سميائية العنوان في رواية سماء وسبعة بحور
بقلم: د/ منى محمد حسن بركات
هذا الخيط من القلب الممتد من الوطن المحتل الحزين إلى عواصم العالم التي رُحِّل إليها الفلسطيني أو رَحَل إليها؛ يسعدنا ويفرحنا ونحن في القاهرة أن يطل الفرح على قلوبنا الحزينة المهجورة برواية فلسطينية تحاكي ذاكرة العودة عبر ألم الاشتياق في المنفى وأمل العودة.
بدايةً: كل التحية والحب لمصر الأرضِ الطيبة التي تضمُنا، وكل التحية والحب للأرض المقدسة؛ فلسطين الوطن الذي حتماً سيعود لأصحابه إليه يوماً، وكل الاحترام والتقدير والشكر لمبدع هذا العمل الأدبي الرائع، الصادر في القاهرة، في العام 2020م، عن دار ابن رشد، الكاتب الفلسطيني الكبير/ المستشار الثقافي لسفارة فلسطين بالقاهرة (د. ناجي الناجي)([1]).
عنوان روايتنا هو (سماء وسبعة بحور) وهو أول عتبات الرواية وأول ما تقع عليه عين المتلقي. وهذا العنوان يدخل مع الرواية في علاقة تكاملية وترابطية فيعلن عنها ويفسرها؛ فهو الرسالة الأولى التي تُوجَّه للقارئ؛ ليطل من خلالها على عالم السرد الروائي؛ كتب (كْلَوِدْ دوشيه) (CLAUDE DUCHET): “العنوان عنصر من النص الكلي الذي يستبقه ويستذكره في آن، وبما أنه حاضر في البدأ فإنه يعمل كأداة وصل وتعديل للقراءة”([2]).
وهذا يعني أن العنوان نظام سيميائي ذو أبعاد دلالية وأخرى رمزية، تُغري الباحث بتتبع دلالاته، ومحاولة فك شفرته الرامزة، وأن انتقاء كاتبنا من المعجم ثلاث كلمات هي: سماء، وسبعة، وبحور لم يكن انتقاءً عشوائياً.
وعلى هذا الأساس نعتبر عنوان الرواية (سماء وسبعة بحور) النواة الدلالية الأصلية التي ستتفجر منها الدلالات الفرعية الأخرى للرواية، بل إنه ذو دلالات متعددة، ووظائف متعددة؛ فهو يعرف الرواية، ويشير إلى محتواها، ويطرح أسئلة مشروعة من مثل: ما المقصود بسماء؟، وما المقصود بسبعة بحور؟، وما علاقة الإنسان الفلسطيني بهما؟. وألا توجد أرض؟!.
والعنوان بهذا يفتح باب التأويل على مصراعيه، ويمارس تأثيره الإغرائي في المتلقي بفضل ما يحف به من شفيف الظلال التي يمتزج فيها الترقب والتفاؤل الآتي من أقدار السماء مع غموض السبعة بحور.
ولنبدأ من كلمة سماء: “السَّماءُ: هي ما يقابلُ الأرض، وهي الفَضَاء الأعْلَى الْمُحيط بِالأَرْضِ. والسَّماءُ من كل شيءٍ: أَعْلاه. ومن معاني السَّماءُ: السَّحابُ، والفَلَك، والمطُر”([3]). ومن السماء نزل الوحي بالأديان والشرائع؛ نقول الأديان السماوية ويأتيه الوحي من السماء. وفي السماء خُطَّت الأقدار وكان من قضاء الله دفع الناس بعضهم ببعض في الأرض المقدسة”([4])، وأن يكون النصر في العاقبة للمتقين([5])؛ لأصحاب الأرض([6]).
أما العدد سبعة: فقد ارتبط في القرآن بالكثير من المعاني الغيبية، وكان من أهم تلك المعاني –من وجهة نظري- معنييْن هما: العذاب الشديد، والتمكين في الأرض. دعونا نتوقف أمام قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ}”([7])؛ فعدد أبواب نار جهنم (سبعة) وهي دركات وطبقات بعضها أسفل بعض، وبعضها أشد من بعض وفيها الكثير من ألوان العذاب الشديد. ثم لنتوقف أيضاً أمام حديث القرآن الكريم عن النبي يوسف عليه السلام والسنوات السبعة الخضر والسبعة العجاف في رؤيا الملك التي أوَّلها يوسف فكانت السبب في جعله قائماً على خزائن الدولة وتمكينه في الأرض”([8]). وعليه فإنني أربط بين العدد سبعة وبين عذاب الشتات الشديد والذي سيتبعه بالتأكيد تمكين الفلسطيني في أرضه.
ونأتي الآن لكلمة بحور: وهي “جمع بحر. والبحر هو مُتَّسع من الأرض أصغر مِن المحيط مغمور بالماء المالح أو العَذب. والبحر: ضِد البَرّ. ويقال اشرب من البحر: أي مُت غَيْظًا، وافعلْ ما تشاء. والبَحْر من الرجال: الواسعُ العِلْمِ. والبَحْر من الخيل: الواسعُ الجَرْي الشديد العدو”([9]). فالبحور تدل على الغيظ الشديد واللانهائية؛ جاء في الذكر الحكيم: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سبعةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}”([10]).
والمعاني لكلمة بحور كثيرة ولكن ما الذي يريده المؤلف من ورائها؟!. عند استنجادي بالمتن وكلما توغّلت في قراءة الرواية ازداد سطوع ووهج دلالة كلمة بحور في العنوان بحمولتها الوجدانية والنفسية، فالسرد مُوَجَّه للبحور وما حدفته علينا من موجات استعمارية؛ لتذيقنا آخر موجاته الاستعمار الإسرائيلي الذي أرغمنا على الهجرة ومُرّ الشتات؛ ولتمر على الشعب الفلسطيني أحلك الأيام وأبشع الأحداث من النكبة، إلى النكسة، إلى الخروج من الأردن ثم من لبنان، …إلخ، ولنذوق من نضالنا في سبيل الحق الفلسطيني أجمل الأيام والانتصارات في حرب الكرامة وحرب أكتوبر، ولنصل إلى اتفاقيات السلام بين العرب وإسرائيل والتي كان من حسناتها عودة بعض الأسر الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة وقيام السلطة الفلسطينية على بعض أراضي فلسطين. فكلمة بحور تحمل إذاً معنى العذاب الذي ذاقه السارد ومعه الشعب الفلسطيني في الشتات ومعنى الجمال الذي انعش روحه ساعة عودته إلى وطنه، فلسطين الحبيبة بسهولها وجبالها ووديانها وترابها وسمائها؛ الوطن الذي تركه الفلسطيني مرغماً؛ هُجّر عنه بجسده لكنه بقي قابعاً في وجدانه، محفوراً في ذاكرته في انتظار لحظة العودة؛ لحظة الخلاص من أسفاره العديدة عبر السماء والبحور.
ومن هنا يتأكد للقارئ التعالق الدلالي والنفسي بين العنوان والمضمون، ونستطيع القول أن هذا العنوان قد أسس عقد القراءة بين الكاتب والمتلقي، وبتأثيره كَيَّفَ القارئ قراءته للنص، وشكَّل أفق توقعاته عمن سيلاقيه من شخصيات داخل الرواية؛ فيتوقع أن يلاقي شخصيات مورس ضدها القمع والتهجير، وشخصيات أخرى فيها الظالم والمظلوم، وفيها المقاوم الذي لا ينال من ثباته قمع ولا ترغيب، وفيها من يحمل على أكتافه أحلام الحرية والعودة التي تخبو تحت تأثير الهوان واليأس ثم لا تلبث أن تشرق الشمس في السماء من جديد.
وأيضاً حرَّض العنوان القارئ على توقع أحداث نهاية الرواية كعودة المهجرين، أو الإفراج عن المعتقلين وتحطيم الأسوار، أو فضح الخائنين وانتصار المجاهدين، أو غير ذلك من النهايات التي تغري القارئ بالاستمرار في القراءة حتى نهاية العمل الأدبي ليكتشف مدى صدق توقعاته أو خيبتها.
كما أن في هذا العنوان شاعرية واضحة تعطينا بعداً تاريخياً ودينياً؛ فالعنوان قد اكتنز بدلالات أتاحت للقارئ فضاءً تأويلياً مختلفاً أخذه إلى فضاء السماء العجائبي وأهوال أمواج السبعة بحور المثيرة للفضول بغرائبيتها؛ مما حفز القارئ وشوقه لمعرفة ما سينفتح عنه فضاء التأويل بعد الغوص في المتن. وهذه الشاعرية كانت قادرة على التحليق فوق الأحداث لتعطينا دلالات شتى؛ فالسماء والسبعة بحور المفتوحون لإخراج الفلسطيني من الوطن يبيّنون للقارئ مدى معاناة الإنسان الفلسطيني في الشتات وعلى الحدود العربية العربية، والتعقيدات الذي يواجهها؛ والانغلاق والمنع والقيود التي تُفرض على الإنسان الفلسطيني في عالمنا العربي؛ حتى أنها لم تدع له أرضاً يحط رحاله عليها ويستقر فيها ولم يعد أمامه إلا السفر عبر السماء أو عبر البحور، من هنا تأتي بلاغة العنوان -وهذا يحسب للكاتب- حيث يكون قد أوجد علاقة (سماء وسبعة بحور) بالواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني نتيجة لظلم الإسرائيلي الذي اغتصب الأرض الفلسطينية وشرد شعبها.
والحقيقة أننا كلما توغلنا في متن الرواية ندرك أكثر وأكثر عمق التعالق الدلالي بين العنوان (سماء وسبعة بحور) والمتن، إذ هناك علاقة تفاعلية بينهما تكمن في أن كليهما مثير للدهشة والجدل؛ فاختيار كاتبنا لعنوان يحفّز القارئ -ويثير شهيته للقراءة ورغبته في الغوص في أعماق النص لاستكناه مضمونه والكشف عن تعالق العنوان بالمتن وما يحمله ذلك من معان عميقة مبطنة لا يمكن إدراكها إلا بعد الانتهاء من الرواية كاملة- سيضع القارئ أمام مفارقات عجيبة. فهي رواية التشرد والجوع ورواية العودة إلى الأرض المحفوظة من الله رغم كل الاحتلالات المتتالية، وهي رواية لاجئ من عائلة لاجئة مناضلة حملت تعب التشرد والهجرات المتتاليه لعنةً كأي لاجئ فلسطيني ورواية تحاكي العودة إلى الوطن عبر أسلوب شيق وممتع، والذاكرة فيها هي المركز الرئيسي لكل الأحداث التي مر بها الكاتب، ورائحة التراب هي البوصلة للعودة ومعها حبات الزيتون والزعتر والمرمية والمنظر البديع لعصفور الدوري وهو يحلق بين أغصان أشجار اللوز.
فرواية (سماءٌ وسبعة بحور) تذهب نحو تجربة اللقاء الأول بين لاجىء وُلِد ونمى في الشتات، وبين بلاده التي حملها منذ ميلاده وَشْمًا على ساعده، وأهزوجة على فمه، وبيرقاً فوق خيمته. وبجدليتيّ الأنا والنحن، والماضي والحاضر، والملموس والمأمول، والواقعي والغيبي تتطرق الرواية إلى كثير من الأحداث التي أحاطت بالفلسطينيين المبعثرين في الشتات وإلى تأثرهم بالمجتمعات الأخرى وتأثيراتهم فيها، ونتاج تلك التفاعلات في تشكيل شخصية الفلسطيني سواء أكان لاجئاً أو منفيّاً أو مغترباً، وصولًا إلى إقرار حالة من وحدة المصير للإنسان الفلسطيني على اختلاف أوضاعه الاجتماعية. كما تطرقت الرواية إلى الكثير من تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين، عالجها المؤلف دون إقحام أو مباشرة، ليطرح قضية اللجوء والأسرى وتفاعل الأيديولوجيات المختلفة مع القضية الفلسطينية، وإشكالية الاحتلال والتأريخ.
أما من ناحية السرد فإن الرواية قد اقتربت في بدايتها من السيرة الذاتية على لسان الراوي، إلا إن السرد قد انعطف سريعاً نحو أبطال العمل ونحو حكاياتهم التي كانت تمرّ بتداخل زماني ومكاني سلس يسير الربط عميق التجذير، فكان السرد يتناوب بين ضمير المتكلم وضمير الغائب منشئًا علاقة بين القارىء والراوي.
ومن خلال هذين الخطين السرديين المتوازيين روى الكاتب رحلة لقائه الأول بأرضه الفلسطينية وتَجسُّد حكايات الأسلاف واللاجئين في شخوص وحجر وشجر، ليتداخل السرد مع تجارب الشتات وتأثيراتها في التكوين النفسي لعدد من شخوص العمل. وكان الكاتب يناهض بشكل ما السرد التقليدي فيلجأ إلى التداعي الحر للأفكار، والمونولوج الداخلي، وسواهما من تيمات وتقنيات سردية أخرى تدعم فكرة تضفير الأنا بالنحن، والماضي بالحاضر، والملموس بالمأمول، والواقعي بالغيبي مما يزيد العمل تركيباً وتحريضاً على البحث في العنوان والمضمون والشكل.
وكانت لغة الرواية تتباين في إيقاعها وفق الحالة الوجدانية للراوي، وصولاً إلى الانزياح إلى اللغة الشاعرية التي كانت تطرق كل أبواب التوق والاشتياق في عدد من المواقع حتى ليبدو الفرح فيها ممتزجاً بالألم، كما كانت اللغة ذات قدرة وصفية أخّاذة تنتقل بين عدد من المدائن، باتساق منتظم مع السرد التناوبي.
ومن هنا فإن عنوان رواية (سماء وسبعة بحور) قد جاء عاكساً للرواية وللأحداث التي تجري في مضمونها بصورة حية وواقعية لأن لها صلة كبيرة بالواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، كما أنها عاكسة للواقع السياسي العربي بصورة عامة. وأيضاً نعتبره في تقديرنا، عنواناً موحياً في الوهلة الأولى إلى الفلسطيني الذي تاه ما بين أقدار السماء وبحور موجات الاحتلال والشتات والمنافي، وحرم من الأرض.
وعليه نستطيع القول أن الكاتب (ناجي الناجي) هو ذلك الأديب المنشغل بقضايا مجتمعه وبلده، المناضل في سبيلها دوماً، المهموم سياسياً والمعني بتحقيق حلم العودة والحرية للشعب الفلسطيني، وأن إبداعه حمل ملامح المفكر القلق الذي يبحث عما هو حق وعادل وإنساني في هذا العالم. والإشارات التي بثها في الرواية على لسان أبطاله تؤكد على قيمة الفداء والتضحية؛ وهذا صلب علاقة المثقف بمجتمعه؛ ولذلك فإنني لا أجد أمامي سوى أن أنحني إعجاباً وتقديراً للكاتب الروائي والقصصي المبدع (ناجي الناجي) على هذه الرائعة الأدبية مع تمنياتي له بدوام التقدم والازدهار لإمتاعنا بمزيد من ابداعاته الروائية والقصصية.
وأخيراً نقول أن العنوان لا يزال مفتوحاً، والأرضية لا زالت مرنة لتصفح الرواية والتنقيب عن مدلولاتهما.
29/ 8 / 2020م
د. منى بركات
– كاتب ودبلوماسي فلسطيني.
-كتب في مجالات المسرح والقصة القصيرة والرواية.
-كتب في مجال المسرح: (قيثارة من رخام) عام 1999م، و(زعتر قرمزي) عام 2002م.
-صدرت له المجموعة القصصية: (ترنيمة إلى الضفة الأخرى) وكانت طبعتها الأولى في العام 2016م، ثم صدرت طبعتها الثانية في العام 2018م .
-كتب في عدد من الدوريات والصحف الثقافية العربية.
-قدم البرنامج الثقافي (أمسى المسا) في راديو أرابيسك الموجه للعرب المقيمين ألمانيا.
-قدم ورشات تدريب حول الإدارة الثقافية وترسيم السياسات الثقافية.
([2]) كلود دوشيه: (عناصر علم العنونة الروائي)، أدب، فرنسا، عدد12 ، كانون الأول، 1973م، ص:52-53.
([3]) الأب لويس معلوف اليسوعي، المنجد في اللغة والأدب والعلوم، ط19، بيروت، المطبعة الكاثوليكية، 1966م، ص: 352.
([4]) {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}، سورة البقرة، آية 251.
([5]) {قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، سورة الأعراف، آية 128.
([6]) {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}، سورة الإسراء، آية 7.
([8]) {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ* قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأحْلامِ بِعَالِمِينَ* وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ* يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ* قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ* ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ* ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}، سورة يوسف، آية 43- 49.
([9]) الأب لويس معلوف اليسوعي، المنجد في اللغة والأدب والعلوم، ص: 27