بيروت – وكالات أنباء :
دعت الولايات المتحدة أمس السبت إلى اجراء تحقيق شفاف وموثوق به في الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وأودى بحياة 172 شخصا وقالت ان لبنان لا يمكن أن يعود أبدا إلى عصر كان يحدث فيه أي شيء في مرافئه وعند حدوده.
وقال ديفيد هيل وكيل وزارة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية بعد زيارة المرفأ : لا يمكننا أبدا العودة الى عصر كان يحدث فيه أي شيء في المرفأ أو على حدود لبنان، وهو ما أسهم في هذا الوضع .
وأشار الى أن عناصر من مكتب التحقيقات الاتحادي سيصلون في غضون أيام بدعوة من لبنان للمساعدة في معرفة ملابسات ما حدث بدقة وما أدى إلى وقوع الانفجار.
وأسفر الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس عن اصابة 6000 شخص وتدمير مناطق واسعة من العاصمة اللبنانية وترك نحو 300 ألف بلا مأوى.
وقالت السلطات انه نتج عما يربو على 2000 طن من نترات الامونيوم كانت مخزنة في المرفأ منذ أعوام من دون مراعاة إجراءات السلامة.
وأجج الإنفجار الغضب الشعبي ضد النخبة الحاكمة التي تواجه بالفعل انتقادات شديدة بسبب انهيار مالي هوى بالعملة وقلص قيمة المدخرات وحرم المودعين من امكانية السحب من أموالهم.
ويشك بعض اللبنانيين في قدرة السلطات على اجراء تحقيق ملائم ويقولون إنه يتعين على دول أجنبية التدخل.
وقالت جماعة حزب الله المدعومة من إيران وتدرجها الولايات المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية يوم الجمعة انها ستنتظر نتائج التحقيق الرسمي اللبناني بشأن الانفجار.
وقال الامين العام للجماعة حسن نصر الله في كلمة بثها التلفزيون انه إذا ثبت أنه عمل تخريبي وراءه اسرائيل فإنها ستدفع الثمن.
ونفت اسرائيل ضلوعها في الإنفجار كما قال حسن نصر الله إن جماعته تعارض اجراء تحقيق دولي لأن الهدف الاول منه سيكون استبعاد أي مسؤولية لإسرائيل عن هذا الانفجار ان كانت مسؤولة عنه. وأضاف أن مشاركة مكتب التحقيقات الاتحادي تؤدي الهدف نفسه.
وأدخل الانفجار لبنان في حالة فراغ سياسي جديد منذ استقالة الحكومة التي تشكلت في يناير.
وقال أعلى مرجعية مسيحية في لبنان ان صبر الشعب اللبناني نفد مع النخبة الحاكمة.
وفي أقوى تعليق له منذ الإنفجار قال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ان الكنيسة تحتفظ بحق النقض على أي اقتراحات تحل المزيد من الخراب على لبنان.
وأطلقت الامم المتحدة يوم الجمعة مناشدة لجمع 565 مليون دولار لمساعدة لبنان.
وقالت نجاة رشدي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان أمس ان الاولويات تشمل ضمان استقرار امدادات الحبوب بعدما دمر الانفجار صومعة الحبوب الوحيدة التي يملكها لبنان في المرفأ. وذكرت الامم المتحدة أن الإنفجار دمر ستة مستشفيات وما يربو على 20 مركزا طبيا وأكثر من 120 مدرسة.
وقالت نجاة رشدي : نرغب في اعادة بناء ثلاثة مستشفيات دمرت بالكامل .