كتب: أحمد السيد أحمد
جاء اجتماع مجلس الوزراء بسلطنة عُمان أمس، والذي ترأسه السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، ليحدد مرتكزات وأولويات العمل الوطني في المرحلة المقبلة، خاصة مع اتجاه السلطنة نحو تنفيذ الرؤية المستقبلية “عُمان 2040” ابتداء من العام المقبل 2021 ولعقدين مقبلين.
وأكد السلطان هيثم بن طارق، على ثبات السياسة الخارجية العُمانية والقائمة على خدمة مصالحها المرتكزة على حسن الجوار والحفاظ على الثوابت العربية والصداقة مع كافة الدول إلى جانب التعاون مع الجميع.
وقد وجه هيثم بن طارق، الشكر والتقدير للوزراء السابقين والوكلاء ومن في حكمهم الذين كان لهم دور فاعل في مسيرة العمل بالسلطنة، مرحباً بالأعضاء الجدد في مجلس الوزراء الذين سوف يساهمون بدورهم في مسيرة العمل الوطني.
وتفضل سلطان عُمان هيثم بن طارق، بالتأكيد على أن هيكلة الجهاز الإداري للدولة، جاءت متواكبة مع رؤية عمان 2040 وبما يؤدي لرفع كفاءة الجهاز الإداري والتوافق مع التطورات التي شهدتها السلطنة خلال العقود الماضية في الجوانب التنموية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى التعامل مع الأوضاع المالية والاقتصادية بشكل ممنهج من خلال الارتقاء بالقدرات التنافسية للاقتصاد الوطني، وتحقيق التطوير المؤسسي لأداء الجهاز الإداري لمواكبة النمو الاقتصادي والاجتماعي والتنموي في السلطنة، إلى جانب العمل على تنسيق الجهود الحكومية في كافة المجالات.
ويرى المحللون أن هذه التأكيدات تشير بوضوح إلى محورين مهمين، أولها: هو أن التطور سمة أساسية في مسيرة النهضة العمانية خلال خمسة عقود من الزمان، وثانيها: أن هذه النهضة تكتسب تجددها وحيويتها من خلال التطوير والتحديث من خلال ما سبق أن وعد به السلطان في الخطاب السامي في 23 فبراير الماضي، حيث أكد إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وهو ما حدث فعليا في الأيام الأخيرة من خلال صدور مجموعة من المراسيم السامية التي رسمت خطوط المرحلة القادمة في مختلف القطاعات، بما يهيئ الأفق التنموي بشكل عام لمزيد من الإنجازات في شتى مسارات الحياة الإنسانية.
كما أولى السلطان هيثم بن طارق اهتماماً كبيراً بقضية التعليم، مؤكداً بأن يكون هذا العام عام التعليم المدمج، مشيرا إلى ضرورة إيلاء الجهات المعنية لهذا الجانب الاهتمام لما يمثله العلم من أولوية في العمل الوطني واتخاذ ما يلزم من إجراءات في هذا الشأن.
فالتعليم هو رأس الرمح في تهيئة الإنسان لدفع الحياة نحو الإيجابية والإنتاج وتعزيز كل خطى التطور المنشود، ولهذا جاء التركيز على هذا الجانب، ليبقى العلم والتعلم والمعرفة هو شعار كل المراحل في مسيرة عمان وهي تخطو مع أجيالها الجديدة إلى فضاءات مشرقة مستقبلية.
وفيما يتعلق بتنمية المحافظات، أشار سلطان عُمان، هيثم بن طارق، إلى أن الدولة ماضية في إعطاء المحافظات والمحافظين جل الاهتمام بما يمكنهم من النهوض والتطوير مع منح المحافظين الصلاحيات اللازمة لتمكينهم من الاضطلاع بمسؤولية تنشيط الاقتصاد والاستثمار والتجارة وغيرها من المسارات بعيدًا عن المركزية.
وقد أشاد السلطان هيثم بالجهود المبذولة من كافة الجهات الحكومية المعنية وفي مقدمتها اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن جائحة كورونا، إلى جانب العاملين في القطاع الصحي وكافة الجهات العسكرية والأمنية، مشيدًا بتعاون المواطنين والمقيمين في هذا الخصوص، مما كان له دور فعال في التخفيف من حدة الآثار لهذه الجائحة، ومؤكدًا على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعتمدة، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ عمان وكافة المقيمين على أرضها من كل مكروه.
ودائما ما يكون المواطن العُماني حاضراً في وجدان السلطان هيثم بن طارق، حيث وجه إلى أهمية قيام المسؤولين في المؤسسات الخدمية بتسهيل إجراءات حصول المواطنين ومؤسسات الأعمال على الخدمات التي تقدمها تلك الجهات مع ضرورة العمل على تسريع خطوات اكتمال الحكومة الإلكترونية في القريب العاجل.