كتبت: إيناس مقلد
أكدت منظمة الصحة العالمية من جديد أن الحد من التعرض للمواد الكيميائية الضارة فى منتجات التبغ المسخّن لا يجعل منها منتجات غير ضارة، ولا يفضي إلى انخفاض المخاطر على صحة الإنسان. وفى الواقع، فإن نسب بعض المواد السميّة التى يحتوي عليها الضبوب الذى يتولّد من منتجات التبغ المسخّن أعلى من تلك الموجودة فى دخان السجائر التقليدية، كما أن ضبوب منتجات التبغ المسخّن يحتوي على مواد سميّة أخرى غير موجودة فى دخان السجائر التقليدية. وتظل الآثار الصحية الناجمة عن التعرّض لهذه المواد السميّة غير معروفة.
وفى 7 تموز/ يوليو 2020، رخّصت إدارة الأغذية والأدوية فع الولايات المتحدة بتسويق أحد منتجات التبغ المسخّن، ألا وهو نظام تسخين التبغ “IQOS”، بموجب القانون الفيدرالي للأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل. وينص هذا القانون على ضرورة الحصول على تصريح سابق للتسويق قبل طرح منتجات التبغ الجديدة فى السوق فى الولايات المتحدة.
وأوضحت إدارة الأغذية والأدوية فى بيانها أنه “حتى مع اتخاذ هذا الإجراء، تظل هذه المنتجات غير مأمونة و”غير معتمدة من قِبل إدارة الأغذية والأدوية”. كما أن الأوامر المتعلقة بتعديل التعرّض للمخاطر لا تسمح للشركة بالمطالبة بأي تعديل آخر على التعرّض للمخاطر، أو الإدلاء بأيّ بيانات صريحة أو ضمنية تفيد بأن إدارة الأغذية والأدوية قد اعتمدت هذه المنتجات أو تعتبرها مأمونة للاستخدام من جانب المستهلكين، أو تضلّل المستهلكين بحملهم على اعتقاد ذلك”.
ورفضت إدارة الأغذية والأدوية فى الولايات المتحدة، بموجب ترخيصها، الادعاءات القائلة بأن المنتج أقل ضررًا من منتجات التبغ الأخرى أو أنه يتيح الحد من المخاطر المحدقة بالصحة. كما تطلب إدارة الأغذية والأدوية فى أوامرها من الشركة المعنية أن ترصد مدى وعي الشباب بالمنتجات وتعاطيهم لها من أجل المساعدة على التأكد من أن تسويق منتجات التبغ المعدَّلة المخاطر لا ينطوي على عواقب غير مقصودة فى حال استخدامها من قِبل الشباب. ويجب على الشركة أيضًا أن تبلغ إدارة الأغذية والأدوية فى الولايات المتحدة بالجهود المبذولة فى سبيل الحيلولة دون حصول الشباب عليها وتعرّضهم لها.
ونظرا لأن التعرّض لمواد سميّة إضافية عند تعاطي منتجات التبغ المسخّن يمكن أن يؤثر على الصحة، فإن الادعاءات التى تفيد بأن هذه المنتجات تحدّ من التعرض للمواد الكيميائية الضارة مقارنة بالسجائر التقليدية قد تكون ادعاءات مضللة.
وعلاوة على ذلك، تمنح الأوامر ذات الصلة ترخيصا مؤقتًا بطرح المنتج فى السوق في الولايات المتحدة، مستندةً فى ذلك إلى عوامل خاصة بالولايات المتحدة، باعتبار أنها ليست طرفًا فى اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.
إنّ جميع منتجات التبغ تشكل خطرا على الصحة، لذا فإن منظمة الصحة العالمية تحث على تنفيذ جميع أحكام الاتفاقية الإطارية. فتنفيذها بشكل صارم سيدعم محاولات الإقلاع عن تعاطي منتجات التبغ والحد من احتمال بدء غير المتعاطين، لاسيما الشباب، فى تعاطيها. وتوصي المنظمة بالإقلاع عن جميع أشكال تعاطي التبغ بفضل تدخلات مثل تقديم المهنيين الصحيين لنصائح موجزة، وإنشاء خطوط هاتفية وطنية مجانية للمساعدة على الإقلاع عن التدخين، وتوفير العلاجات ببدائل النيكوتين، وتنفيذ تدخلات من أجل الإقلاع عن التدخين عن طريق خدمة الرسائل النصية عبر الهاتف المحمول.