إيناس مقلد – (أ ف ب):
زار مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر أمس الثلاثاء قاعدة جوية إماراتية ينشر فيها الجيش الأمريكي مقاتلات «إف -35» التى تطمح أبوظبي إلى امتلاكها رغم معارضة إسرائيل قبيل توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات بين الدولتين. وحضر كوشنر إلى أبوظبي ضمن وفد أمريكي إسرائيلي وصل على متن رحلة طيران تاريخية مباشرة من تل أبيب يوم الاثنين فى إطار اتفاق تم التوصل إليه الشهر الماضي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، على أن يجري توقيعه رسميا خلال أسابيع فى البيت الأبيض.
وفى الأيام الماضية نفت إسرائيل تقارير أفادت بأن توقيع الاتفاق يتوقف على بيع طائرات «اف-35» للإمارات، مع أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد أنه يعارض الخطوة التى قد تقلل من تفوقها العسكري الجوي فى المنطقة. من جهته، قال كوشنر إنّ واشنطن يمكن أن تحافظ على التفوق الإسرائيلي «مع تعزيز علاقتنا العسكرية مع الإمارات العربية المتحدة»، مضيفا أن القضية ستتم مناقشتها بشكل أكبر فى «الأسابيع والأشهر المقبلة» وذلك لدى وصوله إلى أبوظبي يوم الإثنين.
وكتب المسؤول الأمريكي فى كتاب الزوار فى قاعدة الظفرة الجوية قرب مدينة أبوظبي الدوية رسالة مفادها: «أتمنى أن تستمر العلاقة مع الولايات المتحدة فى التطور، سنستفيد معا لجلب المزيد من السلام والازدهار إلى الشرق الأوسط وخارجه». ووصف اللواء فلاح القحطاني الوكيل المساعد للسياسات وللشؤون الاستراتيجية فى وزارة الدفاع الإماراتية بلاده بأنها شريك موثوق به حيث استقبل كوشنر ومستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين فى قاعدة الظفرة.
وقال: «علاقتنا مبنية على رؤية مشتركة حول التهديد ضد مصالحنا المشتركة. نحن أصدقاء. نحن شركاء استراتيجيون. نحن متشابهون». وأضاف أن «البلدين يسعيان لتحقيق السلام والأمن والاستقرار الذى من شأنه أن يجلب الرخاء إلى هذه المنطقة، وهى منطقة كما تعلمون معقدة وغير مستقرة وتحيط بها قوى إقليمية تسعى للهيمنة».
وتابع القحطاني متحدّثا فى القاعدة الجوية التى تستخدمها الولايات المتحدة لأغراض التدريب المشترك، أن الدولتين «وقفتا معا لمحاربة التطرف بجميع أشكاله فى المنطقة» على مدى العقود الثلاثة الماضية. وعدّد ترسانة الإمارات من المعدات العسكرية بما فى ذلك طائرات «أباتشي» المروحية وطائرة مقاتلة من طراز «إف -16»، لكن لم يرد على ذكر طائرات «إف -35» التى طالما سعت القوى الخليجية لامتلاكها بما فى ذلك الإمارات.
وكان الجيش الأمريكي نشر طائرة «اف-35» فى قاعدة الظفرة فى عام 2019، فى أول خطوة من نوعها فى الشرق الأوسط. ومنذ الستينيات، تضمن الولايات المتحدة الحفاظ على «التفوق العسكري النوعي» لإسرائيل فى المنطقة. وتم تعزيز هذه السياسة قبل عامين بقانون ينص على أن تضمن واشنطن عند بيع الأسلحة لدولة أخرى فى الشرق الأوسط أن تحتفظ إسرائيل بالقدرة على الدفاع عن نفسها إذا وقعت الأسلحة فى الأيدي الخطأ.