كلام للزوجة الثانية
بقلم : إيمان عونى مقلد
مخطئة من تعتقد صحة هذه العبارة : “أنا زوجة ثانية إذا أنا ملكة “.. هكذا تعتقد كل زوجة ثانية أنها ستكون ملكة علي عرش قلب زوجها للأسف الشديد، كما تعتقد أن الرجل فضّلها علي زوجته الأولى وخاض المغامرة من أجلها.
قد يوهمك الرجل يا عزيزتي أنه رجل مثالي لا عيب فيه وأن العيب كل العيب في زوجته الأولي.. التي دوما ستكون مهملة في حقه.. وغير مريحة.. وغير متفهمة.
وهو يا حرام مسكين مغلوب على أمره ولا يستمر في زواجه من الأولي إلا من أجل الأولاد فقط.. أما أنتِ فستكونين “القلب”، و”العين” و”الحب” و”الحياة” و”كل شيء”..
تلك الأسطوانة التي يحفظها كل الرجال أو دعيني أقول لك ذلك “الطُعم” الذي يصطادك به حتي توافقي على الزواج من رجل متزوج.
تلك الأماني المبهرة ما هي إلا “وهم” حتي تقعي في غرامه ويكسب تعاطفك وتوافقي علي زواجه وبالفعل تبلعين الطُعم وتتزوجينه.. ثم تفيقين على صدمة كبرى ألا وهي أنه مجرد رجل عادي جدا.. ليس حبيب مثالي ولا زوج فلتة.. وستفاجئين بحبه لزوجته الأولى وبحرصه كل الحرص على إرضائها والحفاظ علي مشاعرها ( باستثناء بعض الحالات طبعا )، وتصحين على كابوس مرعب هو أن حياتك ليست كما تتمنين ومشاكل لا تنتهي وكذلم صراعات..
طبعا الزواج الثاني حلال والشرع حلل التعدد ولا أحد ينكر ذلك.. ولكن ما لا تعرفينه يا صغيرة أن الرجال يتخفون خلف الشرع ولا يعرفون من الدين إلا التعدد.. يترك كل واجباته ويقصر في النواحي العاطفية والمالية ثم يبحث عن الحب مع امرأة أخرى..
حينما يريد الدلال يتركها لخدمة أبنائه ثم يتجه إلي أخري يعيش معها باقي الشباب.
ومن ثم تفيقين على أنك مع رجل أناني لا يفكر سوى في نفسه ( باستثناء بعض الحالات بالطبع ) رجل كل همه راحته وسعادته
وتتحول خيالاتك من كونك ستصبحين ملكة علي عرش قلبه إلى مجرد زوجة مهضوم حقها ومفتعل معها كل المشاكل!!
وماذا بعد؟؟ .
خلف أبواب مغلقة، تقبع معاناة خفية، لا تستطيع صاحبتها الإعلان عما يؤلمها أو يزعجها، كيف وهي من ارتضت أن تتسبب في ذلك بنفسها، إذ وافقت أن تكون زوجة ثانية..
لقد أولى ديننا العظيم الرعاية والعناية لكل امرأة مؤمنة، وأمر بإعطائها كل حقوقها كاملة غير منقوصة، وأمر برعايتها والرفق بها وربما كانت تلك الزوجة الثانية مطلقة أو أرملة، لها تجربة في الحياة قاسية، وأرادت من زواجها تحسين ظروفها، وطاعة ربها، والاستمرار في إكمال دورها كزوجة صالحة وأم صالحة وصاحبة مسئولية مؤثرة.
ولكن هل تجد فعلا في الحياة الجديدة السعادة التي تبحث عنها؟
وكيف تجدها رغم كل ما تتعرض له من معاناة سواء من المجتمع المحيط بها، أو اضطهاد من الزوجة الأولى أو من نظرات النساء ممن حولها.
وأنا هنا سأحاول أن أقف مع معاناة الزوجة الثانية وقفات عابرات لعلنا أن نهتم بمعاناتها ونرفق بآلامها، إنها وقفات نصح وإرشاد لها كما أنها وقفات بيان وتبيين لمن حولها:
أولا : قد يسعد الزوج بالزوجة الثانية في أول الزواج، وتكون عنده مفضلة على الزوجة الأولى باعتبار أن كل ما هو جديد جاذب، ولكن بعد فترة زمنية من الزواج ومشاكل الحياة تصبح الحياة الروتينية هنا مثل هناك.
وهنا، عليها أن تعلم أنه في كثير من الأحوال يرق الزوج لزوجته الأولى، فلا تصدم من ذلك بل ينبغي أن تتوقعه، وأن تستقبله بروح طيبة، ولتعلم أنه إذا لم يكن له خير في بيته الأول فلن يكون له خير في بيته الثاني، فلتأمره بالعدل بينهما، وبالرفق مع زوجته الأولى، وتهييء نفسها لحياة مستقيمة بينهما معا.
ثانيا : عليها أن تعلم أن الحياة الزوجية التي رسمها الزوج معها والسعادة التي بات يحلم بها بعد قراره بالزواج منها قد تتحقق فعلا وقد لا تتحقق،, وهذا الأمر يعود إليها وحدها إلى حد بعيد، فيمكن لها أن تجعل بيتها سعيدا، وربما جعلت هذا الزوج يندم على ارتباطه بها، ويتمنى أن يرجع به الزمن إلى الوراء آسفا على ما فعل.
فالزوجة هي سر سعادة البيت، فلترتب نفسها من البداية على نهج طريق السعادة، وأول هذه الطريق الحكمة، وكبت الغيرة، وطلب العدل، وكل ذلك لا يأتي إلا بالتقوى والعلاقة بالله سبحانه.
ثالثا : على الزوجة الثانية أن تعلم أنها في نظر الزوجة الأولى دخيلة عليها، لأن الزوجة الأولى تؤكد دوما أنها هي التي بدأت مع الزوج طريق حياته خطوة بخطوة حتى علا شأنه ووصل لما هو فيه، ولم يخطر ببالها ولم تتخيل يوما أن تأتي إنسانة فجأة وتهدم كل التي قامت ببنائه.
ورغم أن تلك الزوجة الأولى تعلم أن للثانية كل الحقوق مثلها تماما، لكن قلبها ينقبض منها، وشعورا بالانكسار والصدمة يغلب عليها فيكسوها بالهموم والأحزان.
لذلك لابد على الزوجة الثانية أن تقدر مشاعر الزوجة الأولى، وتحترم معاناتها، وتعلم أن الزوجة الأولى هي البداية، فعليها -إن أرادت أن تعيش سعيدة- أن تدفع الزوج دفعا، وتشجعه تشجيعا نحو الاهتمام بالأولى وبأولادها، وتفقد أحوالهم، حتى ولو على حساب نفسها ولتحتسب ذلك لوجه الله تعالى، ولتعلم تماما أن الله تعالى سيكافئها على ذلك.
رابعا: عليها أن تعلم أن الزوج إذا زارها فوجد كثرة الشكوى، وكثرة المطالب بما لا يستطيعه أو يقدر عليه، فقد يصيبه الملل، وربما يهرب منها كما هرب إليها من قبل، لكن عليها أن تلفت نظره لفتا لطيفا لما تريده مرة أو مرتين على الأكثر، وإذا لم يستجب الزوج لمطالبها فعليها أن تصبر.
كما عليها أن تجعل اللحظة التي يأتي إليها فيها أفضل الأوقات حتى يحب ذلك اللقاء، فالزوج عندما اختارها كان يريد ويبحث عن راحة البال، وراحة بال الزوج تبدأ من الزوجة بالبشاشة عند اللقاء والشكر في شتى الحالات.
خامسا: كثير من هؤلاء الزوجات بعد زواجهن، كأنهن يدخلن حربا مع الزوجة الأولى منذ بداية الزواج، لذلك على الزوجة الثانية أن تراقب ربها وأن تعلم أن كل ما تفعله من خير أو شر فسوف تراه، وتحاسب عليه أمام الل .
ورغم أنها قد ترى تعنتا ومشقة من الزوجة الأولى، فننصحها أن تلتمس لها العذر، وأن تعيش بصدر متسع إذا أرادت الحياة الزوجية الهادئة، فلا تخلق معوقا أمام كل موقف، لكن عليها أن تكون أكبر من ذلك، لا تعمل إلا لله، ولتستقبل السيئة بالحسنة حتى تنال رضى الله، فإذا رضي الله عنها أرضى عنها زوجها وكل الناس.
سادسا: أحيانا تشعر الزوجة الثانية أن الزوج اختارها على الأولى لصغر سن مثلا أو لجمال، وذلك قد يسبب وقوع الغيرة بين الزوجتين، فلا داعي لإظهار أي شيء من ذلك أمام الزوجة الأولى، ولا داعي لاستفزاز الزوجة الأولى بأى شكل، ولا تجعل الشيطان يسول بينهما البغض والكره والعداوة، ولكن عليها أن تعامل الأولى معاملة طيبة، وعليها أن تعلم أن الكيد الذي تكيده للزوجة الأولى لا يعود عليها إلا أحزانا وكآبة وعبوسا.
نعم قد يكون نشوء المحبة بين الزوجتين صعبا، لكن الذي يمكن أن يحسن العلاقة لين المعاملة وعدم الظلم أحد، وعدم تدبير المكائد وعدم الغيبة أو النميمة، وعدم ذكر النقائص، وعدم تلصص كل من الزوجتين على أخطاء الأخرى، وليكن التعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.
سابعا: على الزوجتين الأولى والثانية أن تتقيا الله في القول والعمل، ولتعلما أن الله يطلع عليهما، ويعلم ما في القلوب، ويعلم السر والعلن.
فبالتقوى يجعل لهما من الأحزان والهموم مخرجا.. ومن الضيق فرجا.. ويخرجهما من الفقر إلى الغنى، ويرزقهما من خير الدنيا والآخرة لقوله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب “.
ثامنا : كل من الزوجتين الثانية والأولى تعاني معاناة تختلف عن الأخرى، وتشعر بأحزان، وتتألم، فعليهن البحث عن باب للفرار من هذا الهم والألم، ولا أفضل من باب اللجوء إلى الله سبحانه بذكره، فالذكر يغير حال بحال لقوله تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب “.
ولا شك أن الذي يرجع البسمة والبشاشة للوجه سواء للزوجة الأولى أو الثانية هو الوصال المستمر به عز وجل فلتسع كل منهما سعيها للوصول لمحبته تعالى بالعمل الصالح، والمحافظة على الصلوات، وكثرة التوبة، والاستغفار، ولتكثر من الدعاء له سبحانه خاصة في جوف الليل، فالله تعالى قريب مجيب الدعاء .
تاسعا: على كل منهما أن تعلما أن هذه الحياة مهما طالت فلا بد أن تنتهي، وسوف تقف كل منهما أمام الله تعالى وبيدها سجل الأعمال، فلا داع أن تظلم إحداهما الأخرى فتسود سجلها بما يثقل عليها، ولا تنسى قول الله تعالى: ” واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون”.
الزوجة الثانية هي المرأة التى اختارت أن تكون فى الظل، بعيدة عن أعين الزوجة الأولى التى ترك الزوج نارها ليرتمى فى أحضان الثانية حتى يعود لأيام النعيم والراحة التى ظل يبحث عنها كثيراً بعدما تاهت وسط صراخ الأطفال وإهمال الزوجة له، فهى تحولت من صورة الزوجة والعشيقة والمحبوبة إلى صورة الزوجة الأم التى لا تكرس وقتها واهتمامها إلا لرعاية أطفالها.
ومع كون الميل للتعدد سر من أسرار الرجل، والتعددية عنده مرتبطة بتكوين بيولوجي ونفسي واجتماعي، فهو لديه ميل للارتباط العاطفي والجنسي بأكثر من امرأة، بينما المرأة بطبيعتها تميل للاستقرار ووضع أسرتها وزوجها وأولادها في المقام الأول في حياتها بعد الزواج كقاعدة عامة.
ويختلف الرجال في قدرتهم على كبح جماح رغباتهم وميولهم التعددية، فالرجل الناضج العاقل يضع أموراً كثيرة في الاعتبار قبل الاستجابة لإشباع حاجاته البيولوجية والنفسية.
وليس الجانب المادي وحده فقط هو المتحكم في الزواج من أخرى، وأنه إذا ما توفر المال يقبل الرجل على الزواج الثاني والثالث والرابع ويشبع رغبته في الطويلة والقصيرة والبيضاء والسمراء والسمينة والنحيفة، وإنما هذه حيالات الكتاب والمبدعين سرعان ما تتحطم على أرض الواقع، فلا تلذذ ولا استمتاع ولا راحة بال ولا بقاء مال.
وهناك بعض الأسباب التي تدعو الزوج للزواج من أخرى منها على سبيل المثال وليس الحصر :-
1- إخفاق الزوج في اختيار الزوجة الأولى: فعندما يتجاهل الشاب أو يجهلون، الضوابط والمعايير التي وضعها الشارع الحنيف للراغب في الزواج، والتي يمكن حصرها في الحديث الشريف الذي يرويه أبو هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها.. فاظفر بذات الدين تربت يداك” (رواه البخاري ومسلم).
2- سوء فهم الهدف الأساسي من الزواج: وهو بناء أسرة مسلمة قوية، تكون لبنة قوية في بناء المجتمع المسلم، الذي هو الأساس السليم للأمة المؤمنة القوية؛ قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الروم: 21)، فإذا كان أحدهما لا يدرك هذه الحقيقة فسيكون سببًا في فشل هذه الحياة الزوجية، وإنهاء الرحلة مبكرًا وذلك لفقدانه البوصلة الأساسية في هذه الرحلة.
3- الفشل في إدارة شئون الحياة الزوجية بمسئولية: فالزواج شراكة عقدت بالتراضي بين الرجل والمرأة، نتنازل فيها كل منهما طواعية عن حياته الخاصة لصالح تكوين أسرة ناجحة، يتحمل فيها كل شريك ما عليه من واجبات قبل أن يطالب بما له من حقوق، ويدرك كلاهما أن تقصيره في أداء ما عليه سيعرض سفينة الزوجية للغرق، ومن ثم فلا مجال للأنانية ولا الذاتية فالمر جد خطير، فإذا لم يكن كلاهما أو أحدهما على هذه الدرجة من الوعي فلن يستطيع أن يكمل المسيرة.
4- الغش والكذب على الآخر قبل الزواج: فلا شك أن الصدق والأمانة هما طوق النجاة، وسر النجاح في الحياة الزوجية، فإذا كذب أحدهما على الآخر أو غشه قبل الزواج، فإنه ولا ريب قد وضع عوامل الهدم قبل البناء، فالكثيرين اليوم – للأسف الشديد- يميلون إلى التزييف والخداع والغش في كل شيء؛ بدءً من وصف الشكل (الجمال) وانتهاءً بالسلوكيات (الكرم/ الشجاعة/ الحياء/ …)، مرورًا برجاحة العقل، وحسن الفهم، وسعة الصدر، فإذا ما بدأت مشكلات الحياة ظهر كلٌ على حقيقته، فاستحالت الجنة المأمولة جحيمًا لا يطاق
الخضوع للعادات القديمة أو الرغبات المكبوتة: وأقصد بهما الرغبة في تقليد الآباء في التعدد، وعدم القدرة على تحمل ابتلاء الله عز وجل، الذي أصاب الزوجة فجعلها غير قادرة على الإنجاب، أو أنها لا تلد الذكور، وهي غير مذنبة في هذا، ولو أعمل الرجل عقله في الأمر، ووضع نفسه مكانها لما تصرف بهذه الطريقة التي يغلب عليها حب الذات، ونسيان الود والعشرة، وقد رصد القرآن بعض هذه السلوكيات في قوله تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ ساءَ مَا يَحْكُمُونَ) (النحل/ 58- 59)
وبرأيكم ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر لأجل أن يقوم الرجل بالتعدد بما لا يجعل الأسرة الأولى تنهار؟
الإسلام قد أباح تعدد الزوجات، إلا أنه وضع عددًا من الشروط والضوابط التي يجب أن تتوافر له لكي يكون مشروعًا ناجحًا ولا يلقى مصير الزواج الأول، ومنها على سبيل المثال:-
1- الرغبة فيه: بألا يكون قد تم إجبارًا من أحد ” كالأم مثلاُ” ، من دون رغبة حقيقية من الرجل.
2- القدرة المادية: إذ لا يعقل أن يقبل الرجل الفقير، الذي لا يملك شيئًا على الزواج الثاني، دون أن يملك مؤنته، ونفقاته، ونفقات ما يستجد من توابعه.
3- الصحة والقدرة الجنسية: إذ لا يقبل عقلا أن يُقدِمَ رجلٌ يعاني من الضعف الجنسي، أو الأمراض الجسدية المقعدة على الزواج من أخرى، وهو لا يقوى على الحياة مع الأولى.
4- الفهم والوعي للحقوق والواجبات: وهي أساس فلسفة العدل بين الزوجات، خاصة فيما هو مادي، كالمأكل والمشرب والملبس، والمنام، والاجتهاد في عدالة المشاعر والأحاسيس رغم صعوبتها قال تعالى: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) (النساء/ 129).
5- حسن الاختيار: وقد سبق الإشارة إليه في جواب السؤال السابق، مع الوضع في الاعتبار ما رواه عبد الله بن عمر بن العاص (رضي الله عنهما)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): “الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة” (رواه مسلم).
6- الاستفادة من التجربة الأولى: بأن نتجنب السلبيات وندعم الإيجابيات، حتى لا تتكرر المأساة، ونلجأ للزواج الثالث والرابع!!، ويصبح التعدد
وبرأيكم في حال تقصير الزوجة الأولى.. ما هو دور الزوج معها قبل اللجوء لزوجة جديدة؟
والحقيقة أن تقصير الزوجة في بعض الأمور، الخاصة بالزوج، نتيجة الانشغال الدائم مع الأولاد في دراستهم، أو الاستغراق في قضاء مصالح البيت التي لا تنتهي، ليس مبررًا مقبولا للتعجيل بقرار التعدد، فخبرة الحياة علمتنا أن مشكلات كثيرة يتم التغلب عليها، بالشرح والتفهيم، أو بالتنبيه والتحذير، أو بالتذكير والتنوير، من خلال الزوج نفسه، وهذا هو الأولى، لأن كثيرا من تجارب فشل الزواج تخبرنا بان السبب هم الوسطاء، أو لعدم رغبتهم الداخلية الدفينة في عودة المياه لمجاريها.
وقد نبهنا الله عز وجل لهذا بقوله: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُّرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) (النساء/ 35)، ولذا فمن الضروري أن نحسن اختيار الوسيط سواء في مرحلة التفهيم بالحقوق والواجبات، والتذكير والتنبيه بالتقصير في حقوق الزوج، أو حتى في مرحلة الغضب أو ما قبل الانفصال، فنقدم المخلص على غيره، والمؤمن على غيره، والقريب على غيره، والرحم على غيره
عامةً وحسب العديد من التجارب تبين أن الزواج من رجل متزوج ليس ناجحاً بشكل أكبر بالنسبة للمرأة وسوف ينتهي بمرور الوقت، نظراً للعديد من الأسباب هي:
عدم استطاعة الزوج أن يعادل بين زوجاته في أغلب الحالات.
زيادة العبء المادي على الزوج مما يجعله يقصر بين الزوجتين.
عدم تحمل الزوجة الثانية الوضع الذي اختارته أن تكون الثانية في كل شيء مع الزوج.
قد يكون الزواج الثاني للزوج سبباً في تدمير الحالة النفسية لأبنائه، وهذا لم يستطيع أن يتحمله بعض الأزواج.
نادراً ما ينجح الزواج من رجل متزوج لأن الزوجة الثانية ستقبل بنصف زوج وسوف تظل تعاني من وجودها في المرتبة الثانية، حيث تعتبر الزوجة الثانية هي الضحية والجانية في نفس الوقت، فكثيراً من الفتيات اللاتي تقع في غرام رجل متزوج يكون هروباً من لقب العانس، ولكي تظل مع رجل أفضل من وحدتها، ووسيلة لها لكي تنجب طفلاً يملأ عليها حياتها، مما يجعلها تهرع للموافقة على الزواج من رجل متزوج غافلة عن الكثير من الأمور المهمة التي قد تتسبب في انقلاب حياتها رأساً على عقب، وفيما يلي سنذكر لكم أبرز عواقب زواج المرأة من رجل متزوج، لتكون بمثابة إجابة على سوأل هل الزواج من رجل متزوج ناجح أم لا:
-فقدان شعورها بالأمان
تعاني الزوجة الثانية من فقدان شعورها بالأمان والاحتواء مع زوجها الذي يذهب كل ليلة في أحضان زوجته الأولى، فهي تحتاج إلى عطفه وحنانه مثل أي أمرأة أخرى، وفي عدم شعورها بذلك تصبح حياتها ضائعة مشتتة لا طعم لها.
-مواجهتها لنفس المصير
الرجل الذي يتزوج على الأولى، لن يتردد في فعل ذلك مرة أخرى، خاصة إذا كان لم يخبرها بزواجه من الثانية، لذلك على المرأة التي تقبل بالزواج من رجل متزوج أن تدرك أنها على الأعلب سوف تواجه نفس الأمر..
-حرمانها من الأمومة
في كثير من حالات الزواج من رجل متزوج يكون شرطه هو عدم إنجاب الأطفال حتى يستمتع بها ولا يتحمل مسئولية أطفال أخرى، وهذا اعتداء كبير على حقوقها، فلا بد من التفكير جيدا في هذا الأمر قبل الزواج من رجل متزوج.
-قبولها بنصف رجل
المرأة التي تقبل الزواج من رجل متزوج لديه زوجة وأبناء عليها أن تعرف جيداً أنها ستكون في المرتبة الثانية.
لذلك عزيزتي المرأة فكري ألف مرة قبل أن تصبحي وتقبلي أن تكوني زوجة ثانية
مصادر المقال : موقع المسلم وموقع بوابة الشروق وموقع محطات