إيناس مقلد – الوكالات:
كلّف الرئيس اللبناني ميشال عون أمس سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة للبلاد، فى خطوة هى ثمرة توافق بين أبرز القوى السياسية استبقت وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت مساء.
وبرز اسم أديب فجأة، وهو غير معروف من غالبية اللبنانيين. وبعد تكليفه، قام بجولة فى منطقة الجميزة المدمرة فى انفجار مرفأ بيروت المروّع، ليكون أول مسؤول ينزل إلى المنطقة منذ الكارثة. وقال لمواطنين التقوا به «دعونا نضع أيدينا بأيدي بعض، وليكن لدينا إيمان، نزلت فوراً لعندكم لأقول لكم: أريد ثقتكم».
وسرّعت القوى السياسية الأسبوع الماضي مساعيها للاتفاق على رئيس حكومة خلفاً لحسان دياب الذى استقالت حكومته بعد انفجار المرفأ تحت ضغط الشارع الغاضب من المسؤولين الذين يحملهم مسؤولية ما حصل بسبب فسادهم واستهتارهم. ولعلّ التحدي الأبرز اليوم أمام أديب إقناع جميع اللبنانيين بتصميمه على التغيير.
وعاد ماكرون إلى بيروت مساء أمس، كما وعد خلال زيارته الأخيرة بعد انفجار الرابع من أغسطس، فى محاولة ضغط جديدة لتشكيل «حكومة بمهمة محددة» تقوم بإصلاحات ضرورية يشترط المجتمع الدولي حصولها لتقديم الدعم له ومساعدته للخروج من أزمته غير المسبوقة.
ونال أديب (48 عاماً)، وهو مستشار سابق لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي وأستاذ جامعي سابق، 90 صوتاً من غالبية الكتل النيابية خلال الاستشارات التى أجراها الرئيس اللبناني ميشال عون.
وسبق الاستشارات النيابية توافق حول أديب بين القوى السياسية الكبرى، أي تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري، والتيار الوطني الحر المسيحي بزعامة عون وحزب الله وحركة أمل.
وإثر لقائه عون ورئيس البرلمان نبيه بري، دعا أديب إلى تشكيل الحكومة «بأسرع وقت ممكن» تضمّ فريقاً «متجانساً من أصحاب الكفاءة والاختصاص». وقال «فى هذه الظروف العصيبة التى يمر بها وطننا لا سيما بعد التفجير المدمر لا وقت للكلام والوعود والتمنيات». وأضاف «الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التى قبلتها هى بناء على أن كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة بفترة قياسية والبدء بتنفيذ الإصلاحات فوراً من مدخل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي».
وحاولت الحكومة السابقة الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي، لكن بعد 17 جلسة تفاوض، علقت المفاوضات بين الطرفين من دون التوصل إلى نتيجة.
واستقالت حكومة حسان دياب فى العاشر من أغسطس بعد انفجار المرفأ الذى أوقع 188 قتيلاً على الأقل وتسبب بإصابة أكثر من 6500 آخرين وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة.
وقدّر البنك الدولي أمس الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الانفجار بما بين 6.7 و8.1 مليارات دولار.
ويشهد لبنان منذ أكثر من سنة انهياراً اقتصادياً هو الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، بعد سنوات من النمو المتباطئ، وعجز الحكومات المتعاقبة وسط خلافات سياسية عن إجراء إصلاحات بنيوية، وترهل المرافق العامة وتفشي الفساد.
ونال سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة نواف سلام 16 صوتاً غالبيتها من كتلة حزب القوات اللبنانية المسيحي. وكان نقل عن حزب الله رفضه لنواف سلام.
ولا يعني تكليف رئيس جديد للحكومة أن ولادتها باتت قاب قوسين. وغالباً ما تستغرق هذه المهمة أسابيع أو حتى أشهر، بسبب الانقسامات السياسية والشروط والشروط المضادة.