كتب: عبد الرحمن هاشم
أكد الدكتور أحمد بن سالم المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أن أعداد الهجمات التي استهدفت العاملين في مجال الرعاية الصحية في إقليم شرق المتوسط من أكبر الأعداد على مستوى العالم.
وقال في بيان أصدره أمس بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني إن إقليم شرق المتوسط يضم 9% من سكان العالم، لكن يعيش فيه 43% ممن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، حيث تعاني بلدان كثيرة من عدم الاستقرار السياسي، والصراعات العنيفة، والكوارث الطبيعية، والعديد من فاشيات الأمراض. ولذا فهم يعملون في ظل ظروفٍ من أصعب الظروف في العالم،
وأضاف: أدت جائحة كوفيد-19 إلى زيادة العبء المُلقَى على كاهل العاملين في المجال الإنساني في إقليمنا. كما أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يزداد خطر إصابتهم بالعدوى، ويعانون من الإنهاك، ويعملون في بعض الأحيان بموارد محدودة، وقد اختار كثيرون منهم البقاء بعيداً عن أسرهم حتى لا يُعرِّضوا أهلهم للعدوى المحتملة.
ومع ذلك، يواصل العاملون الصحيون والعاملون في المجال الإنساني في إقليمنا أداء مهمتهم النبيلة المتمثّلة في خدمة الإنسانية، متناسين المخاطر التي يتعرَّضون لها ومقدِّمين أرواحهم فداءً للآخرين.
وأشار د. المنظري إلى أنه قد تعرَّض بعضهم للاعتداءات والتمييز، مما زاد من شدة الضغط النفسي عليهم وعرَّض سلامتهم للخطر. وفي هذا العام وحده، سجَّل نظام ترصُّد الهجمات على مرافق الرعاية الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية 89 حادثاً في الفترة من 1 كانون الثاني/يناير إلى 31 تموز/يوليو وفقاً لما أفاد به 6 بلدان في إقليمنا (أفغانستان وليبيا والأرض الفلسطينية المحتلة والصومال وسوريا واليمن)، مما أسفر عن وقوع 97 حالة وفاة و149 إصابة في صفوف العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى. كما أفادت مصادر ثانوية في الأردن وباكستان ولبنان ومصر بمزيد من الحوادث.
وقال: يولي العاملون في المجال الإنساني والعاملون الصحيون الأولوية القصوى لحياة الآخرين، رغم ما يواجهونه من ظروفٍ بالغة الصعوبة. وقد سمعنا قصصاً مأساوية عن الأطباء الذين فقدوا أرواحهم في اليمن بسبب الكوليرا، وعن العاملين في مجال مكافحة شلل الأطفال الذين أُصيبوا بمرض كوفيد-19 أثناء عملهم للوصول إلى المجتمعات التي تحتاج إلى الرعاية الصحية، وعن العاملين في مجال الرعاية الصحية في سوريا الذين سقطوا ضحايا للهجمات التي استهدفت مرافق الرعاية الصحية.
وفي الأسبوع الماضي، شهدنا جميعاً شجاعة المتطوعين من المجتمع المحلي، والعاملين في مجال العمل الإنساني والعاملين الصحيين في لبنان، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة قرابة 200 شخص وأصاب الآلاف. وقد حظيت هذه الاستجابة لهذه الأزمة الإنسانية الكبرى بإشادةٍ واسعة النطاق.
وقد تضرَّر كثير من العاملين الصحيين شخصياً من الانفجار أو كان لهم أحباء في عداد القتلى أو المصابين. ولكنهم ثابروا على أداء مهمتهم لإنقاذ الأرواح وعالجوا المصابين أينما استطاعوا – في الشوارع، وعلى أرضيات المستشفيات، بل وفي المرافق الصحية التي لم تكن بها كهرباء بسبب تضررها.
وفي ختام بيانه توجَّه الدكتور أحمد المنظري بالشكر إلى جميع العاملين في المجال الإنساني والصحي في إقليم شرق المتوسط وخارجه على التضحيات التي يقدمونها على الصعيديْن الشخصي والمهني، وعلى ما أبدوه من إيثار، وعلى التزامهم الثابت بإنقاذ الأرواح. ووصفهم بأنهم هم الأبطال الحقيقيون.