أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجوفضائية: إن غزو الفضاء ليس أمرا اختياريا، بل هو ضرورة لا يمكن تجنبها، ومن ثم كان علينا أن نتخذ مكاننا في الفضاء، إن هذا القمر يختلف عن الأعمال السابقة، حيث يعتمد تسييره على تركيبة من الوقود السائل الجامد، وهو ما لدى القوى الكبرى، وهذا يعني دخول جيش حراس الثورة مرحلة هامة من الاستعداد للانطلاق الفضائي بالوقود الجامد، وإن إطلاق هذا القمر يرفع من روح الاعتماد على النفس والفخر الوطني لنا ولسائر الدول الصديقة.(وكالة أنباء فارس في ٢٢/٤/٢٠٢٠م).
ويقول اللواء علي جعفر آبادي قائد القطاع الفضائي في القوات الجوفضائية التابعة لجيش الحراس: إن القمر الذي أطلق بالأمس جزء من منظومة تتضمن علمليات جمع معلومات ودعم استراتيجي وعلمليات اتصالات وتوجيه بحري، وهو من ضرورات الإنجاز الفضائي، وقد دار القمر حتى الآن حول الكرة الأرضية عشرة دورات، ومن المتوقع أن يدور ١٦ دورة خلال اليوم، ونحن بصدد الخطوة الثانية وإطلاق القمر الصناعي “نور٢”.(وكالة أنباء فارس في ٢٣/٤/٢٠٢٠م) ويقول اللواء علي شمخاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي: نحن في سبيلنا إلى مفاجآت جديدة، بعد إطلاق هذا القمر، وإن العقوبات والتهديد والطمع السياسي لن تستطيع أن تقلل من حركة الجمهورية الإسلامية في مسيرة تأمين المصالح الوطنية وحقوقنا القانونية.(صحيفة تابناك في ٢٣/٤/٢٠٢٠م).
ويرى المحلل العسكري عباس خاراباف أن التقنية الفضائية سياسة مفيدة جدا في رقي وكيفية المعيشة للناس، ففضلا عن الأنشطة السلمية، فهي أهم وسيلة لحفظ وزيادة الأمن، حيث يسبح في الفضاء أكثر من ألفي قمر يدور حول الأرض، منها ١٥٪ قمرا عسكريا لجمع المعلومات والصور والتجسس، وإرشاد الملاحة وتوجيه التسليح والجيوش والصواريخ وحفظ الأمن وتنسيق الأهداف، والرقابة على التحركات المشبوهة، والاستفادة من ذلك في الحروب.(صحيفة تابناك ٢٢/٤/٢٠٢٠م).
لقد اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية إطلاق إيران للقمر الصناعي العسكري نور نقضا لقرار مجلس الأمن الدولي، كما كان الرئيس ترامب قد هدد قبل ذلك بيوم واحد إيران بأنه أمر السفن الحربية الأمريكية بضرب أي زورق عسكري إيراني يقترب منها، وقد رد عليه اللواء حسين سلامي القائد العام لجيش الحراس بأن هناك أوامر للقوات البحرية التابعة لجيش حراس الثورة بمتابعة التحركات البحرية الأمريكية، وضرب أي قطعة تقترب من المياه الإقليمية الإيرانية، التي ينص عليها القانون البحري الدولي.(وكالة أنباء فارس في ٢١/٤/٢٠٢٠م) كما صرح أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجوفضائية بأن إيران مستعدة لضرب ٤٠٠نقطة.(والة أنباء فارس في ٢٣/٤/٢٠٢٠م).
فهل سيكون إطلاق القمر الصناعي العسكري الإيراني “نور” بداية لاشتعال الفضاء؟!