بقلم: أحمد نورالدين
مدير تحرير بالأهرام
منذ إطلاق المبادرة الرئاسية فى الاسبوع الاخير من الشهر الماضى “مايغلاش عليك” لتحفيز الاستهلاك ودعم المنتج المحلي، والتى تحرص القيادة السياسية فيها على توفير السلع للمواطنين بأسعار مخفضة، وتخفيف الأعباء عن كاهلهم، خصوصا محدودى الدخل، إضافة لخصومات تصل إلى 20% ودعم كل فرد بالبطاقات التموينية بمبلغ 200 جنيه بحد أقصى ألف جنيه للبطاقة، بتكلفة إجمالية12.25 مليار جنيه تتحملها الخزانة العامة للدولة، للمساهمة فى مساندة محدودى الدخل.
“مايغلاش عليك” تأتى هادفة لتحريك عجلة الاقتصاد لصالح المواطنين بمختلف شرائحهم “الصناع والتجار والمستهلكين”، بما يُشجع المصانع على العمل بكامل طاقتها الإنتاجية، معززة من قدرات الصناعة، محفزة المنتج المحلى، منعشة حركة التجارة الداخلية، ملبية احتياجات المواطنين بأسعار مناسبة، على النحو الذى يُساعد فى رفع معدلات النمو الاقتصادى، والحفاظ على العمالة، وخلق فرص عمل جديدة، تشمل المبادرة الرئاسية الأجهزة المنزلية، والإلكترونية، والملابس الجاهزة، ومنتجات الجلود، والأثاث، ومنتجات تشطيب المنازل، والصناعات الحرفية، وغيرها، تتيح الشراء الإلكترونى عبر موقعها الإلكترونى، كما تسمح بالبيع بالتقسيط من خلال توفير تمويل للسلع بأسعار فائدة مخفضة بالتعاون مع بعض البنوك المصرية وشركات التمويل الاستهلاكى.
واهتماما حثيثا من القيادة السياسية بهذه المبادرة الرئاسية، فقد استعرض الدكتور محمد معيط وزير المالية، -خلال اجتماعه مع الدكتور أحمد سمير رئيس جهاز حماية المستهلك، والدكتور علاء عز أمين عام اتحاد الغرف التجارية، وبعض ممثلى التجار- الموقف التنفيذى لها، موجها بتذليل أي عقبات، وتيسير استفادة المواطنين من العروض والخصومات المطروحة خلال هذه المبادرة التى تصل إلى %20 على السلع المعمرة وغير المعمرة، بخلاف %10 إضافية لأصحاب البطاقات التموينية، مشددا أن هناك توجيها رئاسيا بتقديم كل التيسيرات للمواطنين؛ بما يُسهم في تعظيم فرص استفادتهم من مبادرة « ما يغلاش عليك »، على النحو الذى يُساعد في تلبية احتياجاتهم وتخفيف الأعباء عن كاهلهم، لافتًا أن التنسيق المتواصل مع الأجهزة المعنية، أدى إلى تلافي عدة ملاحظات كانت قد تكشفت عبر التطبيق الفعلي لل مبادرة خلال الفترة الماضية.
من ضمن الاهتمام الحكومى بهذه المبادرة الطيبة، توجيه “معيط” بسرعة سداد حصة الحكومة فى دعم أصحاب البطاقات التموينية المستفيدين من المبادرة للتجار، وأنه جارى تكريم أكبر 5 شركات حققت مبيعات من خلال المبادرة الرئاسية لدعم المستهلك المصرى «ما يغلاش عليك »، جنبا الى أن تجربة الشراء الإلكتروني عبر الموقع المحدد للمبادرة حققت نجاحا نسبيا حيث شهدت إقبالا متزايدا من المواطنين، كما سيتم إعادة تصميم الموقع الإلكتروني للمبادرة بحيث يكون مبسطا بشكل أكبر، ليساعد في سرعة بحث المواطنين عن السلع التى يرغبون في شرائها، مع توفير«باركود» بمواصفات كل منتج لتيسير عملية المفاضلة والاختيار.
أما من جانب اهتمام جهاز حماية المستهلك ورئيسه الدكتور أحمد سمير فرج، فإنه يتم إنهاء شكاوي المواطنين المتعاملين من خلال المبادرة الرئاسية لدعم المستهلك المصري «ما يغلاش عليك»، مشيدا بسرعة تجاوب الجهات المعنية والتجار والصناع في تذليل العقبات والعمل على تلافى ملاحظات المواطنين، بما يُسهم في تيسير استفادتهم من المبادرة الرئاسية، وأن منافذ البيع الخاصة بالمبادرة شهدت إقبالا خلال الفترة الأخيرة، ويتوقع زيادة حجم المبيعات خلال الأسابيع المقبلة خاصة مع قرب بدء العام الدراسى الجديد، وزيادة عدد الشركات والتجار والصناع الراغبين في الانضمام للمبادرة.
والحق أشهد أن تلك المبادرة الرئاسية الوطنية المباركة لم تكن الوحيدة والفريدة لصالح المواطن، إذ اهتم الرئيس عبدالفتاح السيسى بمثل هذه المبادرات الانسانية، والتى تعمل على المصلحة القصوى للمواطن المصرى بأنواعه المختلفة، سواء أكان رجلا كان أم امرأة، مواطنا عاديا، أم طالبا، أم شابا، أم مريضا، ودعوتى للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة السياسية بديمومة عمل هذه المبادرات فى المجتمع، ليظل أثرها الملموس محفورا فى وجدان المجتمع وعقل المواطن، تقدما لمسيرته، وتبوءا لمكانة مرموقة بين الدول والأمم.
ومن المبادرات الرئاسية السابقة التى لابد من الاشادة بها، برنامج تأهيل الشباب للقيادة PLP، التى بدأت فكرته بالإعلان عن مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية “للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة” في سبتمبر العام ٢٠١٥، وجاء البرنامج هادفا إلى إعداد قاعدة واعدة من الشباب، وتأهيلها للقيادة كي تكون قادرة على تولي المسئولية، وتحمل مهام العمل السياسي والإداري والمجتمعي بالدولة، من خلال اطلاع الشباب على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي والعملي بحيث يتمرسون على تطبيق الأساليب والطرق الحديثة بكفاءة عالية لمواجهة المشكلات التي تحيط بالدولة المصرية، ويكونون نواة حقيقية لمجتمع يفكر ويتعلم ويبتكر.
هذا الى جانب مبادرة التعلم التكنولوجي التى أطلقها الرئيس السيسي لتأهيل الكوادر المصرية الشابة على أحدث مجالات التكنولوجيا في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات، لتوفير منظومة تعليمية تطبيقية عالية الجودة مبنية على شراكة الجامعات المرموقة والشركات الرائدة على مستوى العالم معتمدةً على منصات متميزة للتعلم الإلكتروني، مما يؤدي إلى ترويج قيمة المعرفة والإبداع، وخلق فرص عمل لشباب الخريجين، وإعداد جيل من الشباب قادر على توظيف أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع القطاعات لتحقيق المزيد من التنمية والإنتاجية والتنافسية، وتنفذها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات.
والمبادرات الانسانية “كلنا واحد” التى أتت في إطار توجيهات رئيس الجمهورية لأجهزة الدولة باتخاذ كافة الإجراءات للتخفيف عن كاهل المواطنين، وتوفير السلع الأساسية والغذائية بأسعار مناسبة، وأطلقتها وزارة الداخلية في ٣٠ يونيو ٢٠١٨ بالتعاون مع عدد من السلاسل التجارية الكبرى؛ لعرض السلع الأساسية ذات الجودة العالية بأسعار مخفَّضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسب تتراوح بين ٢٠٪ – ٣٠٪ ، مستهدفة توفير السلع بأسعار مناسبة، وتحقيقا للتوازن بالسوق المحلي وضبطا للأسواق، وتخفيفا عن كاهل المواطنين ومواجهة الغلاء والقضاء على الاحتكار.
كذلك مبادرة “حياة كريمة” التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الثانى من يناير العام ٢٠١٩ لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة خلال العام ٢٠١٩ ، والتى تسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين الأكثر احتياجًا وبخاصة في القرى، وتوفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية خلال العام ٢٠١٩، كما تضمنت شقًّا للرعاية الصحية وتقديم الخدمات الطبية والعمليات الجراحية، وصرف أجهزة تعويضية، فضلًا عن تنمية القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لخريطة الفقر، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، وتجهيز الفتيات اليتيمات للزواج.
هذا إضافة لمبادرة “نور حياة” التى أطلقها الرئيس السيسي أيضا في يناير العام ٢٠١٩ ، وقرر الرئيس تخصيص مبلغ مليار جنيه من صندوق “تحيا مصر” لتنفيذ المبادرة خلال ثلاثة أعوام، وذلك لمكافحة ضعف وفقدان الإبصار من خلال التشخيص والكشف المبكر عن المسببات، ورفع الوعي لدى المواطن، للوصول بمصر خالية من الإعاقة البصرية التي يمكن تجنبها، ويتم ذلك بإجراء الكشف الطبي على ٥ ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى مليوني مواطن من الحالات الأولى بالرعاية، وتوفير مليون نظارة طبية، وإجراء ٢٥٠ ألف عملية جراحية في كافة محافظات الجمهورية، كما لا نسسى المبادرة الرئاسية “دمج.. تمكين.. مشاركة” لدمج وتمكين متحدي الإعاقة في إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس لذوي الإعاقة وتوجيهاته الدائمة بالعمل على تيسير الحياة لهم وضمان حصولهم على حقوقهم التي كفلها لهم الدستور.