بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
حراك مجتمعى وصحفى تفاعلا مع حوار النقيب
هاتفنى بالأمس صديقى العزيز الدكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين الإستجلاء بعض الأمور التى تتعلق بمهنتنا والزملاء الصحفيين ، تناولتها فى مقال سابق لأهمية ماناقشناه بالنسبه لجموع الصحفيين ، وذلك فى محاوله لتوضيح الأمور وإستجلاء الحقائق ، وتهدأة الأجواء ، وكشف النقاب عن أى لبس ، لذا فقد فجر هذا الإتصال الرائع والذى كشفت عن تفاصيله عن حقائق خطيرة الدلاله ليس فيما يتعلق بقضايا الزملاء الصحفيين وفقط بل بالعمل العام برمته والذى برزت دلائله ماتمخض عنه النقاش الذى دار مع زملاء صحفيين كثر .
يتعين أولا التأكيد إنطلاقا من ذلك على أن العمل العام فى مصر الآن خاصة عندما يتعلق بالمسئوليات النقابيه عمل شاق إلى أبعد مدى ، لأن النقيب ومجلس النقابه يتعاملون كما فى نقابة الصحفيين التى أتشرف بعضويتها مع أمزجه مختلفه ، وتيارات متعدده ، وأفكار يتسم بعضها بالشطط ، والجنوح ، والجموح ، لذا لم أفكر يوما فى الترشح بنقابة الصحفيين لاعلى موقع النقيب ولاعلى أحد مواقع مجلس النقابه . وما تشرفى بموقع نائب رئيس رابطة مدينة الصحفيين بـ 6 أكتوبر بالإنتخاب إلا محاوله لإنهاء أزمه طالت وإستفحلت إستشعرت فيها بالمسئوليه فى الإستفاده بالقدر الطيب من العلاقات كنائب بالبرلمان يتبعه أننى أحد الصحفيين الحاجزين بتلك المدينه .
تعجب البعض من الزملاء الصحفيين مما كتبته فى حق الأخ والصديق العزيز الدكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين على خلفيه إتصاله بى لبحث ودراسة بعض الأمور التى تتعلق بالزملاء الصحفيين خاصة فيما يتعلق بمدينة الصحفيين وأزمة الزملاء الصحفيين مع محافظى الغربيه والدقهليه ، وذلك نظرا لأن دعمى له يعد على حد قولهم إنقلابا على قناعاتى السياسيه كوفدى فى زمن الشموخ ، حيث ينتمى النقيب رشوان سياسيا إلى التيار الناصرى ، دون إدراك منهم أن العمل النقابى ، أو حتى البرلمانى ، أو السياسى يرتبط فى المقام الأول بشخص المتصدر له ، وقدره ، وقيمته ، ومايتمتع به من مكونات شخصيه وفهم دقيق يجعله قادرا على تحمل تلك المسئوليه .
لعل أحد أسباب تعجب الزملاء أننى فى فتره من الفترات لم أكن داعما للزميل العزيز الدكتور ضياء رشوان نقيبا للصحفيين وهذا حقى لكن هذا لم يبدد الود والإحترام الذى بيننا ، لأن موقفى كان مبنيا على قناعات بالقطع ليست قرآن كريم يحمل قداسه لذا من الطبيعى أن تتغير تلك القناعات وتتبدل بمرور الأيام والتعاطى مع المواقف ، فأنا مثلا هناك من كانوا ضدى فى إنتخابات مجلس الشعب وهذا حقهم لذا لم أنكر عليهم ذلك ، ثم أصبحوا بعد ذلك من أشد أنصارى عندما أدركوا الجهد الذى بذلته عندما تحملت شرف المسئوليه النيابيه .
إجتهدت أن أبدد تحفظات الزملاء الأعزاء الصحفيين الذين هم فى القلب وجميعا محل تقدير وإحترام حتى وإن كان ماطرحوه بشأن تواصلى مع النقيب يتسم بالنقد الشديد ، دون إدراك منهم أن الأبديه فى الحكم فى التعاطى مع الأشخاص والأحداث يمثل مصيبه كبرى لأن الحياه متقلبه طبقا لمقدور الله تعالى رب العالمين ، فالله عز وجل لم يفرض الأبديه على البشر لذا فالإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصى ، فكيف يمكن لأى أحد أن يفرض على شخصى أبدية الحكم على الأشخاص تعاملا وسلوكا وتعايشا .
كان من الضرورى لتأصيل قناعاتى فى تلك الردود أن أكشف النقاب عن واقعه يزيد عمرها عن ثلاثين عاما مضت والتى دارت وقائعها بمبنى نقابة الصحفيين القديم وبالتحديد حديقته الشهيره التى كنا نتعايش فيها كشباب مع أعضاء حزب الحديقه برئاسة أستاذنا إبراهيم يونس ، وفى أحد إنتخابات مجلس نقابة الصحفيين التى كان مرشحا فيها الزميل الدكتور ضياء رشوان على أحد مقاعد مجلس النقابه تحدث أحد أعضاء الهيئه القضائيه أصحاب المقام الرفيع الذين نكن لهم جميعا كل تقدير وإحترام مع مجموعه من الزملاء الصحفيين وكنت منهم بصوره مرفوضه حيث كانت تحمل إنتقاصا من حقنا حتى وإن كانت لاتتسم بالجديه أو على سبيل المداعبه ، وذلك أثناء فرز الأصوات فانتفض النقيب رشوان كالأسد ليلقنه درسا فى إحترام الجماعه الصحفيه مؤكدا على أن الصحافه تمثل السلطه الرابعه التى لايمكن القبول أن يخاطبها أى أحد على هذا النحو ، وخروجا على التقاليد إنتفضنا جميعا لنصفق للنقيب رشوان .
تعجبت من الموروث البغيض الذى جعل من الصدام بين الجماعه الصحفيه متمثلا فى نقابة الصحفيين بيتنا ، وفخرنا ، وعزنا ، جيلا بعد جيل ، والنظام أى نظام حكم من الثوابت اليقينيه وكأن قدرنا أن نظل نعيش فى صراع أو نتعايش مع صدامات قد نصنعها بأنفسنا ، لذا حاولت التوضيح أنه من الطبيعى جدا أن يكون هناك خلاف فى الرؤيه بين الزملاء الصحفيين وأى نظام حكم طالما كان يتسم بالموضوعيه والإحترام والحجه والبيان ومنطلقه مايعتنقه الزملاء من أفكار سياسيه وقناعات فكريه جميعها مختلف عن بعضها البعض ، بل إن هذا يمثل ظاهره صحيه يستفيد منها النظام والزملاء الصحفيين وكل الشعب لأنها تتعلق بتصحيح للمفاهيم وطرح للآراء ، أما أن يكون هذا توجه عام تتبناه النقابه فهذا يمثل خطوره كبيره مهنيا ومجتمعيا ويدفع إلى الصدام الذى لايقبل به أى عاقل ، لذا كان من حسن الطالع أن يكون النقيب ضياء رشوان على علاقه طيبه بالنظام ، وتواصل محترم مع جموع الصحفيين ، وهذا يساعد لاشك فى إستجلاء الحقائق وتجاوز المحن التى يتعرض لها الزملاء خاصه فيما يتعلق ببعض التقارير الأمنيه المغرضه التى يحررها قليلى خبره بجهاز الأمن إعتمادا على مايمدهم به حاقدين ضد زملاء صحفيين لاشك يكون لها مردود مجتمعى يمثل خطوره داهمه ويؤثر على مستقبل أبناء بعض الزملاء الصحفيين الذين يطالهم مثل تلك التقارير التى أقل ماتوصف به تاريخيا بأنها تقارير العار .
توقفت كثيرا لما لمسته من تصور لهؤلاء الزملاء الأعزاء والذى مؤداه أن تواصل نقيبنا الدكتور ضياء رشوان معى عبر الهاتف ماهو إلا نوع من الود والتقدير الشخصى الذى لن يتبعه أى تحرك ، وفى النهايه كله ضحك على الدقون ، لذا سعدت جدا بإستمرار التواصل اليوم والإتفاق على مواعيد محدده وخطوات عمليه خلال أيام لإنجاز ماتناولناه فى النقاش بالأمس ، الأمر الذى أرى معه أنه لايجب أن نفترض سوء النيه طوال الوقت بل يجب أن نجعل من الأمل منطلقا لنا ليس فيما يتعلق بأمور الزملاء الصحفيين لكن فيما يتعلق بالحياه برمتها ، ويبقى الشكر واجب لكل الزملاء الصحفيين أعضاء نقابة الصحفيين على أن نقاشهم كشف النقاب عن ضرورة تعميق التواصل والدفع فى إتجاه الحوار المحترم بين الجماعه الصحفيه نقيبا وأعضاء مجلس نقابه وصحفيين . عاشت وحدة الصحفيين .. عاشت نقابة الصحفيين .