خَلفِيَّات فِكرية
بقلم/ إيناس فيصل
وَجَدَها تُحدِّقُ إليه داخِل مِرآته ؛
مِقعدة مُتضخِّمة ؛
يتحدث فتصطفِق
يتفلسف فتنفرِج
ذُهِلَ عن ما رأى
أهذا ما يقرأهُ على العالم
و يَؤُزُّ كذُبابةٍ حمقاءٍ و يتحملهُ البَشَر !
لم تُسعفه أفكارهُ
قد سُلِبَ لُبه
واُستُبدِلَ بفِكرٍ حَميريٍ
و كم مِن حَميرٍ يَهِيمُون على البَسِيطة
و آخر يأكُلُ فِي بَطنِه الأموالَ غصبًا
و يقرأ لقَتَلة الإنسانية ؛
الفنُّ حَرام ..المُوسِيقى حَرام !
ثم يَخطُبُ فِي البَشَر ؛
أن يَجتنِبوا أفكار الأُدباءِ المُضلِّلة
و يَنتَقِدُ ثقافة الكُتابِ الغير لائقة لديننا !
وأُخرى للمُثلِ العُليا داعية
تُجمِّل قُبحها بالاِحترامِ
خاطفة المُتعة خلفَ الأبوابِ المُظِلمة
تجرُ ثوبها الفَضفَاض
تَغتاب وتُسفِكُ الدِماء
وتُوقِع الفِتنات غير آبهة
ثم تَعُدُّ كل اِمرأةٍ دونها آثمة
رُوحه مُترهلة
كترهُلاتِ جَسدهِ
مُتعرِّجة كالكُثبان الرمليَّة
يتَلوَّن كالحِرباء ….
يَنطِقُ الكَذِبات و يرتدِي الأَقنِعة
يَحمِلُ الشِباك …
يَظُنُّ أنه بارِع في إِيقاع النِساء …
بسخافة نِكاته وأحاديثه المائِقة
تتأنَّق في أبهى زِيَّها
و تُرخِّم صوتها
ثم تسرِقُ الأعمال الأدبية
ويمدحها الطَّبَّالون بأنها :
الخَنساءُ نَجمة زمانها
أضرم النِيران ضاحِكًا
ثم أشار بإصبعهِ إلى النافِذة
نحو عُصفُورةٍ تأكُلُ حَبَّةَ قَمحٍ شارِدة
يُلقي عليها التُهمات
بأنها هي التي أحرقت العالم بجَناحها
أخذ يَسُبُّه علنًا بين الخَلائِق
ولمَّا عَلِمَ بأنه عَلِمَ بسَبِّه
تَخَفَّى مُرتعِبًا وَسَط الأرانِب
واِنتظر واِنتظر …
ثم أطلَّ عليه يُلقي التحيَّة
و ينفِّضُ له كُرسِيه باِبتسامةٍ
و نظرة كُرهٍ خَفيَّة
يَتَصرَّفُ بخَسَاسةٍ
ثم يتعالى عَوِيلهُ
فيكون هو المِسكين الضحيَّة
هُم يَمشون بيننا …
يُفكِّرُون ويتَحَذلقُون
يَتَظاهرُون و يتَخابَثُون
يَعِيشُون للمُفَاخرة
خَوْخاؤون
بِلاَ عَقل بِلاَ رُوح
أَلسِنتهم تَنطِقُ التُرَّهات
اِبتساماتهم سَمِجة كاذِبة
أَعيُنِهُم على ما ليس لهُم
يَتوغَّلون كالآفات..
يُمِيتُون الحَياة و يُزهِقُون الجَمال
فكيف السَبيل للنَّجاةِ منهُم
وما الِفكَاك !