كتب: أحمد السيد
تشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في سلطنة عُمان، إلى أن عدد أشجار الزيتون في الجبل الأخضر تبلغ أكثر من (15 ألف شجرة) وقد أثبتت شجرة الزيتون تأقلمها في الأجواء القاسية الجافة وقلة المياه.
ونظرًا لظهور ثقافة الاستفادة من ثمار الزيتون من حيث استخلاص الزيت أو زيتون المائدة فقد حظيت هذه الشجرة بعناية كبيرة من قبل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وذلك بتبني مشروع استخلاص زيت الزيتون، والذي كان له الأثر الكبير في دفع المواطنين إلى العناية والرعاية الكافية لهذه الشجرة واستغلالها اقتصاديا بجانب أشجار الفاكهة الأخرى التي تزرع بنيابة الجبل الأخضر.
يبدأ نهاية شهر أغسطس الجاري موسم قطف ثمار أشجار الزيتون واستخلاص الزيت في قُرى نيابة الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، فيما بدأت معصرة الزيتون التابعة لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في منطقة سيح قطنة بالجبل الأخضر في استقبال كمية الإنتاج الأولى من مزارعي ولايات، إزكي وعبري وبهلاء ونزوى لاستخلاص زيت الزيتون من العصرة الأولى، حيث نجحت زراعة أشجار الزيتون التي تم استجلابها إلى هذه الولايات والتي تناسب مناخ السلطنة.
يستمر موسم جني ثـمار الزيتون حتى شهر ديسمبر، حيث إن هناك أصنافا مبكرة وأخرى متأخرة، حيث تبشر زيادة أعداد أشجار الزيتون وعناية المزارعين بها بأن الزيتون سوف يمثل عائدًا اقتصاديًا مجزيًا إلى جانب أشجار الفاكهة الأخرى في قرى الجبل الأخضر.
وإضافة إلى الجهود الحكومية، فإن القطاع الخاص يقوم بدور واضح في دعم جهود الاستفادة من إنتاج الزيتون من خلال إقامة معصرة منذ موسمين ، قائمة بخدمة عصر الزيتون للمواطنين، وستقوم باستقبال الانتاج من ثمار الزيتون من جميع قرى الجبل الأخضر والمخططات السكانية سواء في الأراضي الزراعية أم الحدائق المنزلية .
ونظراً للاهتمام بزراعة أشجار الزيتون، ارتفعت نسب الإنتاج في الأعوام الماضية حتى وصلت العام الماضي 2019 إلى كمية إنتاج بلغت أكثر من 60 طنًا من الثمار، اُستخلصت منها كمية زيت بلغت 8028 لترًا.
تعتبر شجرة الزيتون من أشجار حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تفضل المناخ المعتدل إذ إن متوسط الحرارة في مناطق زراعة الزيتون تتراوح بين 15-20م وأن الحرارة العظمى المطلقة يمكن أن ترتفع إلى 40م دون حدوث ضرر، كما أن درجة الحرارة الدنيا المطلقة يجب ألا تنخفض عن 5-7م تحت الصفر كما يجب تجنب الزراعة في المناطق المعرضة لحدوث الصقيع.
كما أن شجرة الزيتون تتطلب بعض البرودة لتثمر بشكل طبيعي ابتداءً من شهر ديسمبر وحتى شهر مارس وأن احتياجاتها من البرودة تختلف حسب الصنف، كما تعتبر كمية الأمطار السنوية من أهم العوامل المحددة لزراعة الزيتون حيث تعتبر 300-450مم سنويا الكمية الدنيا اللازمة لنجاح زراعة الزيتون كما تعد الرطوبة الجوية المنخفضة في المناطق الداخلية عاملًا مساعدًا لنمو الزيتون، لكن ذلك يزيد من احتياجاتها المائية، كما يمكنها التأقلم والعيش في المناطق الساحلية حيث الرطوبة الجوية العالية.