بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
جريمة إهانة المصريين وخطيئة حرق العلم الكويتى
الدعوة إلى حرق علم الكويت دعوه مشبوهة ، ومرفوضه ، ومستهجنه ، والتصدى لها واجب وطنى ، ورفض إستغلالها بأى صوره من الصور يتعين أن يكون منهج عند كل المصريين ، الذين تربوا على الفضيله ولاتعرف المكايدات إليهم سبيلا ، مصر والكويت شعب واحد رغم أنف كل الحاقدين ، والإساءه للعلاقات بين البلدين الشقيقين لايمكن أن يتحلى مرتكبيها بالنبل أو يكتنفهم الشرف .
أتفهم تماما أن إهانة المواطن الكويتى للمواطن المصرى أمر وإن كان مستهجنا ولانقبله ولايقبله قبلنا كمصريين الكرام من الشعب الكويتى الذى عبر عنه بموقفه الرائع ناصر العتيبى رئيس مجلس إدارة جمعية مدينة صباح الأحمد بالكويت الذى انتصر لوليد صلاح الكاشير المصري بالجمعية بعد تعرضه للصفع من مواطن أرعن كويتى ، وكذلك تحرك أجهزة الأمن بالقبض على هذا المواطن الكويتى ، وكذلك أرى أن دعوة أحد المصريين لحرق العلم الكويتى أمر جلل لايقبله كل المصريين بلا إستثناء وهو تصرف فردى سخيف وغير مقبول ولايعكس إراده شعبيه مصريه . وأحسنت أجهزة الأمن صنعا عندما ألقت القبض على من إرتكب هذا التصرف السخيف . الأمر الذى يجعلنى أقرر أن مثل تلك الحوادث الفرديه يتعين التصدى لها على الفور وإحتوائها قبل أن يتاجر بها البعض أو يستغلها آخرون للإساءه للشعبين الشقيقين .
قد أتفهم تلك التصرفات الفرديه لأنها صدرت من أغبياء حقا سواء كانوا مصريين أو كويتيين لكننى لاأتفهم على الإطلاق تلك التصرفات الغير مسئوله والتى تتسم بالرعونه من برلمانيين كويتيين أشعلوا بها النار دون فهم أو وعى أو حكمه ، الأمر الذى يجعلنى أستنكر وبشده إعتبار النائب د. عبدالكريم الكندري عضو مجلس الأمه الكويتى بأن تدخل وزيرة شئون الهجرة المصرية في كل قضية تحدث لأحد أفراد الجالية المصرية بالكويت مخجل ، كما أرفض تلك التصريحات التى صدرت من النائبة في البرلمان الكويتي صفاء الهاشم من أن وزير الخارجية الكويتى أحمد الناصر أبلغها برسالة وزير الصحة ، مفادها أنَّ قرارًا صدر من الصحة العامة بمنع دخول الكويت من دول جديدة من ضمنها مصر.
كان من نتيجة ذلك أن الكويت تمنع دخول المصريين ومصر تعلق رحلاتها إلى الكويت لذا يتعين أن ينتبه النائبين وكل الذين يسيرون على نهجهما فى التعاطى مع الأحداث بأن تصرفاتهم الرعناء تدفع فى إتجاه صدام بين الشعبين الشقيقين ، بل إن تصريحاتهم تعكس تصرفات غير مسئوله ، ويتعين على القياده السياسيه بمصر والكويت التدخل السريع لوقف هذا الهزل الذى يعكس تحريضا مباشرا على كل المصريين بالكويت ، ومحاسبة كل من يتصرف بمثل هذه التصرفات مهما كان حتى ولو كان من النواب الذين يتمتعون بالحصانه لأن العمل على تدمير العلاقه التاريخيه بين شعبين شقيقين أمر جلل يستوجب الردع ، ووضع حد لعنترية بعض النواب بالبرلمان الكويتى .
خلاصة الأمر .. إن تناول تلك التصرفات الغير مسئوليه يجب أن يتسم بالوطنيه ، والعمق ، والحرص على مصلحة الشعبين الشقيقين ، من أجل ذلك وبمنتهى الإحترام أختلف تماما مع بعض الزملاء من كبار الكتاب الذين إنتهى طرحهم إلى توجيه الإتهامات لأى أحد وخلاص خاصة فصيل بعينه إنطلاقا من البحث عن كبش فداء ، وطرح سيناريو يشغل الرأى العام فى محاوله لإقناع الشعبين بأن هذا أمر مدبر بليل يتبناه إرهابيين مخططين مجرمين بل عتاه فى الإجرام الدولى ، وهذا ليس حلا لتلك الأزمه ، بل يعمل على تفاقم الازمه لأن مرتكبيها الأصليين لم يقترب منهم أحد ، الأمر الذى يجعلهم يتمادون فى الهزل والإجرام والكيد للشعبين الشقيقين . ويتعين أن يدرك الجميع أن مصر لايقبل كل أبناء شعبها على كافة إتجاهاتهم السياسيه وإنتماءاتهم الحزبيه أن يقترب منها بسوء أو يهان أى مواطن ينتمى إليها لأنها التاريخ والحضاره ، والقيم الأصيله التى ترفض التجاوز من أى أحد مصرى أو غير مصرى فى حق أى دوله .