كتبت: إيناس مقلد
سائل يسأل: حدث بيني وبين زوجتي خلاف.. هذا الخلاف نتج عنه أن أخذت بيدها وذهبت بها إلى بيت أهلها وتركتها مدة شهرين.. وبعد هذه الفترة ذهبت إلى أهلها لأستردها هى وأولادي، ففوجئت بأن أهل زوجتي يطالبونني بأموال، ولما سألتهم: لماذا؟ قالوا: هى تكلفة مصاريفها فى هذه الفترة.. فخرجت وتركتها عندهم.. فما حكم الشرع فى ذلك؟ يجيب فضيلة الشيخ رضا نصر الدين من علماء وزارة الأوقاف قائلا: أولا نفقة الزوجة وأولادها على الزوج، وبعد ذلك ننظر.. هل هى التى خرجت من بيت الزوجية بغير رضا الزوج؟ أو هو الذى أخرجها؟ فإن خرجت من بيت زوجها بغير رضاه إلى بيت أهلها.. فى تلك الحالة تكون ناشزا وليس لها نفقة، وبالتالي ليس لأهلها الحق فى مطالبة الزوج بالمصاريف التى قاموا بإنفاقها على ابنتهم وأولادها. أما إذا كان الزوج هو من أخرجها من بيتها (طردها) ففى تلك الحالة وجب عليه أن يقوم بالإنفاق عليها هى وأولادها، وإن طلبوا منه المال نظير هذا الانفاق وجب عليه دفعه على الفور لأنه دَيْنٌ سيحاسبه الحق عليه يوم القيامة. وقانون الأحوال الشخصية يقول: ودين النفقة دين لا يسقط إلا بالأداء أو الابراء؛ فالديون يوم القيامة ستكون كثيرة. وعليه، إذا أغضب الزوج زوجته وهو الذى أجبرها على الخروج من بيتها، فما عليه إلا أن يبعث بمصاريفها التى تكفيها هى وأولاده ولو طالبه أهلها بتلك المصاريف دفع ما طلب منه عن تراض ولا محل هنا لأن يغضب، فهذا دين سيحاسبه الله يوم القيامة عليه إن جحده ولم يدفعه. وإن خرجت هى بدون وجه حق كانت ناشزا وليس لناشز نفقة ولا يعتبر ما ينفقه أهلها دينا والله أعلى وأعلم.
جميع الحقوق محفوظة | جريدة صوت الشعب الإلكترونية 2020