السينما إنعكاس لثقافات البشر المتعددة وتصويرلرؤى وقصص البعض منها حقيقى والبعض منها خيال ، ولأن السينما لون هام من ألوان الترفيه والتثقيف نهتم بها ونلقى الضوء على الملفت منها اليوم نتحدث قليلا عن فيلم ” صاحب المقام ” ، الفيلم بطولة آسر ياسين ويسرا وبيومى فؤاد وأمينة خليل ويضم كوكبة من النجوم كضيوف شرف .
الفيلم يحكى عن قصة شاب ثرى متزوج ولديه ابن ، عمله هو شغله الشاغل ، قام بشراء قطعة أرض قرر أن يحولها إلى كمبوند سكنى ،
ولكن المشكلة أن الأرض تضم مقاما لأحد الأولياء الصالحين ، وبلا تردد قام بهدم المقام وتوالت عليه المشاكل والكوارث واحدة تلو الأخرى ، آخرها دخول زوجته فى غيبوبة ، تظهر له شخصية غريبة كل مرة بشكل مختلف تدله على أول طريق التصالح مع صاحب المقام والأولياء الصالحين .
فيلم ” صاحب المقام ” كتابة الزميل الصحفى ” إبراهيم عيسى ” وإخراج محمد العدل ، يتمتع الفيلم بموسيقى تصويرية فى محلها تماما والموسيقى تأليف خالد الكمار ، إختيار ملابس الشخصيات موفق جدا وساهم بشكل كبير فى توضيح الشخصيات وفروق الطبقات وفى ذلك نجحت مصممة الملابس مونيا فتح الباب ،
كما نجح مهندس الديكور رامى دراج فى لفت الأنظار للخلفيات والديكورات كديكور شركة الشاب الثرى فى منزله ، ولا ننسى الكادرات المتميزة وزوايا التصوير وظهور الإتفاق الوجدانى بين مدير التصوير سامح سليم والمخرج محمد العدل من خلال المشاهد .
نقطة ضعف فيلم ” صاحب المقام ” فى الحوار وبعض الثغرات ، فالحوار ضعيف وغير مقنع فى بعض المشاهد ، مثلا هناك مشهد يحكى قصة فتاة أرسلت خطاب لمقام الإمام الشافعى تشكو فيه بطش وتعذيب زوج أمها لها ، وأثناء بحث الشاب الثرى عنها وجد أنها لم تكتب الخطاب والذى كتبه جار لها شاهد على تعذيب زوج الأم ، وعلل عدم ذهابه للشرطة بأنه لم يجد ما يقوله وأنه كان ” خائف ” فانتظر حتى ظهر الشاب الثرى فوجد فيه القوة الكافية للتصرف !! .
نقطة قوة فيلم ” صاحب المقام ” كانت فى طاقم العمل وقوة أداء الفنانين ، كالفنان ” محمود عبدالمغنى ” الذى أبكى الجميع فى المشهد الذى توجه فيه إلى الله متعجبا كيف سمع الله لدعائه وهو شخص مدمن مقصر ، وفى المشهد التالى أضحك الجمهور حينما سأل عن من يكون الولد الصغيرالذى ركب معهم السيارة مبينا أنه نسى ابنه من كثرة تعاطى المخدرات .
أيضا لا يمكن أن ننسى الأداء المتميز بين الضحك والبكاء للفنان الراحل إبراهيم نصر ، وخفة الظل بين الدويتو الكوميدى محمد ثروت وإيمان السيد ، بدون مبالغة أداء الممثلين كان فى منتهى الروعة لو أبدلوا الفنانين لم يكن لينجح أبدا الفيلم .
وفى الختام لو قررنا أن نعطى تقييم من عشرة فيجب أن نفصل القصة عن أبطال الشخصيات ، ليكون التقييم للقصة ٦من ١٠ ، وأداء الفنانين ٨ من ١٠ .